دشنا العمل بالنظام الآلي ووسعنا الطوارئ رغم العدوان

رئيس هيئة المستشفى الجمهوري

نعاني من تدني الإيراد المالي وصعوبة في أصلاح الأجهزة جراء الحصار

لدينا فرق طبية متحركة للإسعاف والإغاثة في الأماكن المستهدفة والمدمرة

الثورة / وائل شرحة

استكملت هيئة المستشفى الجمهوري في محافظة حجة عملية التوسعة في قسم الطوارئ ورفع عدد السعة السريرية من 15 سرير إلى 40 سرير.
وأوضح رئيس الهيئة الدكتور محمد الصوملي أن علمية التوسعة تم تنفيذها بالتعاون مع المجلس المحلي في المحافظة ومنظمة أطباء بلا حدود وسيكون له ايجابيات كثيرة في الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وقال في لقاء مع (الثورة) إن الهيئة بدأت العمل بالنظام الآلي بدعم وتمويل مجمع48 الطبي النموذجي ويقدر تكلفة بمليون دولار حيث يعمل النظام الآلي على توفير قاعدة بيانات كاملة ودقيقة في كافة المجالات الإدارية والفنية والمساهمة في تبادل المعلومات بين المرافق الصحية والمساهمة في دعم البحث العلمي وسيتم تذخيره من خلال نقطة موزعة على مختلف الإدارات والأقسام.
وبشأن العراقيل التي تواجها الهيئة وآثار العدوان السعودي على عملها وغيرها من التفاصيل في هذا اللقاء:

لم تضع على عاتقها من قبل، كونها تفوق امكاناتها.. آنذاك كانت قيادة الهيئة وكوادرها تشعر بأن حجة ستتلقى ضربات وغارات موجعة ووحشية كونها محافظة محاذية للحدود السعودية وأن المستشفيات في،المناطق الحدودية لن تكون في منأى عن القصف.. لتصبح  هيئة جمهوري حجة المرفق الصحي الوحيد في المحافظة الذي يقع على عاتقه استقبال الجرحى والمصابين والمرضى من مختلف مديريات المحافظة.. ما يضاعف من مسؤولياتها واحتياجاتها ومتطلباتها في وقت هي تعاني فيه من ضعف الميزانية ونقص الكادر البشري وكذا الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة واللازمة..
ورغم كل تلك الصعوبات.. إلا أن الإصرار والعزيمة كانت الأقوى ..وما تزال كل تلك المعوقات.. إذا أعلنت هيئة المستشفى الجمهوري استمرارها في تقديم الخدمات العلاجية بإمكاناتها المتواضعة وظلت تعمل بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات لتكابد الصعوبات وضغط الازدحام والاختناق الذي كان يرتفع نسبته من يوما إلى آخر.. حتى أصبحت الهيئة الوحيدة التي ما تزال تعمل في محافظة لم تنج يوما واحداً من الاستهداف الجوي والبري والبحري يوما واحدا، أو ساعة بعينها..
* ما هي نتائج الاجتماع الأول لقيادة الهيئة بعد إعلان العدوان ..؟
– استشعار من الهيئة وكوادرها الطبية والفنية والإدارية بأن الهيئة ستكون المرفق الطبي الوحيد في تحمل مسؤولية العجز في الخدمات الطبية لاسيما وأن المحافظة تفتقر للمرافق الصحية المتكاملة والجاهزة سواء الحكومية أو الخاصة وهو الأمر الذي دفع الهيئة قيادة وأطباء وموظفين إلى اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية والعملية لمواجهة المرحلة والتي كان من أهمها، بحسب ما ذكر رئيس الهيئة الدكتور محمد الصوملي:  إنشاء وحدة إدارة الطوارئ تتولى مهام تجهيز وإعداد فرق طبية متكاملة ثابتة داخل الهيئة ومتحركة خارج الهيئة لتنفيذ عمليات الإسعاف والإغاثة إلى الأماكن التي تتعرض للقصف والتنسيق مع الجهات الأخرى لعمليات استقبال وتحويل الحالات وكذا دراسة وضع الهيئة وتحديد الاحتياجات من أدوية ومستلزمات وأجهزة ومعدات ومشاريع والبحث عن مصادر تمويل عبر جهات مانحة دون الاعتماد على موازنتها المخصصة من وزارة المالية والتي تصف بالضئيلة ولا تعطي احتياجات الهيئة في الظروف الاعتيادية.
* صف لنا  حالة منتسبي الهيئة بداية العدوان.. ومدى تفاعلهم..؟
– الاستشعار بالمسؤولية الإنسانية والوطنية كانت حاضرة وبشكل ملحوظ في قلوب أغلبية منتسبي الهيئة .. إذ استمر العمل في الهيئة بكافة طواقمها وبالتزام وانضباط تام.. وبينما الكوادر الفنية من أخصائيين وأطباء وفنيين يؤدون واجبهم في الميدان كانت في الطرف الأخر قيادة الهيئة قد سخرت جهودها وإمكاناتها لانجاز ما تم التخطيط له رامية خلفها كل ما يمثل عائقا لها ومصدرا للإحباط والتثأوب عن القيام بواجبها الوطني..”
* ما الذي انجزتموه مما خططتم له..؟
– انجازت الهيئة  العديد مما خططت له وتجاوز المشاكل التي واجهتها.. أبرزها:
– استقطاب منظمة بلا حدود الإسبانية للعمل في الهيئة.
– اتفاق وتوأمة وشراكة مع مجمع 48 الطبي وتطبيق نظام الجودة.
– حل مشكلة المياه بالتنسيق مع المجلس،المحلي والمؤسسة المحلية للمياة وبتمويل منظمة الصحة العالمية ومد خط ساخن للهيئة.
-حل مشكلة مغادرة الكادر الأجنبي واستقدام كوادر يمنية والتعاقد معها بالتخصصات التي تتطلبها الهيئة في الظروف الراهنة.
– توفير عدد من الأجهزة الطبية أهمها جهاز C.arm بتمويل شركة يمن موبايل.
– توفير جهاز مناظير من وزارة الصحة العامة والسكان.
– توفير وتغطية الاحتياجات من الأدوية والمستلزمات والمحاليل من العديد من الجهات المانحة “وزارة الصحة، مكتب الصحة بالمحافظة، ومنسق الطوارئ بالمحافظة، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة، دائرة الخدمات الطبية العسكرية.
– تنفيذ العديد من الأنشطة خارج الهيئة بالشراكة مع مكتب الصحة ومنظمة أطباء بلا حدود، مثل إنقاذ متضرري السيول ومصابي حمى الضنك وزيارة المناطق التي تعرضت للقصف بفرق طبية جاهزة.
– متابعة وتنفيذ وتمويل بعض المشاريع مع منظمة أطباء بلا حدود أهمها: توفير مغسلة اتوماتيكية وإنشاء محرقة خاصة بإتلاف المخلفات الطبية ولازال العمل جارياً في التنفيذ.
تدشنون الأسبوع الجاري مشروعي توسعة الطوارئ العامة والعمل بالنظام الآلي.. اعطنا نبذة عن المشروعين..؟
هي عديدة المشاريع التي نفذتها الهيئة، إلا أن المشروعين الليتن يتم تدشينهما الأسبوع الجاري يظلان الأبرز.. كما أن ذلك يأتي استكمالا لما بدأت به الهيئة من أعمال احترازية لتحمل المسؤولية التي القيت على عاتقها كما سبقت الإشارة إليه والتي كان من أهمها البحث عن مصادر دعم للهيئة تم التنسيق والعمل على استقطاب منظمة أطباء بلا حدود ومن خلال تنفيذ العديد من الزيارات المتبادلة والتي،تكللت بالنجاح وموافقة المنظمة على العمل في الهيئة كداعم أساسي.. وبدأت  عملها في تاريخ 1/8/2015م وبدأت إدارة  الهيئة في العمل على الاستفادة من المنظمة في دعم تنفيذ بعض المشاريع التي خططت لها في سبيل رفع الجاهزية ومعالجة الاختلالات والتي كان من أهمها عدم مناسبة المكان المخصص كطوارئ عامة لمتطلبات العمل في الظروف الحالية وتم الإعداد لتنفيذ مشروع التوسعة والتأهيل بالشراكة مع المجلس،المحلي و منظمة بلا حدود…
* ما هي الفائدة التي ستعود على الهيئة والمواطنين من توسعة الطوارئ..؟
–  مشروع توسعة الطوارئ العامة والذي نفذ بالتعاون مع المجلس،المحلي للمحافظة ومنظمة أطباء بلا حدود.. له إيجابيات كثيرة حيث تم إعادة تنظيمه وترتيبه بما يتناسب مع معايير الجودة الشاملة.. وتخصيص غرفة الفرز “الترياج” الخاصة بفرز المرضى عند الوصول، وكذا  فتح صيدلية خاصة بالطوارئ
وتجهيز قاعتين إحدهن للذكور وأخرى للإناث بالإضافة إلى فصل خدمات الطوارئ للحالات الباردة “ضرب إبر ومجارحة” و رفع عدد السعة السريرية من 15 سرير إلى 40 سرير.. كما أن التوسعة شملت  تأهيل وتجهيز قسم الطوارئ بالأثاث والأجهزة اللازمة لتقديم الخدمات الطبية.. وكل ذلك بالتأكيد سينعكس ايجابيا أولاً وقبل كل شيء على المواطن المصاب، إذا انه سيجد رعاية طبية جيدة ومكاناً واسعاً بإمكانه الحصول فيه على رعاية.. كون الطوارئ كانت تعاني في الماضي من اختناق وازدحام كبير.
*مشروع النظام الآلي.. أعطنا نبذة مختصرة عنه..؟
– مشروع النظام الآلي تم تزويد الهيئة به من قبل  مجمع 48 الطبي النموذجي، ويقدر تكلفته  ما يقارب مليون دولار حسب إفادة المختصين في مستشفى 48 وتولت الهيئة توفير كافة احتياجات النظام من أجهزة ومعدات من موازنتها التشغيلية لأهمية النظام رغم تأثير ذلك على مقدرة الهيئة في مواجهة النفقات التشغيلية لقلة المعتمد وإيقاف الباب،الرابع… ويعتبر النظام الآلي ذي أهمية إدارية وفنية وعلمية كبيرة لتحقيق العديد من الأهداف أهمها:
– توفير قاعدة بيانات كاملة ودقيقة في كافة المجالات الإدارية والفنية.
– تحقيق رقابة مالية وإدارية.
– عرض البيانات والتقارير بصورة دقيقة وبسيطة وبأسلوب حديث يساهم في ترشيد قرارات متخذي القرار ومستخدمي تلك البيانات.
– المساهمة في إخراج مؤشرات الأداء في شتى الجوانب لتحليلها وتحديد الانحرافات وتحليلها.
– توفير في الوقت والجهد والتكلفة في كافة الأعمال.
– السهولة في الحصول على المعلومات والبيانات في الوقت المطلوب وبأقصر  وقت ممكن.
– المساهمة في تبادل المعلومات بين المرافق الصحية من خلال ايجاد قاعدة بيانات طبية يمكن
تبادلها بين المرافق الصحية من خلال أعادة ربط تلك البيانات مع الهيئات الأخرى وتكوين قاعدة بيانات موحدة.
– يساهم النظام في عملية الترصد الوبائي من خلال معرفة الأوبئة وأماكن انتشارها ما يضمن سرعة إبلاغ الجهات المعنية في الوقت المناسب.
–  يساهم النظام في دعم برامج البحث العلمي لطلاب،الجامعات والكليات من خلال البيانات والإحصائيات الدقيقة والمرجعية لهم.
* كيف سيتم تنفيذ النظام والعمل عليه..؟
يتم تنفيذ النظام والعمل عليه من خلال الآتي:
– أكثر من 70 نقطة توزعت على كافة أقسام وإدارات الهيئة.
– يعمل ويشرف على تنفيذ النظام عدد من كوادر الهيئة، تم تدريبهم على كيفية استخدام النظام في شتى اقسامه وذلك خلال فترة تتجاوز الثلاثة اشهر من قبل كادر مؤهل من مستشفى مجمع 48 الطبي النموذجي والذي قام بالتركيب للشبكة وتشغيله وتدريب الكادر على استخدام وصيانة الشبكة والنظام بشكل عام.
* ما هي أهم الجوانب التي سيغطيها النظام الآلي..؟
– يغطي أو يتكون النظام على ثلاثة جوانب رئيسية هي:
–  البرنامج الطبي: يتمثل في تكوين ملف طبي لكل مريض تستقبله الهيئة، ويسهل مع ذلك عملية تبادل المعلومات بين الأطباء والأقسام التشخيصية ويسهل أيضا الرجوع إليه عند الحاجة والطلب.
– برنامج خاص بالإيرادات: يتم من خلال هذا البرنامج  ضبط ورقابة عملية التحصيل الإيرادية، للوصول إلى تحقيق رقابة مالية.
–  برنامج المشتريات والمخازن:  ويحقق هذا البرنامج تكوين قاعدة بيانات متكاملة عن موجودات المخازن من الأدوية والمستلزمات والمحاليل من حيث نوعها وكميتها ومصدر توفيرها وتاريخ انتهائها والكميات المعيارية للطلب والصرف بما يضمن معالجة اختلالات الصرف والتوفير والحد من حجم الكميات المنتهية من خلال مؤشرات معرفتها قبل انتهائها، كما يساهم في سرعة توفير تغطية الاحتياجات…
الضغط والإقبال الذي فاق إمكانات الهيئة.. هل أثر على عملها..؟
على الرغم من ما خلفته ظروف الحرب من دمار وحصار وسوء الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد إلا أن كل ذلك لم يؤثر على عزيمة واصرار الهيئة في تقديم الخدمات الطبية والصحية بل عملت على تحسين نوعية وجودة تلك الخدمات وقامت بالتنسيق مع مجمع 48 الطبي النموذجي لطبيق برنامج الجودة الشاملة في جميع أقسام وإدارات الهيئة الفنية والإدارية ولا يزال العمل وفق برنامج الجودة الشاملة في كافة أقسام الهيئة تحت المتابعة والتطوير وتحت إشراف مختصين من مجمع 48 النموذجي.حيث  تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية وورش العمل في مختلف المجالات. “العناية المركزية – المعالجة النفسية – الإنعاش القلبي والرؤي – ومكافحة العدوى -مكافحة الحرائق – الصحة والسلامة – والتخطيط الاستراتيجي – حيث كان من ابرز المشاريع هو مشروع النظام الآلي الذي تم تنفيذه بالتنسيق مع مجمع 48 النموذجي.
* أخيرا.. ما هي أهم الصعوبات التي تواجهكم في أداء العمل..؟
– في الحقيقة الصعوبات هي عديدة.. ونحن نرمي الكثير منها خلفنا لاسيما في ظل الظروف الراهنة والأزمة الحالية.. فلدينا مشكلة التوقف المتكرر للأشعة المقطعية وهي من أكثر المشاكل التي تؤرقنا  حيث نواجه صعوبة في الاستجابة من قبل الشركة لإصلاحه  لأسباب تعود إلى طريقة توريد الجهاز والذي كان منحة من قبل الحكومة الصينية للحكومة اليمنية والتي لم يتم الاتفاق على نظام صيانة أو بروتوكول للصيانة واضح ومكتوب.. ..وصيانة الأشعة المقطعية بحاجة إلى عقد صيانة مع الوكيل الحصري للشركة في اليمن.. وهذا يتطلب جهداً ونفقة كبيرة وإمكاناتنا غير كافية..لإبرام مثل تلك العقود المكلفة التي تفوق امكانيات الهيئة..
وكذلك نواجه صعوبة وهي متعلقة بميزانية الهيئة التي ما تزال بإجمالي ميزانية المستشفى ولم تعتمد كميزانية هيئة مقارنة بالهيئات الأخرى.. هذا الأمر يشكل عائقاً كبيراً أمامنا وأمام تحسين خدمات الهيئة.. وغيرها من المشاكل والصعوبات التي ترتبط بعضها بمشكلة البلد عامة والأزمة الحالية..
لكن وفي كل الأحوال ستظل هيئة المستشفى الجمهوري بمحافظة حجة، صامدة ومستمرة في تقديم خدماتها الطبية بامكانتها المتواضعة لكل أبناء الوطن وستظل فرقنا الثابتة والمتحركة على استعداد تام للقيام بواجبها الإنساني لكافة أبناء المحافظة والمترددين عليها من عموم محافظات الجمهورية .
وأخيرا نشكر قيادة السلطة المحلية ممثلة باللواء /علي بن علي القيسي محافظ المحافظة وقيادة وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالدكتور غازي اسماعيل القائم بأعمال وزير الصحة العامة والسكان ووكلاء الوزارة وجميع الشركاء والداعمين من المنظمات الإنسانية وخصوصا منظمة اطباء بلا حدود الاسبانية ومنظمة الصحة العالمية و لتي ساعدت الهيئة وشاركتها في تقديم الخدمات الصحية خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي مر بها وطننا الحبيب.

قد يعجبك ايضا