الهروب من القمة العربية بين وجود الجرذان والأسباب الأمنية
حسن الوريث
غاب الكثير من رؤساء الدول عن حضور القمة العربية التي انعقدت في موريتانيا وكل له أسبابه, فهناك من نصحته أجهزة المخابرات بعدم المشاركة نتيجة وجود مخططات لاغتياله وهناك من نصحته وزارة الصحة بعدم المشاركة نظراً لوجود الجرذان في موريتانيا والبعض لم يحضر لأسباب أخرى, المهم أن المشاركة كانت ضعيفة جدا ولم ترق للمستوى المطلوب من قبل من يسمون أنفسهم قادة الدول العربية والمناط بهم حل كافة قضايا ومشاكل الأمة العربية.
ومهما يكن, فإن هذه القمة التي انعقدت في موريتانيا لم ولن تقدم أو تؤخر كغيرها من القمم العربية السابقة ولم تحقق أي نجاح يذكر ولم تخرج بأي قرارات تخدم الأمة العربية بل على العكس فمنذ إنشاء الجامعة العربية ضاعت فلسطين وانتهت وكانت الجامعة هي من أحل بيع فلسطين للصهاينة ووقع من يسمون أنفسهم زعماء الدول العربية على قرار تقسيم فلسطين ولكن التقسيم لم يتم وظلت إسرائيل تحتل فلسطين كاملة.
كما أن هذه الجامعة أضاعت البلدان العربية واحداً بعد الآخر, فقد أصبحت معظم الدول العربية تخضع للبند السابع وتحت الوصاية الأممية والأوروبية والأمريكية والسبب الجامعة العربية التي كانت تصدر قراراتها بالتخلي عن كل دولة حتى وصلنا إلى هذا الحال ومازال العدد مرشحاً للزيادة والبركة في قمم الفشل العربي التي تصدر قرارات ضرب الدول العربية الشقيقة بحجة حفظ الأمن القومي العربي بل أن آخر تقليعاتها كانت إقرار تشكيل حلف عربي وقوة عربية مشتركة لضرب دولة عربية شقيقة وقتل شعبها وتدمير بنيتها التحتية الضعيفة أصلاً بسببهم وذلك تحت مبرر حفظ الأمن القومي العربي من إيران .
بالتأكيد فإن تماثيل وهياكل الجبس هؤلاء الذين يجتمعون في ما يسمونه قمم عربية سواء حضروا في قمة موريتانيا أو لم يحضروا أعجز من أن يواجهوا نملة فما بالك بمواجهة إسرائيل أو إيران التي هي أقرب إليهم من حبل الوريد وأساطيلها وسفنها تجوب خليجهم وموجودة – كما يقولون – في جزرهم لكنهم هم وكل العرب الذين اجتمعوا في هذه القمة لن يستطيعوا أن يواجهوا إسرائيل بل أن بعض دولهم تتعاون معهم ولديها سفارات ومكاتب تجارية وتبادل اقتصادي بمليارات الدولارات لكنه العجز والفشل والخرف الذي أصاب معظم هؤلاء الذين نتابعهم دوما وهم يلقون خطاباتهم, حيث كانت الحروف بالكاد تخرج من أفواههم بل إن بعضهم حول حرف السين إلى ثاء وإلى شين وبعضهم لم نعرف ما الذي يريده هؤلاء القتلة الذين يعبثون ببلداننا وأمنها واستقرارها ويقتلون شعوبنا ويتآمرون علينا ليلاً نهاراً.
وبالتأكيد أن من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم زعماء ورؤساء للدول العربية وقادتها سواء حضروا أم لم يحضروا فإن حضورهم وعدمه سواء فهم فقط يستعرضون عضلاتهم ويرعدون ويزبدون ويهددون في الهواء ومن يتابعهم يظن أنهم سيمسحون إسرائيل وإيران من الوجود لكنهم في الأخير يتجهون إلى الدول العربية والشقيقة لتدميرها كما فعلوا في اليمن وسوريا وغيرها ويفترض بهم إذا كانوا فعلاً يحرصون على الأمن العربي والتنمية أن يتجهوا ليدعموا التنمية والاقتصاد وليس توجيه كل أنواع الأسلحة وأحدثها والتي يتم شراؤها بمليارات الدولارات, كما أن الجميع كانوا يتمنون أن يكون تشكيل الجيش العربي الموحد لمحاربة التنظيمات الإرهابية ومحاربة إسرائيل وكل أعداء الأمة وليس تدمير اليمن وسوريا وقد جعلونا نقول عن هذه القمم وهؤلاء التماثيل “تمخض الجبل فولد فأراً” ولن تخيفونا بطائراتكم وصواريخكم ولا أسلحتكم التي كما يقول المثل ” سيف في يد عجوز” لأنكم لو كنتم رجالاً لكنتم استخدمتموها في مكانها الصحيح الذي تعرفونه جيداً لكنكم اعجز من ذلك.
عموماً, فقممكم هذه كرست وتكرس الفشل العربي وأكدت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن التعويل عليكم وعلى قممكم ليس مجدياً وأنها كلها غير مجدية ويجب على الشعوب العربية أن تبحث لها عن قادة وزعماء حقيقيين وليس مجرد دمى وهياكل للجبس ومهما قلتم إن سبب عدم حضور القمة العربية وجود الجرذان أو الخوف من الاغتيال فكل ذلك يؤكد فشلكم الذي لن يغفره التاريخ.