الثورة نت/..
حاصرت القوات الليبية مسلحي داعش داخل حي يمتد لأقل من كيلومتر فقط في معقل التنظيم مدينة سرت الليبية، وتتقدم قوات الحكومية بغطاء جوي أمريكي تدريجيا لتنهي حملة مستمرة منذ 5 أشهر.
وعلى مدى اليومين المنصرمين توغلت قوات بقيادة ألوية من مصراته داخل الحي الثالث في سرت، ودمر القصف الجوي المكثف ونيران الدبابات ببطء مواقع قناصة المتشددين.
وقال قادة مصراته الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول،: “المسلحون يتشبثون بحي المنارة الذي، إذا خسروه فسيصبحون مكشوفين وعرضة للهزيمة في المدينة، التي كانت يوما ما قاعدتهم الأساسية خارج الأراضي التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا”.
وقال العميد محمد الغصري المتحدث باسم قوات مصراته،: “هذه نهايتهم.. لا توجد أمامهم حلول ولذلك يحاربون بشراسة للبقاء في المنارة”.
وخسارة سرت هي ضربة كبرى لتنظيم داعش، إذ تحرمه من المدينة الوحيدة الذي كانت يسيطر عليه شمالي أفريقيا، كما أصبح التنظيم في موقف الدفاع ضد حملات تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا، وسيعطي انتصار القوات التي تقودها ألوية مصراته دفعة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، والتي تقود هذه القوات بشكل رمزي من طرابلس.
وتجد الحكومة صعوبة حتى الآن في بسط سلطتها، فقد شهدت في الآونة الأخيرة سيطرة اللواء خليفة حفتر المنافس لها في الشرق على بعض الموانئ النفطية الكبرى في ليبيا.
وكانت الحملة في سرت مكلفة وأطول مما توقع كثيرون في مصراته، لكن في ظل تضاؤل وجود المتشددين واقتصاره على عدة أحياء سكنية، فإن قدرتهم على استخدام أسلحة ثقيلة أو تنفيذ تفجيرات انتحارية تراجعت.
ضربة جوية
وفقا للقيادة الأمريكية في أفريقيا فقد جاء حصر داعش في أحياء من سرت بعد يوم من تكثيف القوات ضرباتها الجوية عى المدينة، فقد نفذت 20 ضربة على عدد من المواقع القتالية، ونفذت القوات الأمريكية أكثر من 200 ضربة جوية منذ بداية حملتها الجوية في الأول من أغسطس/آب الماضي.
ولا تزال القوات الحكومية معرضة لخطر القناصة الذين تقول إنهم “يتمتعون بمهارات عالية”، واستطاع قناص أن يقتل مصورا هولنديا الأحد الماضي وهو ثاني صحفي يقتل في تلك الحملة.
واضطرت السلطات أيضا للتعامل مع هجمات من خلف الخطوط الأمامية بما في ذلك التفجيرات الانتحارية التي أججت المخاوف من استمرار خطر المتشددين في المنطقة بعد السيطرة على سرت.
وتصدت القوات لكمين كبير على جناحها الشرقي، وقال رضا عيسى وهو متحدث ثان باسم العملية التي تقودها مصراته،: “أحصينا زهاء 55 جثة لمقاتلي داعش بعد الهجوم.. كما أحصينا 25 جثة أخرى حول المنارة”… “هذا أعلى رقم لجثث داعش منذ بداية المعركة ضدهم في سرت.. ويعتقد قادة الخطوط الأمامية أن الجثث هي لليبيين وتونسيين وأفراد من أفريقيا جنوب الصحراء”.
وذكر عيسى أن 6 آخرين قتلوا أثناء ملاحقة المتشددين في الصحراء، وقتل 11 من المقاتلين الذين تدعمهم الحكومة خلال المعارك في اليومين المنصرمين وأصيب عشرات آخرون.
وقال أكرم جلوان وهو متحدث باسم مستشفى مصراته المركزي: “بهذه (الجثث) يصل العدد الإجمالي للقتلى منذ بداية الحملة إلى 560”.
ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد قتلى التنظيم، وعادة ما تترك جثث المتشددين في الشوارع دون أن يلمسها أحد خوفا من الشراك الخداعية، إذ قد تكون ملغمة، لكن وفقا لمعظم التقديرات فإن التنظيم الإرهابي بنى قوة مؤلفة من ألفين إلى خمسة آلاف مقاتل في سرت أغلبهم أجانب قبل بدء المعركة.
المصدر: رويترز