د. سنان غلاب*
يعرف نظم المعلومات الجغرافية بعمليات إنشاء حزم من البيانات والمعلومات والقواعدالمعرفية باستخدام البرامج والأنظمة الجغرافية الفعالة لتنفيذ مشاريع مستقبلية لمواجهة حقيقية وفعالة للنمو المتسارع وتوقع إحداثيات مستقبلية والتنبؤ بأحداث مقبلة بشكل منظم.
حيث تساهم نظم المعلومات الجغرافية بتطوير وتحديث عن طريق أنظمة المسح الجغرافي الحديثة لمعرفة مصادر الثروات القومية وعمليات التخطيط والتنظيم والمتابعة وبدقة عالية.
لم يتسن بعد لأغلب الحكومات العربية أن تعتمد في بناء مدنها وسياق تحديث مخططاتها بناء على هيكلية جغرافية مدروسة والاستفادة من تقنيات النظم الجغرافية وأنظمة التموقع الجغرافي
(Geographical Positional System) أو في تطوير قدراتها في استخراج الثروات من باطن الأرض بمساعدة تكنولوجيا الإستشعارعن بعد(Remote Sensing).
إن نسبة 80 % من حكومات العالم تعتمد على نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط العمراني والبيئي ووسائل النقل والمواصلات وتهيئة مناخ العيش الأفضل للشعوب وتفعيل دور الدراسات الجيوسياسية والجيوعسكرية والجيوطبيعية والجيوبيئية وغيرها.
بالنظر إلى واقعنا، فإن تخطيط المدن في بلداننا صار لا محل له وبلا رؤية مستقبلية. فالمدن الحديثة تبنى باستراتيجيات وخطط هيكلية تركن إلى تقنيات نظم معلوماتية التي بدورها تدرس جميع الإحداثيات وتفاصيل المناطق لتدعم اتخاذ القرارات بدقة عالية وهو عكس الحال!!
لم يعد مقبولا في عصر التكنولوجيا المتقدمة أن تتخذ قرارات تخطيط المدن واستكشاف الثروات الطبيعية والخطط العسكرية بناء على قرارات إدارية عشوائية وبشكل غير مهيكل. ولن تبنى دول ومدن ومجتمعات حديثة بدون دراسات علمية مسبقة ذات أبعاد استراتيجية ركيزتها الأساسية الإنسان وليس سواه.
*أستاذ نظم المعلومات والذكاء الاصطناعي
Prev Post