
حاوره / محمد راجح –
أكد الدكتور محمد المقبلي منسق برنامج مشروع تطوير الإدارة العامة بالمعهد الوطني للعلوم المالية والإدارية أن سوء الإدارة هي مشكلة اليمن الرئيسية وليس الفقر أو البطالة أو الموارد.
وقال الدكتور المقبلي في حوار خاص للثورة “تنمية بشرية ” أن الحل لمعالجة سوء الإدارة يتمثل بالتركيز على العنصر البشري والاهتمام بالتعليم والتدريب.
وبحسب منسق مشروع تطوير الإدارة فأنة من السهل بناء الحجر لكن الصعب بناء البشر الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود لتطوير القدرات البشرية لتساهم في انتشال الوضع المترهل للإدارة.
معروف أن هناك ترهلاٍ في الأداء المؤسسي العام والخاص في اليمن ما هي رؤيتك لتطوير الإدارية ¿
لابد من اتخاذ إجراءات جذرية في الجوانب الإدارية والمالية والاهم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والابتعاد عن المحسوبية والمجاملة والحزبية لابد من الإحساس بأهمية التعليم والتدريب مهاتير محمد عندما يعين في ماليزيا شخص الواقع ووجد أن القصور يتركز في التعليم فوضع خطة لعشر سنوات بعدها حققت ماليزيا نهضة تعليمية واسعة.
يجب التركيز على العنصر البشري من السهل بناء الحجر لكن الصعب بناء البشر لازم يكون هناك رؤية صادقة لدى المسئولين انه عندما يتم وضع الخطط التشغيلية لا يجب إهمال التدريب والتأهيل لأن إنفاق دولار واحد في هذا الاتجاه سيعود عليك بعشرة لأن العامل الذي يتم تدريبه الهدف الرئيسي من ذلك هو صقل مهاراته والعودة للعمل وهو يفكر بشكل صحيح وسليم وبالتالي سيشتغل صح ومعروف أن مصروفات التأهيل تعتبر استثمارية لأن الاهتمام بالجانب البشري بتأكيد سننطلق ونحقق أهدافنا المنشودة ولدينا موارد لكنها بحاجة لمن يديرها صح وبعناية وتركيز واهتمام لنلحق بركب التطور والنهوض.
تهميش
لكن يلاحظ أن بعض الجهات المتخصصة بتقديم مخرجات تساهم في تطوير الأداء في الجهاز الإداري العام والخاص مثل المعهد الوطني للعلوم الإدارية لا تقوم بأي دور ما السبب ¿
المعهد الوطني يعتبر بيت خبرة وطنية على مستوى الجمهورية اليمنية والمستشار المالي والإداري الأول في الدولة في الأبحاث والدراسات والتدريب لكنه يلاقي تهميشاٍ كبيراٍ سواء بقصد أو غير قصد.
على الرغم من أقدمية المعهد الذي تأسس في الستينيات لكنه مهمش والسبب ربما أصبحت هناك مراكز تدريب خاصة أيضا المشكلة انه يتم تعيين قيادات للمعهد من خارجه وهذه مشكلة كبيرة لأنهم يأتون وليس لديهم أي فكرة عن وضعية المعهد تجد كذلك أن مخرجات المعهد أفضل بكثير من مؤسسات تعليمية كبيرة ومتعددة.
هل الإدارة هي السبب الرئيسي في المشاكل التي تواجهها البلاد ¿
الأزمة التي مرت بها البلاد منذ سنوات في الأساس هي أزمة إدارية حتى الاقتصاد تجد أن سوء الإدارة هو العامل المؤثر على الإنتاج لدينا موارد وثروات لكننا دولة فقيرة والسبب معروف يتمثل بسوء الإدارة اضرب مثل في هذا الخصوص انظر الى الولايات المتحدة الأمريكية تجد أن من يشتغل في الزراعة هناك حوالي 3٪ من السكان فقط ولكن لديهم اكتفاء ذاتي لسنوات طويلة وقدرات تصديرية أيضا لأعوام بالمقابل انظر لدولة عربية مثل مصر هناك 50٪ من سكانهم يشتغلون بالزراعة ومع ذلك يستوردون 50٪ من الخارج.
ولهذا يجب تفعيل الأجهزة التي يمكن أن تساهم في انتشال الأوضاع الإدارية مثل معهد العلوم المالية والإدارية.
استنزاف
لكن يا دكتور هناك فوضى في العملية التدريبية بشكل عام في البلد وهناك استنزاف لمؤسسات التعليم والتدريب التي أصبحت عاجزة عن تقديم الإضافة النوعية في مختلف المجالات ما رأيك بذلك ¿¿
صحيح غالبية المراكز والمعاهد وحتى الجامعات تجدها عبارة عن محلات دكانية ومفرغة من المحتوى التعليمي لأن هدفها الأساسي هدف ربحي.
في هذا الجانب لابد من إيجاد ضوابط تحكم مثل هذه المراكز والمؤسسات لأن مشاكلها أكثر من منافعها وتجد أن المخرجات كثيفة وبأعداد هائلة لكنها غير مؤهلة ولا تتناسب مع متطلبات سوق العمل والاحتياجات الإنتاجية للاقتصاد الوطني.
أهداف
بالنسبة لمشروع تطوير الإدارة ما الذي حققه حتى الآن ¿¿
البرنامج الخاص بتطوير الإدارة امتداد للمشروع الحالي في جامعة صنعاء وكان من المفترض أن يبدأ في المعهد لكن بسبب ظروف متعددة بدأ بجامعة صنعاء.
البرنامج يقوم بإعداد دبلوم عالي في الإدارة العامة ومخصص لموظفي الدولة ويستهدف القيادات الوسطية أو موظفي الخدمة العامة وصممت برامجه بما يتناسب مع البيئة اليمنية أعدت أولا في هولندا بعد ذلك قمنا هنا بترجمتها وتوظيفها بما يتلاءم مع الإدارة العامة في اليمن .البرنامج يعتمد على التعليم التفاعلي من أكثر من طرف يعني لا يأتي المحاضر ويلقي كلمة وانتهى الأمر بل إن المشارك او المتدرب يتفاعل ويتحدث أكثر من المحاضر يتحدث عن واقع بيئة عملة وعن المشاكل التي يعانيها في البيئة التي يعمل فيها عملية التقييم لاتستند على إجراء الامتحانات بطرق عقيمة بل عملية التقييم تتم من خلال أعداد الطالب لتحليل مفصل حول بيئة عملة ويأتي يتحدث عنها او يختار مشكلة ويضع الحلول المناسبة لها.
يجب ان تقوم البرامج التعليمية على القدرات والمهارات المعتمدة على المستهدفين منها بحيث يكون هناك استفادة حقيقية منها.
عملية التدريب في المشروع تركز على ثلاثة أهداف جانب معرفي وجانب القدرات والمهارات والجانب الثالث الاتجاهات والسلوكيات التتدريب بشكل عام يحتاج لهذه الأهداف التي تحقق الغاية منه في صقل وتنمية القدرات البشرية.