الثورة / ماجد الكحلاني
أحيا اتحاد الإعلاميين اليمنيين بصنعاء أمس أربعينية شهيد الإعلام الوطني صلاح العزي تحت شعار ” وداعا فارس الكلمة وشهيد الإعلام الوطني” بحضور عدد من القيادات الاعلامية والسياسية وجمع لفيف من محبي الشهيد وممثلي وسائل الإعلام الوطنية.
وفي الفعالية التي حضرها مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب ورئيس الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان أحمد حامد ورئيسة الجبهة الثقافية في مواجهة العدوان الدكتورة إبتسام المتوكل، دعا نائب وزير الإعلام هاشم شرف الدين إلى رصد وتوثيق أنشطة وأعمال الإعلامي صلاح العزي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن نائب الوزير عن إطلاق اسم الشهيد صلاح العزي على قاعة مسرح وزارة الإعلام عرفانا بتضحياته خلال مسيرة حياته حتى استشهاده.
مضيفا أن العزي استشهد منافحا عن الوطن وعن هويته وكان مدافعا عن عقيدته وعن مظلوميته وخير من يقوم بواجبه اتجاه الوطن وشعبه حتى لحظة استشهاده.
وأكد نائب الوزير على الأهمية بمكان تكريم هذه الشخصية التي جسدت القدوة الحسنة، وانطلقت من منطلقات ايمانية ووطنية أبرزت في مجملها مظلومية الشعب اليمني وصموده وعنفوانه طيلة أشهر كثيرة من العدوان .
واعتبر توثيق الأعمال الإعلامية للشهيد العزي أقل واجب يمكن القيام به تخليدا لما قدمه من تضحيات نضالية في مقارعة الظلم والطغيان ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي والدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره من منطلقات إيمانية سار على ضوئها طيلة حياته”.
وعبر شرف الدين عن أمله في وسائل الإعلام المختلفة تضمين كل منشوراته وأنشطته على الصعيد الإعلامي لتظل ذكراه ومآثره حية وباقية في نفوس زملائه ورفاق دربه يستذكرها الأجيال القادمة .. مشيدا بجهود اتحاد الإعلاميين اليمنيين في تنظيم فعالية أربعينية شهيد الإعلام صلاح العزي ودور الإعلاميين ووفائهم للشهيد بحضور هذه الفعالية، بما يعكس روح الزمالة والأخوة والإخلاص في الوسط الإعلامي.
من جانبه أثنى رئيس اتحاد الاعلاميين اليمنيين عـبدالله علي صبري على مآثر وسيرة حياة الشهيد صلاح العزي، مشيرا إلى أن الشهيد ما يزال حاضرا في أوساط الإعلاميين وزملائه وكل محبيه – بنقاء سريرته ودماثة أخلاقه، وصلابته في تحمل المهام والمسؤوليات حتى لحظة,
معتبرا رحيله واستشهاده مبكرا والبلد تمر بأحداث جسام، في ظل العدوان السعودي الأمريكي والحصار الجائر والشامل، ومع توالي المجازر والجرائم البشعة التي يرتكبها تحالف العدوان ولا يزال.
وأضاف صبري: لقد كان الشهيد رحمه الله مبتهجا بمسيرة الدفاع المقدس عن الوطن، وبالتضحيات والبطولات التي يسطرها أبناء الجيش واللجان الشعبية، فكان يتحدث عنهم وكأنه واحد منهم..
وأشار الى أن الشهيد لم يتأوه، ولم يضعف.. أو يستكين منذ التحاقه بالمسيرة القرآنية حيث وجد فيها بوابة الخلاص لوطنه وأمته، وأنه كان مستيقناً أن الشهادة هي الغاية الأسمى لرجال الله المؤمنين الصادقين، واثقا أن النصر حليف اليمن طال الزمن أم قصر.
وقال مستطردا: لقد رحل صلاح مبتسما ساخرا من عدوان همجي لم يفقه بعد طبيعة وحقيقة اليمن برجالها وأبطالها..
مضيفا: لقد أدركت حينها أن الرجل متصالح مع ذاته، وصادق مع نفسه، فكان جديرا بمحبة رفاقه وزملائه وكل من عرفوه.. وكان جديرا بثقة المجاهدين، الذين لم يطمئنوا للاتصال مع الإعلام إلا عبر الشهيد، فكان بالفعل في مستوى المسؤولية، والتي صبغها بضحكته البالستية، فكان –بحق- بشير النصر لكل اليمنيين.
وأثنى من جانبه رئيس الاتحاد على مواقف ونزاهة الشهيد العزي واصفا اياه بقوله لن لم ينشغل بمتاع الدنيا او يتهافت كغيره على المواقع والمناصب الرسمية بل اتخذ -بكل دأب وصبر عظيمين- من عمله محرابا للجهاد مجسدا لأخلاقيات الإنسان المؤمن، الذي لا يطلب الأجر إلا من الله ولا يهمه إلا رضاه عز وجل.
وأشاد رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ رئيس التحرير ضيف الله الشامي بتضحيات الشهيد العزي الذي يعتبر الصوت والرسالة التي كشفت حقيقة مؤامرات العدوان السعودي الأمريكي ومخططاته الإجرامية.
وأشار إلى أن الشهيد العزي كان قائدا وموجها للإعلام عرف بالصدق والوفاء .. مبينا أن الحرف الذي يكتبه يمثل قذيفة والكلمة صاروخا والعبارة زحفا واقتحاما على مواقع العدو وتحصينات الطغاة والمستكبرين.
وأكد الشامي أن توجيهات وإرشادات الشهيد العزي ستبقى نبراسا ومنارة تضيء دروب الإعلام والجبهة الإعلامية.. معتبرا أنه برحيل الشهيد العزي فقد الإعلام اليمني أحد فرسانه الأبطال الذين قدموا أنفسهم وحياتهم فداء للوطن.
وأثنى نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة نائب رئيس التحرير أسامة حسن ساري على مواقف الشهيد صلاح العزي ودوره البارز متنكرا لذاته منذ الحرب الخامسة في نشر جرائم المجرمين على صعدة في مختلف المنتديات، حريصا على أن يكون عمله هو الحاضر وان تكون كلمته التي تهدي الناس وتواجه تلك التضليلات الاعلامية المختلفة التي كان يبثها العدو في مختلف وسائل الاعلام .
وأشار ساري الى ان العزي ارتقاء إيماني قبل ان يكون ارتقاء عمليا وسلوكيا، وان ذلك هو سر نجاحه وشخصيته التي تكونت ووصلت الى ما وصلت اليه اليوم بفضل الله سبحانه وتعالى.
وأكد أن الطاقة الايمانية الهائلة والتي ورثها صلاح العزي سواء منذ بدء التحاقه وانطلاقته بالمسيرة القرآنية خارج نطاق الوطن في نجران او منذ بدايته كإعلامي يمني وناشط في ابراز الجرائم عبر منتدى المجلس اليمني ومجالس آل محمد وسط محاولات النظام لاخراص الألسن والكلمة الصادقة حينها.
وأضاف أن العزي كان صادقا في كلمته ورسالته ودقة الخبر الذي ينشره وكان سيفا مصلتا على أولئك التضليلين الذين كانوا يحالون حرف وعي المجتمع وتزييف الحقيقة عبر وسائل الاعلام ومن خلال صفحته وليس خلال فترة العدوان فحسب.
وبين أن صلاح العزي ظل يواجه عبر صفحته حملة التضليلات الاعلامية التي يمارسها تنظيم القاعدة وحزب الاصلاح والاعلام السعودي وهم يرتكبون الجريمة بحق ابناء الشعب اليمني، مدعمة بالصور والوثائق التي تفضح تضليلات المنافقين .
مشيرا الى انه استطاع ان يوحد الخطاب الاعلامي في مواجهة العدوان ومثل بذلك اهم واعظم انجاز من خلال تحركه تحت قيادة الجبهة الاعلامية حاملا تلك التوجهات والآليات في مختلف وسائل الاعلام والقنوات.
من جانبه ألقى رئيس دائرة العلاقات الخارجية لأنصار الله حسين العزي كلمة أثنى فيها على دور واهتمام اتحاد الاعلاميين اليمنيين في اقامة واحياء هذه الفعالية، التي تعد مكرمة اضافية من مكارم رجال الاعلام وهي بلا شك مكرمة سيبقى محلها الضمير والوجدان.
مشيرا الى احياء المناسبة عظيم الاثر كان له عظيم الأثر نفوسنا نحن أسرة الشهيد الذي سيظل متواجدا في اوساط ومشاعر زملائه ومحبيه ممن تتجلى في وجوههم وحبر اقلامهم الشريفة واعماق وجدانهم الفياضة، عزيمته ومثاليته وزهده وتقواه وبساطته وابتسامته وحتى ضحكته البالستية الشهيرة.
وأشار العزي الى الحديث عن الشهداء وعطاءاتهم ونضالات الشرفاء تفوق دائما القدرة على التعبير ولايمكن اختزالها بعبارة او كلمة .
مستطردا بقوله أن الحديث عن الشهيد صلاح العزي هو حديث عن رفقائه وزملائه في المجال الاعلامي سواء على ما اظهروه من نبل تجاه زميلهم و ما بذلوه من جهود جبارة لمواجهة العدوان السعودي الامريكي الغاشم في سبيل الانتصار لشعبهم ووطنهم وقضيتهم العادلة .
وحيا العزي دور الناشطين الشرفاء والاعلام الوطني الذي استطاع طيلة اشهر العدوان ان يظهر بشاعة وقبح وخسة ودناءة العدوان وادواته الرخيصة, لقد قبض اعلامنا العدو متلبسا وهو يرتدي ثياب الهزيمة والسقوط..
وخاطب الحاضرين الإعلاميين قائلا: لقد ضبطتموه وهو يقتل الطفل والمرأة والشيخ والكهل ويدمر البيت والمدرسة والمسجد والمؤسسة والطريق والجسر والميناء والمطار وابار المياه والمزارع والمصانع وصوامع الغلال
وتابع قائلا: لقد ضبطتموه أيها الرجال العظماء وهو يعبر عن عقدة نقص مزمنة لديه وهو يدمر الآثار ومعالم التراث والحضارة اليمنية وهو يستهدف حتى المقابر ودور العجزة والمعاقين.
مضيفا لقد كان هذا جزاء من دور اسرة الاعلام اليمني المقاوم ولذلك يكفينا فخرا أن صلاح العزي من هذه الأسرة.
مشددا على ضرورة أن نكون في اتصال دائم مع ذكريات الشهداء واستمداد عطاءات الشهادة لاننا على ثقة انها ستبقى الشهادة وعطاءاتها تطل علينا بامتدادات ايمانية روحية تجعلنا لا ننسى الشهداء ولا ننسى فضلهم علينا وعلى الوطن وتمدنا على الدوام في العزم والتصميم على مواصلة النضال والتصدي لهذا العدوان القبيح حتى الانتصار بدمائهم الزكية .
وألقيت خلال الفعالية كلمات من قبل الصحفي علي جاحز ومحمد عامر وآخرين.. نوهت بمواقف وتضحيات الشهيد العزي ونضاله في مقارعة الظلم وصموده في مواجهة العدوان.
وأشارت الكلمات إلى إخلاصه وسمعته الطيبة وتواضعه ونكرانه للذات ووفائه لشعبه ووطنه من خلال تحركاته ونشاطه الإعلامي وحرصه على كشف زيف وأباطيل وتضليلات إعلام تحالف العدوان في مختلف الظروف .
وأكد المتحدثون أن الشهيد العزي لم يضعف أو يستكن رغم الظروف القاسية التي تمر بها البلاد ..
مبينين أن الموت من بوابة الشهادة كانت أسمى غايات الأبطال الذين يخوضون معركة الشرف والبطولة في ميادين العزة بما فيهم الشهيد صلاح العزي.
واستعرضوا نماذج متعددة لمواقف الشهيد وسيرته وتحركاته وتضحياته وعطائه الإعلامي الذي سيظل شاهدا حيا في نفوس أهله ومحبيه ورفاق دربه باعتباره مدرسة في الأخلاق والتواضع والثبات والصمود .
تخلل الفعالية التي حضرها عدد من الناشطين والإعلاميين ومحبي الشهيد، عرض فيلم عن حياة الشهيد وتضحياته في جبهات الشرف والبطولة ودعوته للشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية التلاحم لمواجهة العدوان ونصرة المستضعفين .