عماد المسعودي –
يتواصل معي الكثير من الأشخاص يريدون النصيحة: ما التخصص الذي تنصح به¿ هل تنصحني ببدء مشروعي الخاص الآن¿ ما الفكرة التي تنصح بها¿ في الماضي كنت أنصح بناءا◌ٍ على خبرتي وعادة كانت نصائحي متشابهه¡ فأنا أؤمن ببعض الأمور وإيماني هذا ينعكس على نصائحي بشكل كبير. لم ألاحظ أن هناك مشكلة واستمريت في نصح الناس بنفس الطريقة¡ فمثلا◌ٍ كوني أحب ريادة الأعمال كنت أشجع الجميع على ريادة الأعمال¡ وعندما أجد شاب لا يزال في المدرسة أحاول سحبه إلى عالم الإنترنت بأي طريقة – إراديا◌ٍ أو لا إراديا◌ٍ. كل هذا تغير عندما تركت وظيفتي وبدأت أعمل على مشروعي الخاص بتفرغ تام.
الأمر أصعب بكثير مما توقعت¡ المصاعب كبيرة¡ وكثرة المتغيرات الغير معروفة تجعل مشوارك كأنك تنزل من سلم بدرج مختلف المقاسات في وسط ظلمة قاتمة¡ يجب عليك التخطيط والتحسس والتأكد قبل اتخاذ كل خطوة وفي النهاية طول أو قصر الدرجة يفاجئك¡ لكن ما عليك إلى أن تعيد توازن جسمك وتستعد للدرجة التالية¡ كل هذا في وسط قلق وتوتر وأمل ونصائح مختلفة بعضها تشجعك على مواصلة المشوار والكثير منها تهبط معنوياتك. ما هي إلا أشهر قليلة من هذه التجربة حتى بدأت أخفف من تشجيعي للشباب في خوض تجربة ريادة الأعمال¡ فقناعتي الشخصية بمدى سهولة المشوار بدأت تهتز¡ ولم أريد أن أدفع بغيري إلى مثل هذا التحدي الصعب.
لكن¡ مع الوقت أصبحت لا أبالي بكمية التحديات التي تواجهنا¡ وأصبح لدينا جلاده في التعامل مع الظروف الصعبة¡ بل بدأت ألمس متعة في الموضوع. فكرت كثيرا◌ٍ عن سبب هذا الشعور ووصلت لقناعة بأن العامل الوحيد الذي يصبرني ويصبر من معي في الفريق الذي اعمل معهم على التحديات التي تواجهنا هو حبنا لعملنا وشغفنا به. لا يمكن لأي شخص بكامل قواه العقلية أن يختار مثل هذا الطريق الصعب لمجرد البحث عن المال أو النجاح¡ فأكاد أجزم بأن أول أيام قد تجعل أي مغامر يتراجع عن قراره. لا بد من وجود شغف وحب حقيقي.
الآن أدركت ما هو أفضل جواب لمن يسألني النصيحة. أبحث عن شغفك وستنجح بإذن الله¡ أو على الأقل ستستمتع بالتجربة. لا تقبل أي شيء¡ ابحث عن شغفك!