
{ عمان/وكالات –
سارعت الحكومة الأردنية أمس إلى رفض أي تدخل عسكري في سوريا بعد تحذيرات الرئيس السوري بشار الأسد مما اسماه انتقال «الحريق السوري» إلى الأردن المجاور في حال استمراره بـ»اتاحة المجال لتسلل الإرهابيين».
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني أن موقف بلاده مما يجري في سوريا «لم يتغير وهو ثابت ضد أي تدخل عسكري ويدعو لحل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك».
وتأتي تصريحات المسؤول الأردني عقب إعلان الولايات المتحدة عن إرسال نحو 200 عسكري أمريكي إلى الأراضي الأردنية¡ حيث تؤكد عمان أنها تأتي ضمن «التعاون المشترك المعتاد بين القوات المسلحة الأردنية والجيش الأمريكي».
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل عن تعزيز وجود بلاده العسكري في المملكة لتدريب الجيش الأردني واحتمال التدخل لضمان أمن مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا.
ويقول مراقبون إن الأردن يخشى تزايد تداعيات الأزمة السورية على أمنه ووضعه الاقتصادي¡ حيث تحتضن المملكة نحو نصف مليون لاجئ سوري فروا من بلادهم بفعل المعارك الدامية بين قوات الأسد والمعارضة.
ونشرت الولايات المتحدة في أكتوبر الماضي نحو 150 من جنود القوات الخاصة في الأردن في إطار مهمة مراقبة الأسلحة الكيميائية السورية. وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الجنود الأمريكيين سيساعدون خصوصا في «إقامة قيادة عامة» لإدارة العمليات المتعلقة بسوريا.
وحذر الرئيس الأسد الأربعاء الأردن من مغبة دعمه لمقاتلي المعارضة الذين يقاتلون منذ أكثر من عامين للإطاحة بحكمه.
وقال الأسد : «نتمنى من بعض المسؤولين الأردنيين الذين لا يعون خطورة الوضع في سوريا وما يعني بالنسبة إلى الأردن ودول أخرى¡ أن يكونوا أكثر وعيا بهذا الشيء لأن الحريق لن يتوقف عند حدودنا¡ والكل يعلم أن الأردن معرضة له كما هي سوريا معرضة له».
ولم يعلق الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية على تحذيرات الأسد¡ لكنه قال إنه يتم «تدارس الموقف لأن لذلك تداعيات سياسية وأمنية».
ويحذر محللون أردنيون من مواجهات «وشيكة» في المنطقة عقب الخطوة الأمريكية المتعلقة بتعزيز وجود أمريكا العسكري في المملكة الأردنية.
وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية قد أشارت في تقرير سابق إلى أن الملك الأردني عبدالله الثاني اختار فتح حدود بلاده أمام اللاجئين والمنشقين السوريين¡ لكنه لم يسمح باستخدامها كقاعدة لشن الهجمات أو المحاولات الرامية للإطاحة بنظام الأسد.