لا يعرف الكثير من أولياء الأمور ماهية الطرق المثلى للتعامل مع أبنائهم في أوقات لامتحانات مما قد يشكل ضغطاً إضافياً على الطالب من قبل أرباب الأسرة دون أن يعلموا بذلك لذا نضع بين أيديكم وسائل قد تساعدكم في معالجة تلك المشكلة التي يعاني منها الكثير من الآباء والأمهات .. في السطور التالية:
يتعامل الكثير من الأسر مع موسم الامتحانات على طريقة المعركة الحربية:
استعدادات مبالغ فيها وقرارات عسكرية وقلق وتوتر وأعصاب محترقة وشجار بين الأزواج، لكن ما لا يعيه الكثير من أولياء الأمور أن التعامل مع موسم الامتحانات على طريقة المعركة الحربية يزيد من توتر الأبناء وقلقهم ويؤثر على استيعابهم خلال فترة الامتحانات، التحقيق التالي يقدم نصيحة ذهبية للأسرة: تعاملوا مع فترة الامتحانات بهدوء ولا تكبروا «السالفة».
لا أعرف من الذي حول موسم الامتحانات إلى معركة حربية في كل بيت، تعلن خلاله الأسرة حالة الطوارئ فجأة ويسيطر التوتر والقلق على البيت.
افهموا حالتهم النفسية
على الأسرة لكي تجتاز هذه المعركة الوهمية، أن تتفهم الحالة النفسية
لأبنائها أولا:
ـــ من المهم للأسرة أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلبا أو إيجابا في درجة استعداداهم للامتحانات ودرجة استيعابهم أيضا، في فترة الامتحانات يكون الطلاب قد انقطعوا عن المؤسسة التعليمية وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف المناسبة لمذاكرتهم واستعدادهم للامتحانات.
على الأسرة أن تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيدا، وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات حيث أن الكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابناً يناسبه عدد معين من الساعات ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر وهذا يتوقف على الحالة النفسية لهذا الابن أو ذاك.
إذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة، وعليها أيضا مشاركة الأبناء في عمل جدول دراسي يراعي الفروق الفردية للأبناء ودرجة استيعابهم للمادة العلمية، فهناك من يريد ساعات أكثر لأن ملكة الحفظ عنده ضعيفة وهناك من يناسبه وقت أقل لأنه يتمتع بذاكرة أقوى، وهناك من يتفوق في الرياضيات بينما يعاني ضعفا في التاريخ.
كما يجب أن يغرس الآباء في الأبناء ملكة تحديد الأهداف والأولويات والتدرج عند المذاكرة من الأسهل إلى الأصعب.
راقبوا وسائل الترفيه
خطورة وسائل الترفيه الموجودة في البيت، ونطالبهم بالسيطرة عليها خلال
فترة الامتحانات:
ـــ يجب على الأسرة أن تعي خطورة وسائل الترفيه الموجودة في البيت خلال فترة الامتحانات من العاب الفيديو والتلفزيون والإنترنت، هذه الوسائل لا يجب أن تمنع كليا لكن يجب أن يتم تقنين استخدامها من قبل الأسرة لكي لا يصاب الأبناء بالضيق والملل من المذاكرة.
فعلى سبيل المثال يجب منح ساعة يومية للابن يشاهد فيها التلفزيون أو يجلس أمام الإنترنت أو يلعب، ببعض الألعاب لكن بشرط الالتزام بالوقت والجدول المحددين.
ابتعدوا عن العنف
ينصح الآباء بعدم اللجوء إلى العنف لحث الأبناء على المذاكرة:
ـــ النقطة الخطيرة في فترة الامتحانات هي أن بعض الأسر تلجأ إلى العنف ضد الأبناء من أجل دفعهم إلى المذاكرة، وهو أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي للغاية على الأبناء، فالعنف قد يجعل الابن يوحي للأب أو الأم بأنه منهمك في المذاكرة بينما الحقيقة أنه يتظاهر بذلك خوفا من العقاب، فذهنه مشتت وبدلا من التفكير والتركيز في المذاكرة يشغل فكره بنوعية العقاب الذي سيتلقاه في حالة الفشل.
المطلوب بدلا من العنف الحنان وغرس الثقة والاعتماد على النفس وعدم الخوف من الفشل، بل أنصح الآباء باستخدام أسلوب المكافأة وهو أسلوب تربوي يؤتي ثماره.
فوعد الأبناء بمكافأة مجزية إذا حققوا درجات عالية في الامتحانات يأت بمردود إيجابي ويغرس المنافسة الشريفة بينهم.
د / جاسم حاجيه
Next Post
قد يعجبك ايضا