جنوب شمال تحت الحزام
أنور الشلفي
لم يعد التضليل الإعلامي السخيف هو الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها العدوان القذر للتنصل من تبعات جرائمه اللاإنسانية بحق الشعب اليمني.
بالأمس القريب كانت جريمة الصالة الكبرى بصنعاء والعالم كله سمع دون أن يشهد بكلمة حق ما أثارته وسائل إعلام العدوان حولها من أن تفجيراً إرهابياً هو السبب وليست مقاتلاته الجوية أما حكاية التفجير الإرهابي هذا على لسانهم عجيبة من العجائب التي يقف لها المرء حائراً لاعناً تلك العبقرية الشيطانية التي تتقمص أرواحهم وعقولهم.
هذا ولا يجب بأي حال من الأحوال أن ننسى ما قبل جريمة الصالة الكبرى تماماً كما لا يجب أن ننسى ما بعدها حتى لا تمر كما يريد لها العدوان إلى هامش الأحداث فتضيع هدراً دماء وأرواح عشرات الآلاف من أبناء اليمن الميمون.
وصولاً إلى جرائم الصلو وسجن الزيدية هنا لابد من الإشارة إلى الحركة “نص كم” التي أراد بها العدوان التضليل على جرائمه وستر عورته هذه المرة لا تفجيرات إرهابية من الداخل في ذات المواقع التي استهدفها بل بتفجير إرهابي بعيد عن موقع الحدث الدامي في عدن.
لماذا!؟ بالتأكيد دون الحاجة لذكاء اينشتاين فإن الهدف هو تحويل الرأي العام إليه إلى الحدث التافه ليمر الحدث الكبير الدامي.
ومع أن قضية نقل البنك المركزي قديمة نسبياً وقد تجاوزها الشعب اليمني بحملة الدعم الوطنية التي مازالت وستظل مستمرة إلى ما شاء الله فإن العدوان هنا أيضا لديه هدف ثان وهو العودة بالرأي العام إلى قضية سبق البت فيها واتخاذ اللازم حيالها إلا أنه لم يجن منها إلا المزيد من العار لنفسه طبعا هذه العودة بالقضايا القديمة نسبياً هي لذات الغرض الأول؛ تمرير الجرائم الدامية إلى هامش الأحداث.
هناك ما هو مهم؛ لكن هناك ما هو أهم.
التحالف العدوان يسعى حثيثا إلى إثبات كفاءته في إدارة الحروب العسكرية على الميدان مع إثبات كفاءته أيضا باللعب على الطاولة السياسية في آن معاً بمعنى أن ما تلقاه من هزائم نكراء في المواجهات البرية مع أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية أمر ما عاد يأبه له لأن الضحايا هنا هم منافقوه ومرتزقته من أبناء اليمن الذين باعوا له بثمن بخس مكاسب لا تقدر بثمن صحيح أن تحالف العدوان مني بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد سابقاً وحالياً لكنها الآن على حساب اليمن من أبناءه الشياطين للأسف الشديد وليست هذه الخسائر شيئاً تذكر من رصيد العدوان؛ ولولا أن الجيش اليمني في الآونة الأخيرة أصبح قادرا على الوصول إلى قلب الأراضي السعودية وغيرها لكانت لائحة الخسائر كما هي في رصيد اليمن؛ ولولا سواعد القناصة العمالقة لما وجدنا خسارة تذكر في صفوف العدوان الحقيقي لا منافقيه الأشقياء.
( حركات مالهاش حل ) على رأي معلق رياضي هذا يفسر أيضا التحليق والقصف المكثف لأهداف مدنية تماماً لتحقيق أكبر قدر من الخسائر؛ ولا ننسى استهداف المنافقين المرتزقة أيضا!! ياللهول.
مجددا هناك ما هو مهم ؛ لكن هناك أيضا ما هو أهم.
تحالف العدوان حين اكتشف أن التضليل الإعلامي بات لا يجدي نفعا ؛ اتخذ لنفسه خطوة جديدة يتوهم أنها إلى الأمام بينما هي لا إلى الأمام ولا إلى الخلف بل إلى الهاوية فبدل التضليل الإعلامي يذهب إلى الادعاء الصريح أن الجيش اليمني يستهدف مكة !! اضف إلى ذلك أن السفهاء السعوديون راحوا يروجون لحرب جديدة أكثر ضراوة بحق اليمن وأبناءه الشرفاء ، وعملت القنوات التابعة والموالية للعدوان على تأليب العالم العربي والإسلامي للدفاع عن مقدساته الدينية ، مما يعني أن العدوان أفلس تماما ولم يعد يحتمل المزيد من الخسائر في رصيده حتى قرر أخيرا أن يقلب عرق ثاني لا أريد أن اسميه.
كما لم اعد احتمل أنا شخصيا الحديث عن العدوان والاعيبه وأكاذيبه ، لكني فقط سأعترف أن ادعاء استهداف مكة هو بمثابة ضربة حرة مباشرة في مرمى اليمن ، لكنها تصطدم بالعارضة تتحول الى هجمة مرتدة شرسة وما اروع هذا الهدف اليماني الذي هز شباك جدة فأسهرها الليالي !
يجب أن يعي كل يمني حر – خاصة الإعلاميين – أن الهدف التالي للعدوان هو أن نكتب عنه أن نتحدث عنه في هذه اللحظة التي يفعل فيها ما يشاء على أن نقول ما يريده هو لا ما نريده نحن.
لعبة قذرة وحرب خبيثة عدوان بأساليب لا يفكر بها حتى الشيطان نفسه نعم هذا ما أتحدث عنه، هذا ما يذكرني بلعبة رمي الكرة للكلب التي كثيراً ما نشاهدها في مسلسلات الكارتون. لكني أسميها حالياً هكذا : جنوب شمال تحت الحزام!.