للرئيس ومجلسه الأعلى “2” ..
عبدالخالق النقيب
القرار الجمهوري بتكليف القائمين بأعمال الوزراء لتصريف الأعمال، أولى التباشير لإنقاذ مؤسسات الدولة، غير أنه قد مضى عليه الكثير، تأخر الوقت ، ولازالت جماهير السبعين وكل اليمنيين ينتظرون إعلان حكومة يراهنون عليها في إدارة الحرب والاقتصاد ، ويبتكرون من معادلات الحل ما يمكن لمؤسسات الدولة أن تقف عليها وهي تنظر إلى الحرب بثقة ويدها على الزناد تقتنص الحلول وتخرجنا من قمقم الحصار ..!!
حكومة التصريف تعمل بمزاج من يتحسس جرحه ولا يفكر في مداواته ..!! من المكلفين من يفيق صباحاً ويفتح كفه ليرى أصابعه الخمسة ، وثمة من يعمل على ترسيخ جذوره على حساب صمود وصلابة المؤسسات الأكثر حساسية وإيراداً وتلك التي راهنا عليها في جعلنا أكثر تماسكاً لوقت أطول .
كل الأخطاء التي تنبت الآن هي خطايا باردة لكنها ثقيلة ، إنهم يجيدون النغمة البكائية التي لا تصلح لميادين الصمود والحرب ، ويتعاطون مع الاختناق القائم كأمر واقع يتكيفون معه إلى أن نتلاشى ، ومن المكلفين من لا نية لديه بانتزاع حلول مقبولة وناجعة ، بقاؤهم هكذا يسيرون الأعمال كمن يتكبد مشقة السفر ، وهذا يضعنا أمام انهيار وشيك ، ولربما بسببها نصطدم بثورة جياع إن لم نتداركها مبكراً، إنها معركتنا من الداخل.
فكروا بوزراء جديرون يصنعون القرار ويبتكرون خيارات وبدائل لحلحلة الاختناقات وإنهاء مظاهر التجمهر أمام مؤسسات الدولة ، لنلتقط أنفاسنا ، ونشعر بوجود أقوى للدولة ، فلسنا بحاجة لأن نفهم أن المملكة غارقة بالخيبات والانكسارات ، لقد أفقدها هذا ما تبقى لها من صواب هي تركض وراء رغبتها الجامحة في قتلنا إما بطائراتها أو جعلنا نموت جوعاً..!!
إعلام المملكة الآن يلوح بمؤشرات تجويعنا ، ويظهر رغبته في الفرح بمشاهد الاحتجاجات أمام مؤسسات الدولة ، لقد استخدم براعته في فرقتنا وحصارنا وحربنا البينية ولم يعد لديه رهان آخر غير أن يبتهج بجوعنا وانهيار مؤسساتنا كبطاقة أخيرة تستحق أن يصفق لها بحرارة ، لازالت المملكة تنغمس بغرورها وتمتلك الثروة ولا يعنيها في أي وحل ستسقط ، ولا يوجد دليل واحد أنها تحتفظ لنفسها بأي من خيارات التراجع أو العودة في مقابل أنها تستنفذ كل الوسائل والحيل لترى اليمنيين يهتفون بجبروتها وفي أيديهم رايات بيضاء..!!
الجوع كافر ..! وبقاؤنا هكذا نستسلم لبكاء المكلفين بتصريف الأعمال، وننتظر تشكيل حكومة جديدة، أمر في غاية الخطورة ، وإن كانت المملكة تراهن على ثورة الجياع وتستنفر مقدراتها لننكفئ نحن من الداخل فيجب أن تخسر رهانها ، ونكسب كالأبطال ..!!
aallnaqeeb@gmail.com