الأمم المتحدة ملكية من يدفع الأكثر
ياسر عبدالمجيد الخليدي
إن المؤسسة الدولية “منظمة الأمم المتحدة” التي تدعي الإنسانية والعمل من أجلها والسعي لإرساء السلام، وتطبيق المواثيق الدولية والعهود العالمية لحقوق الإنسان المزعومة، والتدخل لإيجاد حلول للصراعات والنزاعات وإيقاف الحروب والاقتتال، وتقديم الدعم الإنساني للشعوب وإغاثة المنكوبين والمتضررين والنازحين، وكفالة حقوق الأطفال والنساء، وضمانة حق الحرية والتعبير وغيرها الكثير والكثير من الحقوق التي هي ليست إلا حبراً على ورق ليس إلا.
ففي حقيقة الأمر إن منظمة الأمم المتحدة تتخذ من الإنسانية والعمل من أجل تطبيق حقوق الإنسان اسماً وليس فعلاً ولكن كيف.؟
يقومون بالتشدق بالإنسانية كصفة تخدم الإنسان وجعل حقوق الإنسان وواجباته شماعةً لهم من أجل استعطاف ذوي القلوب الطيبة لتصدق وتؤمن أن الأمم المتحدة تعمل من أجل الإنسانية وتخدم الإنسان وتقوم بتطبيق حقوق الإنسان على الجميع كان صغيراً أم كبيراً،، ولكن في الأصل لا يعملون بصدق نية من أجل الحرية والإنسانية ولا يعملون بإخلاص من أجل العامية بل يعملون بإخلاص من أجل الأشخاص ومصالح الجماعات والأفراد ولمن يدفعون أكبر عدد من الأموال.
فبالمال الذي يُدفع لهم يتم تكميم أفواهم وتربيط أيديهم وسلب كرامتهم وإنسانيتهم فيقومون بخيانة مهنتهم وشرفهم ويبيعون الشعوب ويبيحون دمائهم وهتك أعراضهم ونهب أراضيهم ويولدون الصراعات والنزاعات ويزيدون من حِدة وتيرتها ويشعلون الحروب من أجل تعبئة الجيوب والأرصدة في البنوك، وفي نهاية الأمر يعربون عن قلقهم ويدينون تلك الأعمال ولا يجدون حلاً للدمار سوى استمرار الخراب.
وأبسط أمثلة على ذلك وعن طريقة عمل منظمة الأمم المتحدة عبر التغاضي الكبير والسكوت والصمت المُشين حول ما يحصل في اليمن من قتلً وتدمير ومما تتعرض له من عدوانً إجرامي بشع بتحالف عدة دول عربية وغير عربية وعدم تحريك ساكن إزاء واحداً كل الجرائم والمجازر التي تُرتكب بحق الشعب اليمني أطفالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً، وآخرها المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان في نهم بحق المواطنين والمجزرة الأخيرة بحق عُمال مصنع العاقل للمواد الغذائية بحي صوفان في العاصمة صنعاء، وغيرها الكثير من المجازر التي لم ولن تتم محاسبة من قام بارتكابها وساعد وسعى من أجل وقوعها.
ولا يقتصر الأمر على اليمن فقط بل على أكثرُ من قُطر عربي وإسلامي :
فها هي القضية الفلسطينية لها أكثر من ستين عاماً، وإذا ما نظرنا إلى القضية السورية التي لها أكثر من خمسة أعوام وأيضاً القضية الليبية وكذلك القضية العراقية، وإلى الآن وحتى اللحظة لم يتم إيجاد حلول لأي من هذه القضايا رغم أنه باستطاعتهم وإمكانهم إيجاد حلول ولكن من يدفع لهم المال لا يريد،
وإذا ما نظرنا إلى جانب آخر إلى المسلمين الذين يتم ذبحهم وقتلهم بأبشع الطُرق في بورما على مرأى ومسمع فماذا تم العمل من أجلهم؟.
وإذا ما اتينا إلى الصومال التي تعاني من المجاعة والفقر والجوع فماذا تم العمل من أجلهم؟ وبماذا تمت مساعدتهم وإغاثتهم وماهو الدعم الذي تم تقديمه لهم؟.
نعم مجريات الأحداث والواقع المرير الذي تُعاني منه الدول والشعوب أثبتت أنها منظمة الدجل والنفاق وعنوان الكذب والاحتيال فالتاريخ أثبت أنها منظمة فاشلة بما تعنيه الكلمة، فما أنسب إسم يليق بها سوى منظمة الأمم المرتزقة، فجميع من يعلمون بها من الصغير إلى الكبير إلى الرئيس إلى الأمين العام عبارة عن مرتزقة يقبضون المال الذي جعلهم يقومون بخيانة شرف مهنتهم وبيع ضمائرهم بثمنً بخس.
ونصيحتي لكل من يعول ويركن على هذه المنظمة، عليه أن يبتعد منها وأن يقوم بحل مشاكله دون اللجوء إليها لأنه لن يخرج بحل إذا اعتمد عليها بل سوف يبقى على ماهو الحال .”
وقد صدق المثل الذي قال : * الاعتماد على النفس فضيلة والاعتماد على الغير رذيلة *