أراد الله لهذه الأمة أن تكون مرتبطة بنبيها الارتباط القائم على أساس الولاء الصادق والطاعة، }النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ{الأحزاب:6 }وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ{النساء: 64 أمة تقتدي بنبيها، تتعرف على هذا النبي، على صفاته، تستفيد من هديه، تستفيد من حياته، من منهجه }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا{الأحزاب: 21.
والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يتحرك ضمن مسؤولية عالمية، مسؤولية عامة، فمسؤوليته هو وأمته مسؤولية ترتبط بالناس عمومًا وليس بالعرب خاصة، مسؤولية ترتبط بالعالمين، كما يقول الله جل شأنه: }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ{الأنبياء: 107، }قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا{الأعراف:158، .
نصل إلى نتيجة مهمة: أنه يتحقق للناس من خلال اتباع الرسول والقرآن التحرر من عبودية الطاغوت المذلة والسيئة والتي هي شر محض، ويتحقق لهم عبادة الله بشكل صحيح في إقامة دينه متكاملاً بما يحقق الخير لهم والعزة والفلاح، ولا يمكن أن يقبل الله من عباده أن يطيعوه في بعض الأمور المحدودة وما تبقى من أمورهم للطاغوت، كما يتصور البعض – وهم مخطئون – أنه يكفي من حياتنا خمس خصال لله والباقي من كل شؤون حياتنا ومواقفنا تكون على ما يريد الطاغوت، هذا خطأ كبير.
فالله جل شأنه يقول في القرآن الكريم: }فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا{البقرة:256، ومن خلال هذه الآية القرآنية المباركة يتضح أنه لا يتحقق الإيمان بالله إلا بالكفر بالطاغوت، ومن هذا المنطلق بعث الله خاتم رسله وأنبيائه محمدًا (صلى الله عليه وآله) بمشروع متكامل عظيم مرتبط بملك الله ورحمته؛ لإصلاح البشرية ودفعها إلى عبادة الله، وإنقاذها من الطاغوت والظلم والهوان، ولتحقيق العدل، وإتمام مكارم الأخلاق، والسمو بالإنسان ليقوم بمسؤوليته في الحياة مع مبدأ الثواب والعقاب، كما يقول الله جل شأنه: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللهِ فَضْلًا كَبِيرًا وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا{الأحزاب: 45-48.
Next Post