التين والزيتون
محمد الهاملي
قال عز وجل (وَالتّيِنِ وَالزَّيتُونِ)(التين:1)
الشرح:
اختلف المفسرون على أقوال كثيرة وأغلبهم قال: هو التين والمعروف،وكذلك الزيتون. يقسم الله تعالى بالتين الذي يأكله الناس فأقسم بالتين والزيتون لكثرة منافع شجرهما، ولأن سلطانهما في أرض الشام، وقيل في الأرض المقدسة(دمشق- فلسطين- والأردن). روى أبو نعيم والديلمي عن أبي ذر: أهدي إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: كلوا وأكل منه ثم قال : لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه ، ولأن فاكهة الجنة بلا عجم(أي:نواه) فكلوها فإنها تقطع البواسير.
التين:
التين شجر من الفصيلة التوتية، وهو تين شوكي، قيل خص التين بالقسم,لأنها فكهة مخلصة من شوائب التنغيص وفيه غذاء ويشبه فاكهة الجنة لكونه كما أشرنا بلاعجم ومن خواصه أنه طعام سريع الهضم لا يمكث في المعدة يخرج بطريق الرشح.
الزيتون:
وكذلك الزيتون: قال رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم- عليكم بالشجرة التي كلم الله منها موسى بن عمران، زيت الزيتون فادهنوا به فإنه شفاء من الباسور، فالزيت مخ الزيتون،يقال:طعام مزيت ومزيوت: جعل فيه الزيت ويقال: زِتُّ رأس الصبي: دهنته،يعصر منه الزيت ، وهو من شجرة مباركة فيه آدام ودهن يؤكل ويستطبخ به ينبت في الجبال ويمكث في الأرض كثيرا من السنين.
وروي عن ابن عباس: التين مسجد نوح الذي بني على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس. وقال الضحاك: التين: المسجد الحرام,والزيتون :المسجد الأقصى وقال قتادة: التين: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون:الجبل الذي عليه بيت المقدس،وقال محمد بن كعب: التين: مسجد أصحاب الكهف والزيتون: مسجد إيلياء، وعن عكرمة: التين والزيتون جبلان بالشام ، ومما سبق الإشارة إليه نتوخى أن لفظة التين هنا في سياق الآية الكريمة وباختلاف دلالتها عند هؤلاء المفسرين واللغويين تعد من الفاظ المشترك.
*دعاء: اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع،وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة، وأعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك.