محمد غبسي
لعل الروشتة التي يكتبها أطباؤنا للمرضى بشكل أحجيات ما هي إلا تعبير عن افتقار هذا القطاع للغة تواصل بين الأطباء وهو الأمر الذي يزيدها سوءاً في التواصل مع المرضى الذين قد يبدأ غالبيتهم بالتماثل للشفاء بمجرد وقوفهم أمام طبيب ينظر بلطف ويتحدث بفصاحة ودقة طبية عالية .
سرحان الوصابي ، شاب يمني اقتحم الصحف والمواقع الاخبارية المحلية والخارجية بعد أن اقتحم الواقع ببرنامج فريد من نوعه في المجال الطبي الذي يفتقد للغة الطبية العلمية ، ليبدأ بتغيير ثقافة طبية كانت وماتزال تحافظ على أخطائها داخل غرف الإنعاش في مجتمع يحيل معظم الأخطاء والخطايا الى قاموس القضاء والقدر .
في الثالثة والعشرين من عمره صمم الشاب سرحان الوصابي برنامجاً لتعليم الكوادر الطبية على كيفية التواصل فيما بينها “S.F.A ” ، ليسهل عليهم التواصل مع بعضهم البعض كما يمحنهم القدرة على التشخيص بدقة عالية كما يمكنهم من التواصل مع الكادر الأجنبي بدون مشاكل وكتابة التقارير بشكل سليم وقد بدأ بتطبيقه منذ ستة أشهر في معهد الألفية .
كان حلماً ..ربما….فقد كان طالباً مشاكساً في المدرسة متقد الذكاء ، ولم يسلم مدرسو مدرسة 26 سبتمبر من انتقاداته اللاذعة التي كان يوجهها لهم وجهاً لوجه أثناء طابور الصباح ، منتقداً تأخرهم في الحضور أو طريقتهم في أداء الرسالة التعليمية لدرجة أنه حظي بمحبة وشعبية من قبل الطلاب ومدير المدرسة الذي بدوره ساهم في تشجيعه .
من هذه البداية انطلق الشاب سرحان الوصابي الى قمة النجاح والتألق ، منقلباً على البيئة والمجتمع التي لا تكاد تتقبل نجاحات في سن مبكرة ، تجاوز ظروف أسرية صعبة ومعقدة اضطرته لهجرها عدة سنوات والوقوف الى جانب نفسه في رحلة البحث عن الذات بأكثر من وسيلة في أكثر من مكان ، وضع خطوته الصحيحة الأولى في الالتحاق بمعهد مالي لتعليم اللغات ، ليحصد عدة شهادات .
نصيحة سرحان الوصابي للشباب اليمني لخصها بالكلمات التالية :
إن الاستثمار الحقيقي يكون في التأهيل الذاتي وليس في جمع المال ، وان لاتكون الشهادة هي الهدف لأن كثيراً من حاملي الشهادة وطالبيها لا يمتلكون القدرات ثم ان العلم ليس محصورا في مدرسة أو جامعة معينة هو متاح لمن أراده ، والمرحلة القادمة تتطلب منهم مزيدا من بذل الجهد للوصول الى الأهداف المشروعة .