تبة السنترال في ذباب ونصف سنة من إعداد التحالف..
حُميد القطواني
ثمانية أيام من المحارق لآليات العدو فخر التكنولوجيا وأم الحصون المتحركة والمجازر اليومية بحق جنود وقادة عمليات تحالف الغزو والخيانة وعشرات الزحوفات من محاور عدة تحت غطاء جوي وبحري في مساحة مكشوفة وصغيرة لا تتجاوز كيلو مترات هي المسافة الفاصلة من قرية الحريقية التي تتمركز قوات تحالف الغزو والنفاق جنوب مركز مدينة ذباب التي تقع فيها تبة السنترال.
كما تطل جبال كهبوب على مركز مدينة ذباب من الجهة الجنوبية الشرقية لمركز المدينة.
وجبال العمري التي لا تفصلها سوى بضع كيلو مترات عن مركز مدينة ذباب وتطل عليها من الجهة الشمالية الشرقية.
وكلتا السلسلتين الجبليتين لكهبوب والعمري تحت سيطرة الجيش واللجان بامتياز وجدارة والوضع فيهما على أرقى مستويات السيطرة من حيث الامتصاص للقصف المعادي من البحر والجو والبر والقدرة العالية على تأمين قوات الجيش وتحصين البنية اللوجستية والعملياتية ومستوى صلابة الدفاعات وفاعليتها في كسر زحوفات العدو بالتوازي مع عمليات التنكيل بالقوات الغازية وتفتيت تكتيكات العدو بما يجعل زمام المبادرة بيد الوحدات القتالية للجيش واللجان.
تأتي اليوم قنوات الإمارات لتحتفل بالسيطرة على تبة السنترال لا يتجاوز ارتفاعها عشرة أمتار تقريبا وطولها بضعة عشر متر أو بالكثير عشرون متراً.
تلك القنوات التي لم تألو جهدا في تصويرها على حجر حجر ومن كل الزوايا ومن أعلى إلى أسفل والعكس ومن كل الاتجاهات في أسلوب يثير الشفقة ويظهر كم أن الكلفة كانت باهظة جدا ويثير السخرية ويظهر كم أن الغزاة أقزام وفي نفس الوقت يظهر عظمة مجاهدي الجيش واللجان وقيادتهما وكم أن تراب اليمن غالٍ.
فالسيطرة على تبة كهذه لم يكن الجيش واللجان بوارد التمسك بها بقدر ما هو رفع كلفة الخسائر للعدو لحسابات جيوعسكرية زالت مركز مدينة ذباب في يد الجيش واللجان ناريا والمبادرة لتحريرها ممكنة و متوقعة في أي لحظة.
تبة السنترال بوضعها كما ذكرناه في ما تقدم صمدت معجزه لثمانية أيام متوالية رغم تطبيق الأرض المحروقة عليها في منطقة مكشوفة من كل الجهات وقربها من الشاطئ يجعلها تحت غطاء ناري للبوارج إلى جانب قصف الطايرات الحربية والمدفعية والأباتشي لتغطية عشرات الزحوفات لقوات الغزو بالألف تم إعدادهم لأكثر من نصف سنة ومع هذا دفع الغزاة ثمنا ًباهظا جدا للوصول إليها وهذا تكتيك الجيش واللجان لتحقيق الأهداف العملياتية في أوضاع كهذه.
تكتيكات الجيش التي فرضت على الغزاة دفع الكلفة الباهظة للسيطرة على هذه التبة بوضعيتها البسيطة وأهميتها المتواضعة جدا مقابل سحق ما أعده الغزاة لأشهر من قوات وتجهيزات يمكن بها السيطرة على محافظات مقارنة بالوقت و مستوى التجهيزات والإعداد وحجم الخسائر الباهظة جدا في مواجهة قوات متواضعة التسليح..
هذا الاحتفال أظهر فعلا كم أن الغزاة من بعران الخليج أقزام يحتفلون بإنجاز عظيم وفتح أسطوري إذا ما تم قياسه بأحجامهم.. وليس بالسيطرة على تبة يمكن أن يكون لها أهمية حربية إذا ما استخدمه في صراع بين أسرتين أكثر من ذلك فهي غير ذي جدوى ومع هذا أمر استعادتها رهن قرار وساعة صفر للجيش واللجان فقد كانت سابقا المدينة مع جبال كهبوب والعمري بمعسكراته بيد الغزاة وتم استعادتها في هجوم خاطف وليس بمعجز على من استعاد المنطقة بجبالها من قبضة الغزاة أن يحرر مدينة وتبة.
ولكن السؤال هنا كم يا ترى يحتاج تحالف أقزام الخليج ومرتزقتهم من الوقت لتجهيز وإعداد قوات على الأقل عشره أضعاف ما أعدوه للسيطرة على تلك التبة من اجل التقدم باتجاه كهبوب والعمري؟.
وكم هي الخسائر المتوقعة من جنود ومرتزقة وقيادات ذلك التحالف ناهيك عن الكلفة المالية والياته المدرعة للسيطرة على السلاسل الجبلية في العمري وكهبوب المطلات على باب المندب ومركز مديرية ذباب والشريط الساحلي مقارنه مع الخسائر الباهظة التي دفعها تحالف الغزو والنفاق للسيطرة على تبة السنترال ?
وهل قياده الغزو بالذات الإمارات مستعدة لهذه الكلفة الباهظة خصوصا وتوشكا كما هي عادته يرصد أي تجمع متوسط أو كبير لقبض الخُمس من الجنود والقيادات والآليات ومن تبقى ثلث صرعى وثلث جرحى وثلث يعود ليحكي أهوال ما رآه أمام بوابة الجحيم والنكال الأليم على يد أبطال الجيش واللجان في الميدان.