هناك أربعة أشياء فقط محظورة من النشر

صقر الصنيدي –
إنها المرة الأولى التي يمر فيه اليوم العالمي للحريات الصحفية في ظل قانون الإعلام وحقوق النشر¡ ووجود قانون بغض النظر عن مضمونه يعد انتهاكا لجوهر الحرية من وجهة نظر الكثيرين وتكتفي معظم الدول الديمقراطية بما يعرف بميثاق شرف يكون التزاما أخلاقيا ينظم العلاقة بين الكلمة والمجتمع ويكتسب شرعيته من الممارسين للمهنة أنفسهم ويتخذ الجزاء فيه الضمير الداخلي أي أن من ينتهكه لا يردعه قانون بقدر ما يؤنبه ضميره وينكره محيطه وهي عقوبة أشد آلما .
وهي مناسبة للنظر إلى روح القانون الجديد الذي استقى مبادئه من خبرة القانون الفرنسي وديناميكية القانون الأردني والفلسطيني وغيرها من القوانين التي سبقتنا تجربتها .
لقد استغرق النائب الشاب علي عشال فترة طويلة وهو يبحث عن صيغة جيدة للقانون الذي لا يكسر الحرية ولا يقدسها لتصيب الأبرياء وتجعلهم ضحايا لها دون اعتبار لخصوصيتهم¡ وقد سافر وعقد عشرات الندوات للاستفادة من مقترحات وتصويبات أصحاب الشأن الذين طرحوا وجهات نظرهم وكان عليه أن يقارب بين رؤيتين قدمتا إلى البرلمان الأولى من مجلس الشورى ومثلت خلاصة ما تريد الحكومة من الصحفيين¡ والثانية رؤية قدمتها نقابة الصحفيين وكانت تميل كثيرا إلى ميثاق شرف وتجعل الحرية بلا سقف.

يقول للثورة
تم تقديم المشروعين من الجهتين في الوقت الماضي أي قبل قيام الثورة الشبابية السلمية وتوليت بحكم اللائحة الداخلية للبرلمان إعداد مشروع يحمل وجهة نظر الصحفيين ولا يتصادم مع خصوصية المجتمع ولم يكن ذلك ممكنا◌ٍ بغير الالتقاء والنقاش مع العديد من الصحفيين الذين شاركونا الحضور إلى البرلمان وإلى قاعات النقاشات التي ضمت أيضا◌ٍ خبراء من دول أخرى.
ولضمان المزيد من الحرية استعان النائب عشال بالعديد من قوانين الدول العربية والأجنبية مع التركيز على القانون الفرنسي وهو ما جعل القيود على النشر محدودة ولا تعيق الصحافة من أن تكون متمتعة بكامل الحرية والقوة كما قال .
ويضيف انه كان يضع في الاعتبار العراقيل التي سيواجهها القانون والمتمثلة بتقليص الحرية إلى أكبر قدر ممكن من قبل الجهات المختصة والتي لا يروقها الحرية إذا لم تتوافق مع مصالحها .
ويقول مهندس قانون الإعلام إنه تم التوصل إلى مناطق اتفاق قللت محظورات النشر إلى أربعة بنود تركز على صيانة خصوصيات الأفراد وحقهم في بقاء معلومات تخصهم بعيدة عن أعين الناس وعدسات التصوير¡ فقد تم الاتفاق على منع نشر حياة المرضى وسيرة أمراضهم وإن كانوا في مراكز اجتماعية مرموقة فهم بالأخير بشر لهم حق الخصوصية وهو ما يعرف بالتاريخ المرضي للأسرة والذي قد يستغله البعض في النيل من المنشور عنه المعلومة .
ويفسر عشال المشارك حاليا◌ٍ في مؤتمر الحوار الوطني الخصوصيات بأنها الشأن الخاص الذي قد يستغل لصالح قضية عامة والإساءة إلى أشخاص من خلال إدعاء الحرية والتشهير بفئة أو فرد ووصمه بشيء قد يفسد حياته فهذه ليست حرية ولا تخدم حرية وحق الإنسان في المعرفة .
وعن قدرة القانون الذي صيغ وأ◌ْعد قبل الثورة الشبابية على استيعاب تطلعات الناس إلى حريتهم وحقوقهم قال عشال: إن المشروع جاء مستوعبا للتغيرات الحاصلة ومواكبا لها وليس متخلفا عنها وان فيه من الحرية والحقوق ما يكفي للتواكب مع ثورة الشباب اليمني إلا أن التطوير مطلوب دائما◌ٍ باعتبار أن الإعلام من الحقول التي تشهد قفزات نوعية تقنية وبشرية كل عام ولا تعرف حدودا◌ٍ للتوقف¡ وهو حال العلوم الإنسانية القابلة للتطور والتحديث وعدم اليقين بما تم الوصول إليه.
ويضيف: سيحتاج القانون إلى تحديث كل فترة لكنه يغطي الواقع المنظور الآن.

قد يعجبك ايضا