رؤوفة حسن.. الغائب الحاضر في وجداننا وضمائرنا


استطلاع / أسامة الغيثي – ساري نصر –
ارتقت بنا إلى فضاءات أخلاق الاختلاف في الرأي والرؤى.. علمتنا كيفية التعايش مع الآخر.. لم تمت الدكتورة رؤوفة حسن رائدة الفكر والإعلام والعمل الأكاديمي والنسوي ومنظمات المجتمع المدني في اليمن.. لأن ذكراها وسلوكها وأخلاقها الرضية باقية بيننا.. رحلت بصمت في زمن الضجيج.. توارت بهدوء في خضم الأحداث الصاخبة التي أحدثتها ثورة الشباب عام 2011م إنها الإعلامية اليمنية القديرة التي ترجلت قبل الآوان تاركة رغم عمرها القصير مآثر علمية كبيرة وتراثاٍ جديراٍ بأن يصبح نموذجاٍ يحتذى به على المستوى الواطني.
في الذكرى الثانية لرحيلها في السابع والعشرين من ابريل 2011م.. نترك زملاؤها وطلابها يتحدثون في سياق السطور التالية:
متعددة المواهب
الاستاذ عبدالباري طاهر نقيب الصحفيين الأسبق : رؤوفة حسن كانت من الكوادر الشابة وطلائع العمل النسوي منذ منتصف الستينيات وكانت إنسانة متعددة المواهب والقدرات وعملت في البداية في الإذاعة ثم في التعاونيات والشؤون الاجتماعية والعمل وبعد أن حصلت على الثانوية العامة حصلت دراستها الجامعية في القاهرة وكانت دائما من النساء المتفوقات وربطت بين العمل وبين العلم والتعليم فنشاطها في التلفزيون والإذاعة لم يمنعها من مواصلة تعليمها الاكاديمي, كما أن دراستها لم تحل بينها وبين العمل المجتمعي والثقافي والإبداعي وعملت في نقابة الصحفيين وأصبحت احد أعضاء نقابة الصحفيين في فترة من الفترات, كما كانت صلتها قوية باتحاد الأدباء والكتاب وكانت من النساء الرائدات في مجال العمل النسوي وأسست اتحاد نساء اليمن وعملت أيضا في الحقل الإعلامي وتولت كلية الإعلام وعلى يديها تخرج العشرات والمئات من الطلاب والطالبات وكانت رائدة في الحقل الثقافي وأسست منظمة التنمية الثقافية واحتضنت العشرات من الشابات والشبان للعمل في هذا المجال .
مجددة ومبدعة”
ويضيف عبدالباري : وكانت الراحلة رائدة ومؤصلة للعمل الفكري والثقافي والصحفي وخاضت معارك عديدة في العديد من المجالات ومنها الترشح لعضوية مجلس النواب وربما لا يعرف الكثيرون أن رؤوفة وأمة العليم السوسوة من أوائل من كفر من القوى الظلامية في مرحلة مبكرة قبل العديد من المثقفين والأدباء اليمنيين فقد كفرت رؤوفة عام 1974م بينما كفرت رفيقة دربها أمة العليم السوسوة في مطلع الثمانينات وكان التكفير آنذاك موجهه ضد القوى المجددة والمبدعة وبالأخص في صفوف المرأة, أعمال رؤوفة حسن في مجال البحث الاكاديمي في مجال الدراسات الاجتماعية وحقل الصحافة والإعلام قد يصل إلى مجلدات ونتمنى من الجهات المختصة وبالأخص أسرتها الكريمة الاهتمام بتراث هذه الرائدة وبالأخص رسالتها للدكتوراه.
“قامةجليلة”
حسين عمر باسليم – رئيس قطاع التلفزيون قناة اليمن : أعتز كثيراٍ أني كنت أحد طلابها في الدفعة الأولى من طلبة دبلوم الإعلام في كلية الإعلام التي افتتحت كقسم تابع لكلية الآداب عام 1991م والتي كان لها الدور الأبرز في إنشائه وللمصادفة الجميلة أيضاٍ أني كنت أحد طلابها في الدفعة الأولى لطلبة الماجستير عام 2008م في ذات الكلية, وفي كلتا الحالتين كانت الدكتورة رؤوفة كما عرفناها وخبرناها الأستاذة الجامعية التي تمنح علمها ومعارفها لطلابها بلا حدود وبطرق مبتكرة بعيدةٍ عن أساليب التلقين والوصاية , وبرحيل الدكتورة رؤوفة فقد الوطن والإعلام اليمني والمشهد الثقافي والاجتماعي والأكاديمي والمدني قامة جليلة من قاماته التي يصعب تعويضها .
” الغائب الحاضر “
الدكتور محمد عبدالجبار سلام : رؤوفة حسن جاء القدر وأخذها من بيننا دون أن نشعر لكنها بقيت الغائب الحاضر في وجداننا وضمائرنا ولم نكن نفكر أنها ستغيب عنا في لحظة من اللحظات فالراحلة تركت فينا أفكاراٍ وسلوكيات جديدة وحضارية متقدمة وكانت امرأة عظيمة بكل ما تعنيه الكلمة فكانت صوت المرأة المعبرة عن حريتها وأفكارها التي تمثل الروح الطيبة والمتسامحة, وكانت تمتلك روح الحيوية والنشاط والابتكار وتجسد في أفكارها القيم الجديدة التي نفتقدها الآن, وأقول أننا في السنتين الماضيتين افتقدنا علما من أعلام اليمن النسائية ولكن قدر الله ما شاء فعل.
خسارة كبيرة
احمد الزرقة – صحفي : رحيل الدكتورة الفاضلة رؤوفة حسن مثل خسارة كبيرة وترك فراغا لا يمكن لأحد أن يملؤه ولايمكن للغة أن تختزل هذه الخسارة التي فقدنا فيها عالمة جليلة ومفكرة أفنت عمرها في خدمة قضايا التنمية والإنسان وكانت صوتا معبرا عن الحق والعدالة والإنسانية عاشت بصخب شديد وأحدثت الكثير من العلامات الفاصلة في مسيرة الإعلام اليمني وسبقت عصرها وتخطت كل القيود البالية ورحلت بصمت وكبرياء في زمن كثر فيه الرياء والمراءون, رحمة الله تغشاها .

السيرة الذاتية:
الاسم: د/ رؤوفة حسن الشرقي
تاريخ الميلاد: 1958م
جهة العمل: جامعة صنعاء
نوع العمل: أستاذة اجتماع
المؤهلات العلمية: دكتوراه علم اجتماع ريفي إعلامي- جامعة باريس السابقة فرنسا 1991م
الخبرة السابقة على العمل الحالي:
– نائب رئيس المكتب الفني بوزارة الإعلام 84-86م
– رئيس قسم التحقيقات صحيفة الثورة 80-84م
– معدة ومقدمة برامج المرأة- تلفزيون صنعاء 75-80م
– معدة ومقدمة برامج المرأة إذاعة صنعاء- 70-75م
– مؤسسة إدارة المرأة بوزارة الشؤون الاجتماعية عام 76م
الإنتاج والنشاط العلمي والبحثي:
– رسالة ماجستير إعلام تنموي باللغة الانجليزية
– رسالة دكتوراه حول التغير الاجتماعي باللغة الفرنسية
– ورقة عمل عن أوضاع المرأة اليمنية مقدمة إلى مؤتمر المرأة العربية – القاهرة
– عدد من المقالات الصحفية في جريدة الثورة وحلقات إذاعية وتلفزيونية
المشاركة في المؤتمرات والندوات الداخلية والخارجية:
– حضور مؤتمر المرأة العاملة- جامعة الدول العربية- ليبيا 75م
– حضور مؤتمر المرأة العاملة- جامعة الدول العربية- القاهرة 76م
-المؤتمر العالمي للفتيات موسكو 75م
– المؤتمر العالمي للمرأة برلين
– مؤتمر المرأة العربية- اتحاد المرأة العربية- دمشق 76م
– مؤتمر العمل العربي- المغرب 80م
– مهرجان الشباب العربي الأول الجزائر 72م
– مؤتمر الصحفيين العالمي- صوفيا 86م
– مهرجان ملتقى الشباب في الصين
– المشاركة في الندوة الوطنية للأسرة والسكان في عدن من 15-18 سبتمبر 1991م (معدة ورقة)
– المشاركة في المؤتمر الأول للسياسات السكانية المنعقد في صنعاء للفترة من 26-29 اكتوبر 1991م
العضوية في المنظمات والاتحادات الاجتماعية والنسائية:
– عضو جمعية المرأة اليمنية ورئيسة للجمعية سابقاٍ
– عضو الاتحاد الدولي للنساء برلين 19-1991م
– عضو المجلس الدولي للمرأة- لندن 77-91م
– عضو جمعية التضامن مع المرأة العربية القاهرة 87-91م
– عضو اللجنة الوطنية للشباب- صنعاء 85-86م
– عضو نقابة الصحفيين اليمنيين 75-86م ومسؤولة اللجنة الاجتماعية للنقابة 84- 86م
– عضو المجلس الاقليمي لرعاية الأمومة والطفولة صنعاء سابقاٍ
– عضو مؤسس لجمعية المعاقين- صنعاء سابقاٍ.

قد يعجبك ايضا