مِن واقع الحياة
الأسرة/ عادل بشر
ثلاثة شبان وامرأة هم أفراد عصابة تخصصت في سرقة المحلات التجارية الكبيرة، تراوحت أعمارهم بين 20 و 25 عاماً، جمعوا ما بين دهاء اللصوص ومكر الثعالب، واستخدموا ذكاء حواء واغراءاتها لتسويق مسروقاتهم دون الشك فيهم، لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض عليهم في أقل من عشرة أيام بعد سرقتهم احد المحال التجارية.
التفاصيل نرويها كما جاءت في محاضر تحقيقات الشرطة:
تلقت الأجهزة الأمنية بالعاصمة صنعاء بلاغاً من احد أصحاب المحلات التجارية يفيد بسرقة مبلغ مالي كبير وكمية من المجوهرات من الخزنة الخاصة بالمحل التجاري الذي يملكه ، فتوجه فريق من المباحث مباشرة إلى المحل المسروق، وتبين لهم أن أن المحل تم سرقته من الداخل، بمعنى أن اللصوص لم يضطروا إلى كسر الأقفال وفتح الأبواب والدخول للسرقة، وإنما اللص كان متواجداً داخل المحل وقام بالسرقة ثم غادر من بوابته الرئيسية بشكل طبيعي.
بدأت الشكوك تدور حول العاملين في المحل وقام فريق المباحث بالتحقيق معهم واحداً واحد، وكل الإجابات تفيد بأنهم غادروا المحل جميعاً في وقت واحدا، كعادتهم في نهاية الدوام كل يوم، وقاموا بإغلاق أبوابه، مؤكدين أنه لم يكن أحد متواجداً في الداخل حين غادروا.
كانت خيوط العملية تتشابك أكثر أمام فريق المحققين، ليستنتجوا بعد ذلك إلى نتيجة واحدة وهي أن السرقة من عمل عصابة منظمة، حيث تم التخطيط لها بدقة قبل تنفيذها، فهذا المحل تمكن اللصوص من الدخول إليه بشكل طبيعي من بوابته الرئيسية عن طريق فتح الأقفال ثم الولوج إلى الداخل والسرقة وبعدها المغادرة وكأن شيئاً لم يكن.
أمضى رجال المباحث بضعة أيام في بحث وتحرٍ مكثف، وتوصلوا إلى أن العصابة قسمت نفسها إلى فرق ثلاث، تمثلت مهامها في تحديد المكان المستهدف أو المقصود السطو عليه وسرقته، ومراقبة المكان-المحل التجاري- جيداً ودراسته من الداخل والخارج وتحديد جوانب الأمان، ثم وصولهم يوم تنفيذ العملية في آخر الدوام الرسمي للعاملين في هذا المحل ومن ثم دخولهم إليه على أساس أنهم زبائن يريدون الشراء فيقوم بعضهم بإشغال العاملين في المحل حول أسعار السلع المعروضة للبيع بينما يقوم أحدهم بالاختفاء في أية زاوية من زوايا المتجر الكبير.
بعد أن اطمأن أفراد العصابة إلى أن رفيقهم تمكن من إخفاء نفسه خرجوا من المحل على وعد أعطوه للعمال بأنهم سيعودون في اليوم لتالي لشراء السلع التي يريدونها، فقام العمال بإغلاق المحل كما يفعلون كل يوم وانصرفوا الى منازلهم.
تصرف عضو العصابة الثالث بحرية داخل المحل التجاري وقام بفتح الخزنة بمفتاحها الخاص بعد أن راقب المسؤول عنها وعلم أين يخبئ المفتاح، وسرق المجرم من هذه الخزنة مبالغ المال وكمية المجوهرات المودعة داخلها، بينما ظل رفيقاه ينتظرانه على متن سيارتهما خارج المحل، وحين أكمل اللص السرقة عمد، بدون تركيز، إلى التلفون الخاص بالمحل واتصل بزميليه المتواجدين في الخارج واخبرهما أن العملية انتهت بسلام وانه على وشك الخروج من الباب الخلفي وعليهما الاستعداد.
انطلق اللصوص فرحين بما سرقوه وظنوا إنهم بشطارتهم وتخطيطهم المسبق للعميلة لن يتركوا أي أثر خلفهم يمكن الشرطة من الوصول إليهم او معرفة أنهم الجناة، إلا أن المكالمة إياها التي أجراها صديقهما من تلفون المحل كانت هي القشة التي قصمت ظهورهم والخيط الرفيع الذي قاد رجال المباحث إليهم ومعرفة هوياتهم.
بعد يومين من السرقة انطلق اللصوص الثلاثة بصحبة امرأة إلى مدينة أخرى حتى يكونوا بعيدين عن أعين وأذان الشرطة، وقاموا ببيع المجوهرات التي سرقوها واقتسام الأموال فيما بينهم ثم عادوا بعد ذلك إلى حيث كانوا.
من جهتهم عمل أفراد المباحث على متابعة رقم التلفون الذي تم الاتصال به من داخل المحل المسروق واستخراج جميع بيانات صاحب الرقم ومتابعة الأرقام التي تواصل معها بعد السرقة وقبيلها، وتم القبض على عدد من أصحاب الأرقام التي تواصل معها تلفون اللصوص والتعرف من خلالهم إلى هوية أحد اللصوص وهوية المرأة التي برفقته ويتواصل معها بشكل مستمر عبر التلفون، ومن خلال مراقبة تلفوناتهما تم التعرف على هوية شركائهم في الجريمة.
بعد ذلك كانت الخطوة قبل الأخيرة لرجال الشرطة وهي تعميم أسماء وأوصاف اللصوص على النقاط والمنافذ الأمنية وتكللت العملية بالقبض عليهم بمجرد عودتهم إلى العاصمة صنعاء قادمين من المدينة الأخرى التي انطلقوا إليها لبيع المجوهرات والبقاء فيها عدة أيام.
أثناء التحقيق مع اللصوص اعترفوا بجريمتهم وبكل تفاصيلها ، كما اعترفوا أيضاً بسرقات أخرى مشابهة نفذها ذات الفريق.
وحول دور المرأة في تلك العمليات أفادوا بأنهم يستخدمونها في عملية بيع وتصريف المسروقات وخصوصاً المجوهرات لان أصحاب محلات الذهب لا يشكون في العناصر النسائية عندما تذهب إليهم راغبة في بيع كمية من الذهب والمجوهرات.
وهذه المرأة هي زوجة احد أفراد العصابة وشقيقة الآخر، كما ثبت أنها متورطة في عدد من جرائم السرقة والنشل من النساء في قاعات الأفراح والأسواق المزدحمة وخصوصاً التي يكثر فيها محلات بيع وشراء المجوهرات، حيث تقوم المرأة بالالتصاق بالنساء الأخريات ونشل ما في حقائبهن من فلوس أو قطع ذهبية وذلك بعد مراقبة دقيقة للنساء الداخلات أو الخارجات من محلات المجوهرات ويكون شركاؤها من الذكور في انتظارها على متن السيارة في مقربة من أماكن السرقة.