الحظر المستمر


د. محمد النظاري –
مهما تكن الأوضاع لدينا سيئة –حسب رؤية الفيفا- فإنها لن تكون أكثر سوءا◌ٍ من ليبيا¡ تلك الدولة التي شهدت حربا طاحنة فقدت على اثرها ما يقارب 50 الف مواطن¡ لا يمكن بأي حال مقارنتها بأحداث الأزمة التي شهدتها بلادنا خلال الفترة الماضية¡ وما لحقها من انفراج سياسي¡ جعل الحياة في طريقها للعودة تدريجيا الى سابق عهدها.
في قمة الاحداث لم تتوقف الانشطة الرياضية لدينا¡ وانتهت مسابقات العام الفائت في وقتها¡ ولو أنها شهدت ضغطا¡ غير أنها وصلت الى بر الامان¡ من دون أي أحداث مؤسفة¡ بالرغم من الاجواء السيئة التي رافقتها.. فيما ليبيا توقفت فيها الحياة كلها فما بالنا بالرياضة¡ وهو ما دعا بالاتحاد الافريقي الى نقل كأس أم افريقيا الى خارجها¡ نظرا لعدم استتباب الامن.
لا أعرف كيف يقيس القائمون على الملف الامني في الفيفا الأمر¡ وكيف استطاعوا أن يرفعوا الحظر عن ليبيا¡ فيما أبقوه مفروضا علينا حتى اشعار آخر¡ رامين بكل الضمانات التي تعهدت بها الجهات الامنية في بلادنا عرض الحائط.
صراحة إنه أمر يدعو للريبة¡ ويقودنا للتساؤل هل للمال دخل بالموضوع¿ فكثير ما سمعنا عن رشاوى تغير مجرى القرارات في الفيفا¡ في هذا البلد أو ذاك¡ وليس ذنبنا أننا تواقون لكرة القدم رغم حالتنا الاقتصادية السيئة.
الفيفا مطالب بأن يعامل كافة الدول من منظور واحد¡ لا فرق بين دولة غنية و فقيرة¡ هذا اذا كانت ممارسة اللعبة حق للجميع¡ دون تفريق بين جنس أو لون أو ديانة أو ثراء¡ وهي الشعارات التي نرى الاتحاد الدولي يتشدق بها¡ ثم إذا جاء وقت الجد¡ تعامل مع الاحداث وفق منظور آخر.
اذا كان الاتحاد الدولي سيبقي الحظر علينا¡ رغم أن مسبباته قد زالت¡ وتظل فرقنا ومنتخباتنا تلعب خارج قواعدها¡ فالأجدى والأنفع¡ ان نركز على النشاط الداخلي¡ وان نتوقف عن اللعب خارجيا¡ من ناحية أولى تماشيا من توجه الفيفا بعدم لعبنا في أرضنا¡ ومن ناحية ثانية لنحفظ ما تبقى من ماء الوجه بعد 15 خسارة لمنتخبنا¡ وهزائم ثقيلة لأنديتنا.
قد يقول قائل: إننا اذا فعلنا هذا فسوف تجمد الفيفا كل مشاركاتنا الخارجية¡ وعندها سنقول له ما هو الحل الامثل¿ ألسنا دولة كاملة العضوية من منظور الفيفا¡ ومن حقنا ان نعامل مثل باقي الدول¡ أم أننا ينبغي أن نسمع ونطيع!!.

قد يعجبك ايضا