أم الأكاذيب
حمدي دوبلة
لو كانت السعودية تستطيع أن تأخذ بزمام الصاروخ الذي ضرب القاعدة العسكرية بمطار عبدالعزيز بمدينة جدة قبل أيام وإعادة توجيهه إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة لما ترددت للحظة واحدة..ذلك لأنها راهنت منذ البداية على الأكاذيب وعلى شراء الذمم والولاءات المواقف وركنت بصورة مطلقة إلى عوامل القوة المادية لتحقيق النصر دون أن تأخذ في الحسبان قيم الحق والعدل والفضيلة وغيرها من المسببات الحقيقية للغلبة والنصر الذي هو بيد الله دائما ولايمكن أن يَمُنً به سبحانه إلا على الصادقين من عباده.
تحالف سلمان العدواني لايزال في ضلاله القديم وعلى ذات النهج من الكذب والدجل والتأليب والتحشيد العالمي في سبيل كسر إرادة الشعب اليمني وتركيعه.. ولم يتعلم أبداً رغم مرور قرابة عامين من بدء عاصفة الحقد والحماقة بأن هذه الأساليب الملتوية وغير الصادقة لا يمكن أن تقود إلى النصر أو أن تحقق الغلبة على قوة الحق والفضيلة.
لم يدع النظام السعودي المتسلح بثرواته الطائلة سبيلا إلاّ سلكه لإلحاق الهزيمة باليمن ابتداء بأكذوبة الشرعية ومرورا بمواجهة خطر “المجوس” القادمين من بلاد الحكمة والإيمان والكثير والكثير من الأكاذيب والأراجيف لتبرير أنهار الدماء المسفوحة من المواطنين الأبرياء دون وجه حق ووصولاً إلى ما يمكن تسميته بأم الأكاذيب والمتمثلة في مزاعم استهداف الجيش اليمني للكعبة المشرفة “ولولا يقظة وبسالة القوات السعودية”لكان البيت العتيق وأول بيت وضع للناس كومة من ركام مختلط بدماء المصلين والمعتمرين من ضيوف الرحمن ولرأى العالم في ساحة الحرم مشاهد مماثلة لماتفعله الطائرات بمنازل اليمنيين وأماكن تجمعاتهم في حفلات الأعراس ومجالس العزاء وفي الأسواق وعلى الطرقات وهم على قواربهم وحتى أماكن الاحتجاز وما مجزرة سجن مديرية الزيدية منكم ببعيد.
يا علماء النظام السعودي، اتقوا الله في نفوسكم، كيف لكم أن تنساقوا وراء مثل هذه الترهات وتعملون على تأليب أمة الإسلام على شعب الإيمان بشهادة سيد الأولين والآخرين ؟ كيف تقدمون على ذلك وأنتم تعلمون علم اليقين بأن نبي الرحمة والإنسانية محمد بن عبدالله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام مكث في مكة 13عاما داعيا إلى الله في قريش ولم يسلم طيلة هذه الفترة إلا سبعين فقط منهم 39رجلا ومعظمهم من العبيد والموالي والضعفاء وقد ناصبه قومه العداء وبالغوا في محاربة الله ورسوله، بينما لم يحتاج أهل اليمن إلا رسالة واحدة من الرسول ليدخلوا في دين الله أفواجا؟ أينكم من الحديث الشريف وما أكثر الأحاديث النبوية في فضائل ومناقب أهل اليمن والذي يؤكد فيه الرسول الكريم بأنه يأتي يوم القيامة يذود الناس عن حوضه الشريف بعصاه حتى يشرب أهل اليمن؟
يعلم هؤلاء العلماء بأن هناك أكثر من أربعين حديثا صحيحا حول فضل ومناقب اليمن واليمنيين، لكنهم لا يكترثون اليوم بكلام من لا ينطق عن الهوى بعد أن أطلقوا العنان لأهوائهم وانساقوا وراء رغبات ونزوات حكامهم وكبرائهم ممن سيودون بهم إلى المهالك والى خسارة الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
ما كان لهذا الشعب العظيم المرتبط ارتباطا عميقا وراسخا بربه ودينه ومقدساته أن يقدم على استهداف الكعبة المشرفة وأن مثل هذه الافتراءات والتخرصات مردودة على أصحابها ووحده سبحانه من يعلم خائنة الأعين وماتٌخفي الصدور.