طفت حالة السخط في اوساط العمال والموظفين السعوديين في عدة مناطق جراء التدهور الاقتصادي الذي بات يهدد مملكة ال سعود ، في مؤشر على دخول النظام السعودي مرحلة حرجة وعدم القدرة على تسليم مرتبات العمال والموظفين.
ونفذ أطباء وموظفي مستشفى سعد التخصصي أحد أكبر المؤسسات الطبية في مدينة الخبر التابعة لمنطقة الشرقية احتجاجات غاضبة وقطع الطرقات الرئيسية ضد النظام السعودي احتجاجا لعدم استلام مرتباتهم منذ اربعة اشهر .
وتداول ناشطين سعوديين صور الاحتجاجات التي تنفذها الاطباء والموظفين العاملين في المستشفى بعد إضراب داخلي دام لعدة ايام .
يذكر ان المنطقة الشرقية هي أهم المناطق التي تزود الكيان السعودي بالمشتقات النفطية فيما يعتبر أبناؤها من افقر المجتمعات واكثرهم معاناة في ظل الحكم السعودي.
و بحسب وكالة واس السعودية الرسمية ، فإن أوامر ملكية سعودية تقشفية قد صدرت اليوم بتقليص عدد من النفقات السيادية المتعلقة بالرواتب و الحوافز والمكافآت والمصروفات و تمس بعضها القيادات العليا في الدولة.
القرار الملكي قضى بتخفيض راتب الوزير ومن في مرتبته بنسبة 20 في المائة و مكافأة عضو مجلس الشورى بنسبة 15 في المائة ، إضافة إلى تخفيض المبلغ المقطوع بالنسبة ذاتها ، ولم يتوقف الأمر عند هذه النسب التي تبدو كبيرة ، بل تضمنت الأوامر الملكية إيقاف تأمين السيارات لكبار مسؤلي الدولة و إلغاء قيمة السيارة التي تمنح لعضو مجلس الشورى و ما تتطلبه من نفقات مثل أجور قيادتها و صيانتها و محروقاتها.
مراقبون اعتبروا هذه القرارات اجراءات تقشفية من الدرجة الأولى ، وتعد مؤشراً خطيراً على أن وراءها أزمة مالية واقتصادية ليست بالهينة ، على اعتبار أن تخفيض الرواتب سابقة خطيرة في تاريخ المملكة بشكل خاص وفي تأريخ الأنظمة عموماً .
وبحسب المراقبين فإن نسب التخفيض المعلنة في الرواتب كبيرة إذا ما جرى قياسها بحجم الرواتب و بمستوى الدخل الذي يتقاضاه أصحاب هذه المناصب ، علاوة على كونها إجراء يثير التساؤل إذا ما أخذنا الأمر من زاوية أن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم و صاحبة الاحتياطيات الضخمة .