محمد ناصر السعيدي
صوتُ القذائف يا بلقيسُ يشجيني
ورعشةُ الطعنةِ الرعناء تحييني
أنا اليمانيّ عمري عمرُ أوديتي
عمرُ الصخورِ بداياتي و تكويني
خُلقتُ للعزّ والعلياءِ معتمرا”
مجدَ الملوكِ وأخلاقَ السلاطين
سليلُ قحطان والأذواء من سبأٍ
حفيدُ حمير والشمّ الميامينِ
يا شعبَ نجدٍ و يا شعبَ الحجازِ متى
يستيقظُ الحقُّ في وجهِ الشياطينِ ؟
متى تدورُ على الباغي دوائرُكم
وينهضُ الصمتُ من تحت البراكينِ ؟
ملوكُ مكةَ أصنامٌ مفخّخةٌ
بالنفطِ و الجنسِ و الإرهابِ و الدِّينِ
فليشهدِ اللهُ أني قد كفرتُ بهم
كفرا” بواحا” ودينُ المصطفى ديني
آمنتُ أنَّ ملوكَ الضانِ أحقرُ منْ
بعرِ الأرامِ و أبوالِ العرانينِ
هذا شقيقي لهُ مليونُ سنبلةٍ
ولي مضمَّرةٌ عجفاءُ تكفيني
قال : أعطنيها و لم يحسبْ خسائرَهُ
وأنّهُ بعدَ حينٍ سوفَ يأتيني
قرصٌ من الخبزِ كافٍ كي أعيشَ بهِ
وجرعةٌ من قراحِ الماءِ ترويني
ورشفةٌ منْ هوى أهلي و قهوتهم
عن الريالاتِ و الدولارِ تغنيني
لمّا رأيتُ أباريقَ الردى جفلتْ
أترعتُ ثورةَ شعبي في فناجيني
قرأتُ ما تركَ المارّون من جُمَلٍ
مصقولةِ المتنِ خرساء العناوينِ
غريبةٌ هذهِ الدّنيا أرِقْتُ بها
ذاتَ انكسارٍ وصمتُ الليلِ يغريني
أفقْتُ من حسرتي ..أدركتُ أنَّ أخاً
مازالَ يقرأُ حزناً في شراييني
ناولتُهُ كلَّ ما جمّعتُ من حطبٍ
لا نارَ للحقدِ تذكيها تلاحيني
الموتُ للموتِ إنْ صرنا بلا وطنٍ
ما حاجةُ العيشِ لولا العشقُ للطّينِ !
سيهزمُ الجمعُ حتماً ذاتَ معركةٍ
ويأذنُ اللّهُ في قلبِ الموازينِ
غداً .. يولّون أدباراً تطاردُهم
طلائعُ الموتِ ..فرسانُ الميادينِ
غداً .. سيخزى ( بنو عبد العزيزِ ) و مَنْ
توسّدَ ( الياءَ ) دونَ ( الميمِ ) و ( النّونِ )
غداً .. ستعتذرُ الأعرابُ صاغرةً
وحكمةُ الأرضِ تشدو للملايينِ