اعتداء محرم!

علي محمد قايد

من دون شك وهذا شيء متعارف عليه إن لكل مواطن ينتمي لهذا الوطن ويعيش عليه, حق الحياة على وطنه بعزة وكرامة من دون تنغيص طالما وهو يعيش على حقه ضمن أملاكه الخاصة كالبيوت وغيرها وضمن حقه العام وهو الوطن
ولذلك بين لنا ديننا الإسلامي الحنيف أموراً وضروريات وواجبات وشرائع وأحكام تمكننا من العيش بأمان من دون تنغيص فنجد أن الإسلام حرم تحريما قاطعاً الاعتداء على حقوق وحريات وأملاك الآخرين بأي شكل حيث يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “كل المسلم على المسلم حراماً دمه وماله وعرضه” ونهى عن انتهاك الحقوق والحريات فالمواطن منا يسعى جاهداً إلى بناء حياته ويسعى إلى تربية الأبناء وتوفير احتياجاتهم من سكن وغيره فكل مواطن له أسرة وله بيت وله مصدر رزق وله حق الحفاظ على أملاكه ولا يحق لأحد الاعتداء عليه وعلى أملاكه هكذا بدون وجه حق.
الإسلام حرم إيذاء الجار وأمرنا بالتعايش السلمي والحياة بسلام هذا في حدود الجوار ولكن ما يدمي القلوب ويدعو إلى الحسرة والألم أن نجد مواطناً بسيطاً سعى جاهداً إلى بناء بيت يضمه ويضم أسرته ثم تأتي طائرة معتدية وتقصف ذلك البيت بمن فيه
هذا ما نجده مع الأسف الشديد من حالات اعتداء غاشم وظالم من قبل دول التحالف بقيادة السعودية من انتهاك لحرمات وحقوق وأملاك الوطن والمواطن فالطائرات المعتدية تحوم في الأجواء اليمنية ليلاً نهاراً وتقوم بالقصف العشوائي مستهدفة كل ما يقع تحتها.
ونتيجة لذلك ولما تعرضت له وتتعرض له العاصمة صنعاء من قصف مستمر فقد أثر ذلك تأثيراً سلبياً على حياة المواطن ونتج عن ذلك ظاهرة النزوح والنازحين.
على سبيل المثال نزحت اَلاف الأسر من العاصمة صنعاء إلى المحافظات خاصة محافظة المحويت فوجدنا كثيراً من الأسر أرغمها القصف والعدوان الغاشم إلى ترك بيوتها وأعمالها والانتقال إلى الأرياف خاصة في ظل الأزمات والظروف القاسية التي يعيشها الجميع فالنازح يرغم على ترك بيته وعمله وينتقل إلى منطقة أخرى ليجد نفسه ضيفاً ثقيلاً وغير قادر على الاستقرار المعيشي كما كان مستقراً في بيته يمارس عمله ويكسب رزقه.
ولا ندري هل كان هناك أسباب قوية ومقنعة لكل ذلك فالعاصمة صنعاء لم تتعرض لكارثة طبيعية مثل الزلازل والبراكين والحديدة لم تتعرض لكارثة طبيعية مثل الفيضانات إنما تتعرض المناطق اليمنية لاعتداء غاشم وظالم من قبل دول عربية مسلمة وجارة.
ولا ندري لماذا كل هذا وهل ديننا الإسلامي الحنيف يبيح الاعتداء على حقوق وحريات وأملاك الآخرين, فلماذا هذا التكبر وهذه الغطرسة ولماذا يدعون أنهم يحاربون الإرهاب وهم يمارسون الإرهاب بعينه ضد شعب مسلم وجار؟!!.
القضية ليست قضية خاصة مع “أنصار الله” إنما هي قضية عامة تتعلق بوطن بكامله, وهذا اعتداء سافر على وطننا ويجب مجابهة ومواجهة هذا العدوان, فنحن لم نعتد على أحد حتى يعتدوا علينا بهذا الشكل.

قد يعجبك ايضا