وفد الرياض .. ومعضلة الكفارة !!
أحمد يحيى الديلمي
بعد إعلان المبعوث الأممي ولد الشيخ عن تعليق مشاورات الكويت ، وجد وفد الرياض نفسه في مأزق حرج وأمام معضلة كبيرة تعلقت بالعودة إلى الكويت دون أن يتحقق الشرط الذي تم الإعلان عنه وأتبعه عدد من أعضاء الوفد بأيمان مغلظة ربطت العودة بتوقيع الوفد الوطني على خطة المبعوث الأممي .
التعليمات الصادرة عن موظف في اللجنة الوطنية السعودية أجبرت رئيس وأعضاء الوفد على العودة إلى الكويت مكرهين ، فكانت المفاجأة أن العودة اقتصرت على جلسة واحدة تم فيها إعلان تعليق المفاوضات . خابت آمال الوفد في الحصول على من يدفع مبلغ كفارة الأيمان الغموس ، الكويت أفادت أن موضوع الكفارات غير مدرج في ميزانية الاستضافة .
دار الفتوى السعودية اعتبرت اليمين فعلاً ذاتياً يدفع كفارته من حلف وحنث بالقسم، مفتي السعودية لم يلتفت إلى طلب الفتوى لانشغاله بدعوة البنوك والمؤسسات التجارية للتبرع للجنود المرابطين في حدود السعودية الجنوبية على حد قوله .
استبد القلق بوفد المنافقين ماذا يصنعوا؟ وقد انتهت فترة الضيافة من قبل الأشقاء في الكويت . تواصل رئيس الوفد مع قطر باعتبارها السند الاحتياطي الداعم ، خابت آماله قطر اعتذرت بحجة أن الكفارة موضوع طارئ لا مكان له في بند المساعدات ، زادت حالة الإحباط والتخبط ، قرر من لم يقسموا اليمين مغادرة الكويت وحملوا من أقسموا اليمين مسؤولية دفع الكفارة ، احتدم النقاش وزاد الأخذ والرد . تعالت أصوات الاحتجاجات وتبادل الاتهامات والطرف المعني يُكذب ويتمسك بالمسؤولية الجماعية ، أنفض الاجتماع بلا جدوى . أتصل أحدهم بأنور عشقي عراب التطبيع مع الكيان الصهيوني أجاب : الكفارة فعل يجسد التخلف . وكانت أحد الأسباب التي مكنت الآخرين من القدح في الإسلام واعتباره نظام اجتماعي فاشل ، أما الشيخ العريفي صاحب فتوى نكاح الجهاد فقد رد على المتصل به قائلاً : الحكومة الشرعية قاطنة في فنادق المملكة يسري عليها ما يسري على المواطن السعودي وطالما أن الوفد عاد إلى الكويت تنفيذاً لتوجيهات ولي الأمر وأن إرادة ولي الأمر توازي إرادة الخالق سبحانه وتعالى فلا تثريب عليهم ، ولا يجب عليهم الكفارة .
وجاء على لسان العامري عضو الوفد لا يجب أن ننشغل بهذا الأمر اليمين عابرة والله غفور رحيم نعود قبل أن يغضب الأشقاء في السعودية ويوصدوا الأبواب أمامنا
.
عضو آخر في وفد الرياض ضاق ذرعاً بالنقاش قال بنزق يا إخوان اتقوا الله استدعينا الآخرين لاستباحة سيادة الوطن وشجعناهم على سفك دماء الآلاف من أبناء الشعب واليوم ننشغل بيمين لا طلعت ولا نزلت ، نسيتوا أن كل واحد فينا بيكذب مائة كذبة في اليوم والليلة وأننا قبلنا أن نكون وزراء بلا حقائب ، وحكومة بلا شعب ، قوموا نرجع قبل أن نفقد الملاذ والمأوى . ارتفاع الأصوات في النقاش لفت انتباه الحاضرين في بهو الفندق ، تقدم رجل أعمال أشفق على سمعة اليمن ، عرف السبب أخرج رزمة دولارات دفعها إلى رئيس الوفد واشترط عليهم توزيع الكفارة في اليمن، غاب لحظات وعاد ليجد النقاش قد تطور إلى عراك بالأيدي ، سأل عن السبب أجاب أحدهم بنزق أنت السبب .. اختلفوا حول المؤتمن على توزيع مبلغ الكفارة ، كل واحد من الوفد يشكك في ذمة الآخر ، تكهرب وجه الرجل من شدة الغيظ وقال :
أخس (( من يهن يسهل الهوان عليه )) كيف ننتظر حلول من أمثال هؤلاء ؟!! لشعب كريم مثل شعب اليمن .