الثورة نت/..
طالب الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن الأمم المتحدة بالوقف الفوري للحرب والعدوان الغاشم على اليمن ورفع الحصار الجائر كون ذلك أصبح ضرورة قصوى في ضوء مالحق باليمن من أضرار بالغة أرضاً وإنساناً.
وقال الاتحاد في رسالة بعثها رئيس الاتحاد العام لنقابات عُمال اليمن علي أحمد بلحدر، اليوم، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “إن الوضع المتردي الذي يعاني منه عُمال اليمن نتيجة للحرب المفروضة على اليمن منذ أكثر من عام وسبعة أشهر تم خلالها تدمير كل البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية ، زادت الأوضاع سوءً واستخدمت فيها كل الطرق المدمرة وارتفعت البطالة بشكل مخيف ومرعب”.
وأشار في رسالته إلى أن استمرار العدوان والحرب أدى إلى توقف الدولة عن صرف مرتبات الموظفين لشهر سبتمبر 2016م وذلك بعد أن تم تحويل البنك المركزي إلى محافظة عدن وهذا أحد الأسباب الأساسية التي أدت إلى عدم صرف مرتبات الجهاز الإداري للدولة، رغم أنه قبل صدور قرار نقل البنك كانت المرتبات تصرف لجميع موظفي الجمهورية اليمنية”.
وأضافت الرسالة “أنه نتيجة للأوضاع الصعبة التي طالت كل مناحي الحياة فإن الاتحاد العام لنقابة عُمال اليمن عمل بكل ما يستطيع أن لا تصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه وعقد عدداً كبير من اللقاءات سواءً مع القائمين بأعمال الحكومة أو المسؤولين المحليين ومع عدد من منظمات الأمم المتحدة، ولكن للأسف أن الحرب التي لم تتوقف ولو للحظة واحدة منذ أن تم الإعلان عن بدايتها من واشنطن بواسطة سفير دولة السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في 26 مارس 2015م، حصدت خلالها أعداد كبيرة من الأرواح البريئة وسفكت الدماء بدون رحمة ولم تستثني أي شيء بل أن اليمن أصبحت ساحة للقتل والدمار ولم يعد المواطن اليمني يجد مكان آمن بعد أن أصبح كل مكان مستهدف من قبل طائرات وصواريخ التحالف بقيادة السعودية سواء المستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات والمطارات المدنية والموانئ البحرية ومراكز المكفوفين والمرافق الخدمية والاجتماعية والطرق العامة والجسور والمصانع ومواقع العمل المدني وحفلات الأعراس وقاعات العزاء والأسواق العامة، وكذا الحرب بين القوى المتصارعة داخلياً “.
واعتبر ما حصل يوم السبت 8 أكتوبر الجاري من قصف لمراسم عزاء في الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء كانت الجريمة الأبشع والتي لم يشهد لها التاريخ مثيل.
وأكد اتحاد عمال نقابات اليمن في رسالته للأمين العام للامم المتحدة انه لم يكن لترتكب تلك الجرائم لولا أن هناك دعم دولي عبر الأمم المتحدة والدول الكبرى التي لم تستطع تلك الجرائم أن تحرك الضمير الإنساني العالمي لوقف هذا العدوان الغاشم.
وأشار إلى أن هذه الحرب العبثية تجاوزت كل الحدود وانتقلت من القتل والدمار عبر أكثر الأسلحة فتكاً ودماراً، وبدأت مرحلة أكثر بشاعة وقذارة وهي استهداف أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه من خلال التضييق عليهم وسد كل المنافذ أمامهم وموتهم جوعاً بعد أن قتلوهم وحاصروهم ولا زالوا كذلك وهذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية.
كما ورد في الرسالة “إن كل المؤشرات التي أمامنا تؤكد أننا أمام إبادة جماعية ولا نعتقد في أي حال من الأحوال أن ذلك يرضي العالم وضميره الإنساني برغم تهاونه عما جرى في الفترة الماضية ولكن اليوم الخطر زاد بشكل كبير وأصبحت الدولة مهددة بالانهيار وهذه كارثة ستطال الجميع وقد تكون المرة الأولى عبر التاريخ يدمر ويقتل شعب من أجل شخص أو مجموعة أشخاص أو مصالح ضيقة لقوى محلية أو إقليمية أو دولية”.
وناشد اتحاد عمال اليمن الأمم المتحدة بكل القيم والمبادئ السامية للإنسانية أن يتم إيقاف هذه الحرب القذرة وأن تعمل الأمم المتحدة من أجل ما يمكن إنقاذه والعمل بكل جد وإخلاص ومن خلال عملية سياسية تحفظ للجميع المشاركة وعدم التمسك والإصرار على الأهواء والمصالح الضيقة التي لم يعد لها ما يعززها في الواقع الذي أفرز بعد الحرب.
كما طالب بالعمل على صرف مرتبات موظفي الدولة وضمانة استمرارها وعدم زج الجوانب الاقتصادية التي يتضرر منها كل أبناء اليمن وقد سُرّح مئات الآلاف من اليد العاملة بسبب مغادرة الشركات الأجنبية واستهداف الشركات المحلية في الصراعات السياسية والعسكرية.
كما دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة في كل الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين وكذا تدمير البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية، مع العمل على العودة إلى الحوار السياسي ومن خلاله يتم ترتيب السلطات (الرئاسية والحكومة) واللجنة العسكرية والأمنية.