استشهاد 27 مدنيا ً برصاص داعش التي تصدت للمظاهرات
الثورة:وكالات
صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، بأن 27 شخصا قتلوا وجرح المئات، يوم الثلاثاء الماضي، في حيي العامرية والفردوس بشرق مدينة حلب، جراء إطلاق النار من قبل عناصر داعش على مظاهرة عفوية ضدهم.
وقال كوناشينكوف :يوم الثلاثاء في حيي العامرية والفردوس شرق حلب، نتيجة لإطلاق النار على مظاهرة عفوية قتل 27 شخصا، وسقط مئات من الجرحى
وأكد كوناشينكوف أن مقاومة سكان شرق حلب لإجرام مسلحي داعش تتصاعد، ومنذ بداية الأسبوع الحالي، جرت 11 فعالية احتجاجية في المناطق التي يسطر عليها مسلحو داعش.
وفي إقدام أثار حفيظة المتابعين الدوليين حول مصداقية أهداف المسلحين ونواياهم في سوريا، خرج المئات من أهالي أحياء القسم الشرقي الذي يسيطر عليه مسلحو داعش في مدينة حلب، للاحتجاج على ممارسات مجرمي التنظيم لاسيما ما يسمى بجيش الفتح المدعوم سعوديا.
وعبّر المشاركون في هذه المظاهرات عن غضبهم من ممارسات العناصر الإجرامية في أحيائهم، الأمر الذي يشير إلى أن هؤلاء المسلحين سيطروا على هذه الأحياء قسرا، مرغمين الأهالي على أتباع أوامرهم ليتمكنوا من التسلط في أمور حياة سكان هذه الأحياء.
وذكر مصدر محلي من شرق حلب، أن الإجراءات القمعية والظالمة التي ينتهجها مجرمو داعش بمختلف فصائلهم في أحياء حلب الشرقية أصبح الأهالي على دراية بها، مؤكدا حماية المسلحين للتجار وقيامهم بتشكيل عصابات قتل وسرقة، وممارستهم الظالمة بانت للعامة، لاسيما بعد أن أقدموا على حرمان المدنيين من حصصهم الغذائية والإمدادات الطبية التي يرسلها الهلال الأحمر لهم، ناهيك عن قيامهم بإرغام السكان على القتال إلى جانب فصائلهم الإجرامية حتى يسمحوا لهم بالحصول على حصصهم من المواد الغذائية.
وتابع المصدر: يقوم مجرمو داعش بمعاقبة كل من يخالف تعليماتهم في حلب الشرقية، سواء كان طفلا أم عجوزا مسنا، وأشار إلى أن معظم الأهالي يشعرون بأنهم دروعا بشرية لا أكثر، ويتبع المسلحون سياسة التجويع لاستخدام المدنيين ورقة ضغط في المحافل الدولية وهذا مادفع الأهالي للخروج بمظاهرات ومهاجمة المخازن الرئيسية لهذه الفصائل والعمل على كسر احتكارها للغذاء والدواء.
وكشف المصدر عن ممارسات المسلحين من داخل حلب، قائلا: بات معظم عناصر الفصائل المسلحة لايثق بأوامر قادتهم، وذلك بسبب عدم وفاء الضباط بالوعود التي قطعوها إلى جنودهم بشأن فك الحصار عن جنوب غربي حلب، وتعرضهم لهزائم وخسائر فادحة في ريف حلب.
ويعد قيام الأهالي بالتظاهر على فصائل داعش المسلحة في الأحياء الشرقية لحلب، خير دليل على تسلط وظلم وهيمنة هذه المجموعات على السكان في هذه المنطقة، كما تبعث الاحتجاجات برسالة إلى الدولة السورية لتلبية مطالب السكان في تلك المناطق وإنقاذهم من هيمنة هذه المجموعات التكفيرية التي تتخذ من السكان دروعا لها.
وبحسب الإحصائيات التي ذكرها الهلال الأحمر السوري الواردة على أساس كمية الحصص الغذائية التي يتم إدخالها إلى شرق حلب، يقطن ما يقارب الـ 150 ألف مدني الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
جدير بالذكر أن حوالي مليوني شخص كانوا يعيشون في الإحياء الشرقية لحلب قبل سيطرة مجرمي داعش عليها، إلا أن أغلبهم نزحوا إما باتجاه تركيا أو باتجاه الأحياء الغربية لحلب، لاسيما بعد أربع سنوات من الحرب التي أنهكت هذه المدينة.
هذا ويستغل الإرهابيون الموضوع الإنساني المتأزم داخل شرقي حلب للضغط على الجيش السوري وحلفائه. وظهر في فيديو نشرته وسائل إعلام موالية للمعارضة المئات من أهالي حلب الشرقية يتظاهرون على ممارسات المسلحين في مناطقهم، واحتكارهم للمواد الغذائية وقيامهم بسرقتها.
وفي الآونة الأخيرة حقق الجيش السوري والحلفاء عدة انتصارات على محور حلب الشرقي، وقدموا ما أمكنهم من المعونات للأهالي في المناطق المحررة.