أيّها البائعون
أشواق مهدي دومان
وخنتني يا واو الجماعة ولن أقول رجالاً ،فالرجولة عهد نقضتموه حين خنتمونا نحن-نون النسوة- ولن أعبر عنّا بالنّساء فالنّساء معزّزات مكرّمات ،حين كانت بلقيس هي من تُستشار فقد قال لها الرّجال:فانظري ماذا تأمرين ؟.
حين كانت حواء هي حروف الحياة ،وآدم هو الدّم اليماني تنبض فيه الحكمة ،والإيمان ،والغَيرة،والشّهامة والأخوة والقبيلة وكل معنى جميل زرعته فينا اليمن..
نعم فلم نعد نساء فقد اتخذتمونا جواري تلحقكم أينما رحلتم فقط لإشباع حاجاتكم…
ذو يتمونا وطردتمونا وحكمتم علينا بالغربة دون أن تستشيرونا ببعض حرف نقوله…
يا معشر واو الجماعة :
لتسمعوا أصواتنا المخنوقة برؤاكم المغلوطة ، لقد ظلمتمونا حين قرّرتم الرّحيل إلى الرّياض وغيرها من عواصم دول تحالفت وأقرّت بضرب بلدكم ووطنكم…
لم تخونوا وطنكم الكبير فحسب ؛ بل لقد خنتم أوطانكم الصغيرة إن كان مفهوم المرأة لديكم لازال هو الوطن الذي أقر معناه قول الله :”وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها”..
فالسّكن هو الوطن الذي بعتموه حين رحلتم بنا إلى هذه العواصم …
فحرمتمونا أن نتنفس هواء اليمن الحبيب في صنعاء وتعز والحديدة وعدن وإب و…و…الخ..
حرمتمونا من أن نتلذذ لرؤية الشّروق في وطن تغنّى به فنانوه فقال أحدهم:ما أجمل الصّبح في ريف اليمن حين يطلع….
حرمتمونا من كل معاني الحياة ، حين عقدتم صفقة بيع اليمن لأطماع الخارج أيّاً كان..
يامعشر واو الجماعة ولارجال:حرمتمونا العام والنّصف من أن نشتم عبق أمهاتنا حين نحزن فنزور بيوت آبائنا لتمسح أمهاتنا دموعنا ،ويحتضننا آباؤنا ،ويتوعد إخواننا بالرّد عن من قسى علينا …
حرمتمونا رؤية أعزّ احبائنا وأقرب محبينا..
فصلتم أرواحنا عن أجسادنا حين بعتم اليمن للغريب بمبرر تربية فئة أو جماعة أو حزب على يد من ضاع مسرى رسول الله وتاه سبعين خريفا بين سياسييهم وحاخاماتهم ، فقد ضاعت مفاهيم التّربية لديهم..
أردتم أن يؤدب الغريب عمّي الذي ظل عمره يبني بيته وبتأييدكم للعدوان ، لم يمر عليه شهر من يوم انتقل لبيته الجديد إلا وقصفه العدوان ورحل عمّي وزوجته وأبناؤه وبناته ومن معهم….
أردتم أن يؤدبنا المحتل الذي لم يتوانَ عن حرق مزرعة خالي الذي لا مصدر رزق له سوى هذه المزرعة التي كان يتعب عليها طيلة العام ليغذي أبناءه بالرّزق الحلال غير مترفّها على حساب جثث شعبه كما فعلتم أنتم…
فمَن أقاضي حين رحل خالي بمزرعته بأبنائه حين قُصفوا بمبرر تأديب حزب فأُحرقت الأرض وأُفزِع الأطفال واشتوت أجساد النساء الطاهرة وانكشفت بعد أن عاشت عمرها في السّتر والحياء الذي هتكتموه حين بررتم وأيدتم العدوان ؛ فقُصف المستشفى وبنت عمتي تلد فيه ورحل أطباؤه وأمراضه…؟
فمَن أُقاضي ؟؟هل أقاضي المربي(القاصف) والذي لا يرحم ولا يميّز بين منشأة عسكرية ومنشأة إنسانيّة ؟؟.أم أقاضيكم يا من جرت في دمائكم دماء الملكة بلقيس وقومها وكانوا الرجال ولكنها الرجولة تنطق فيهم فيقولون لها :”فانظري ماذا تأمرين…في حين لم تنتقص رجولتهم فقالت لهم:”ما كُنتُ قاطعة أمراً حتى تشهدون”.
فأين رجولتكم يا معشر واو الجماعة اللائذين بالخارج وقد أُحرقت وطني وحُرِمت من أهلي وقُتل عمي وخالي ، وهُتِك ستر بنات ونساء مثيلاتي؟.
أين رجولتكم حين وافقتم على بيع وطن لم تبيعوه وحده فقد بعتم مبادئ التسامح والأخوة وتنكرتم لأواصر القربى والدّم والنّسب فتاهت وتمزقت أنسجة المجتمع المثالي الذي بناه محمد بن عبدالله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذي قال:”مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى”.
وقال:”المؤمن للمؤمن كالبنيان يشُد بعضه بعضا”..
فأدخلتم الكفار بيننا ليحكموا وهو منهي عن إدخالهم والتحكيم لهم وموالاتهم ، فالحكم فقط للقرآن وأهله:”لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء لكم من دون المؤمنين”..والرجوع لله وللرسول بأمر الله وإقراره:”فلا وربِك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم”…
غيّبتم محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رسولا لله ورحمة للعالمين ،وحكّمتم السّنغال والجانجويد وأمريكا وإسرائيل ومن على شاكلتهم….
ضيّعتم وطننا وضيعتم ديننا وجعلتمونا أغراب وجعلتمونا مسوخا بشرية ؛ تكمّمون أفواهنا وتقولون :
يامعشر نون النّسوة: لا تصرخن لحنين آبائكن ،واشتياق أمهاتكن،ولا تبكين أهاليكن ممن قُصفوا آمنين في بيوتهم ومدارسهم ومزارعهم ومستشفياتهم بالقصد مرة وبالغلط أخرى…
تريدوننا أن ننتحر صمتاً وتملؤنا عذابات وجراحات أنتم سببها….
فأين تذهبون من الله ؟؟
أيّها الظالمون :فأين تذهبون ؟؟!!.
هذه (فقط )شكوى من صميم نساء من أيّدوا العدوان وبرّروا له؛ فما بالكم بشكوى من يعشن تحت القصف المباشر ؟؟.
كلامي إنساني خالص ، ولا أريد إلا خطاب الإنسانية بعيدا عن أي عُقَد ونقاشات هامشيّة، وتتويه للنفس الإنسانية الحائرة من أولئك العابثين بوطنهم…