وجهة نظر
عصام القاسم
تسبب العدوان الغاشم على الوطن والشعب اليمني في فرض قيود على كل المجالات الحياتية والعملية بشكل عام بحيث حد من حركة كل شيء وجعلها محصورة في مساحة معينة ومربع واحد بحد ذاته والسبب والمسبب واحد أيضا افرز صعوبات وتحديات ما أنزل الله بها من سلطان!!
وكنتيجة طبيعية لهكذا وضع مأسوف وغير سوي صارت حركة كل ما هو يمني في الوقت الراهن والصعب صعبة أيضا ومحبطة وفي إطار معين واتجاه واحد أو اتجاهين على أوسع نطاق وبكثير من التضحيات والمغامرات والمجازفات التي ليست إلا صنيعة من صنائع الحروب والصراعات المسلحة لا سامحها الله!!
والحركة الشبابية والرياضية اليمنية اليوم وفي ظل هذا العدوان وتبعاته وملحقاته السيئة والممقوتة صارت من أكثر مجالات الحياة اليمنية تعثرا ومحدودية في الحركة والانتشار وحتى بالكاد تتحسس الطريق .. لذلك انحصرت في شارعين في العاصمة صنعاء لا ثالث لهما!!
والشارع الرياضي والشبابي الأول من الشارعين السالف ذكرهما هو شارع الزبيري حيث مقر وزارة الشباب والرياضة التي صارت المكان الوحيد الذي يتردد عليه الرياضيون من اللاعبين ومختلف الكوادر الرياضية بشكل مستمر ولو لم يكونوا من العاملين أو الموظفين علهم يجدون حلاً لوضعهم المؤسف الذي جعلهم أشبه بالبطالة المقنعة وعلى طريقة اعطني حلا!!
ولكن ومع الأسف الشديد لا يجد الرياضيون الذين يترددون على الوزارة ولازالوا أي حل أو مخرج لأن الوزارة بنفسها حانبة بمن فيها من العاملين والموظفين الذين لم يعودوا يحصلون إلا على النادر اليسير من حقوقهم المشروعة ولذلك صار الدوام الوظيفي في هذه الوزارة بالتناوب يومين لكل موظف في الأسبوع لأنه لم يعد هناك عمل أولا وثانيا لعل الموظف يجد له مخرجا عمليا آخر يساعده على أعباء المعيشة اليمنية الصعبة والباهظة في الوقت الراهن!!
أما الشارع الرياضي الآخر في العاصمة صنعاء فهو شارع حدة الذي يقع فيه صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة الملقب بـ”الصندوق الاخضري” .. وهذا الصندوق حكايته حكاية و”عاده كذاك” من الوزارة الغلبانة فهو يجلب الهم والغم للرياضيين والشباب على السواء لأن المعاملة فيه تجلب الإحباط ومن شروطها أن على صاحب أي معاملة كبيرة أو صغيرة أن يحتفظ بصورة لكل ورقة من أوراقه حتى لا تفقد فلا يمكنه من إيجادها وتصبح معضلة وقضية أكبر مما كانت تعرف بقضية لوكربي الشرق أوسطية!!
والخلاصة أن الرياضة اليوم برمتها صارت في هذين الشارعين فقط ولم تعد في الملاعب والصالات الرياضية لأنها في الغالب صارت مدمرة أو محفوفة بالمخاطر .. وسلامتكم.