لماذا العودة إلى نقطة الصفر؟!

عباس غالب
كان-ولا يزال- اليمنيون يتطلعون إلى الجولة الثانية من مشاورات السلام المنعقدة في دولة الكويت الشقيقة بأمل كبير في إمكانية التوصل إلى القواسم المشتركة التي تسهم في إيقاف العدوان السعودي الغاشم ورفع الحصار الدولي الجائر.. وبالتالي إعادة تطبيع الحياة المدنية وذلك من خلال التوافقات التي يمكن أن ترشح عن استئناف هذه الجولة من المشاورات انطلاقاً من النقطة التي توصلت إليها هذه الأطراف في الجولة الأولى من هذه المشاورات.
ومع الأسف الشديد فإن ثمة انقلابا في موقف وفد الرياض الذي تنصل كما- يبدو- عن تلك التفاهمات، الأمر الذي جعل من المتعذر على الوفد الوطني وكذلك المجتمع الدولي –كما اتضح ذلك في عديد من التصريحات الغربية والأمم المتحدة– رفض أي اشتراطات مسبقة من أجل إنجاح هذه المشاورات وصولاً إلى تسوية شاملة وعادلة خاصة بعد أن تجلت اشتراطات وفد الرياض والتلويح بأوراق الحسم العسكري، الأمر الذي يتعذر التوصل معه إلى توافقات تحقق الحد الأدنى من تطلعات اليمنيين في العيش بحريه وكرامة واستقلال.
ويبدو واضحاً أن التهاب المعارك الحدودية مع المملكة وإرتفاع وتيرة العدوان على أكثر من جبهة داخلية لم يكن سوى تعبير عن الضيق الذي يستبد بأصحاب قرار العدوان في عجزهم الواضح عن تنفيذ مخططهم على الجبهات العسكرية أو فرض خياراتهم على المفاوض الوطني الذي ينطلق في هذه المشاورات من التزام واع بأولوية الحوار القائم على الندية وصولاً إلى تسوية عادلة وشاملة ومشرفة تقوم على الشراكة في إدارة شؤون الدولة وعلى نحو يفضي إلى تسوية المشكلات العالقة بين اليمنيين وبمعزل عن التدخل السعودي الذي من الواضح أنه يدس أنفه في كل شاردة و واردة من خلال محاولاته الدؤوبة لاستمرارية العدوان وفرض الحصار وبأن تكون هذه المشاورات وسيلة للالتفاف على هذا التحول العميق في مجرى التاريخ الحديث لليمن وبعيداً عن التبعية تحت أي ظرف من الظروف.
– هل فهمتم الآن لماذا يحاولون العودة إلى نقطة الصفر؟!
مناشدة إضافية:
أحسب أن اللقاء المثمر الذي جمع الأستاذ طلال عقلان القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء والشيخ حسن أحمد هيج محافظ محافظة الحديدة ومعهما عدد من المسؤولين المختصين قد حقق غاياته المرجوة في التخفيف الجدي والفاعل من معاناة أبناء محافظة الحديدة جراء ارتفاع درجات الحرارة خصوصاً في هذه الأشهر من فصل الصيف القائض، متمنياً أن تكون النتائج التي خرج بها هذا اللقاء والتوجيهات الصائبة في هذا الإطار قد وجدت طريقها العملي للبدء بتنفيذها، الأمر الذي يحتم على هذه الجهات سرعة اعتماد الآليات الفاعلة لتذليل أية صعوبات أمام توفير المشتقات النفطية والغازية لتشغيل المحطة الكهروحرارية في المحافظة، فضلاً عن تذليل الصعوبات الماثلة أمـام دخول شحنات النفط الراسية قبالة شواطئ الحديدة منذ عدة أشهر.
والحقيقة أن أبناء وأهالي تهامة عموماً والحديدة خصوصاً يتطلعون إلى هذه الجهود والأمل يحدوهم في سرعة الإنجاز بالنظر إلى حجم هذه المعاناة اليومية التي يكتوون بها خلال هذه الأشهر من العام والتي ينبغي على الجميع وفي المقدمة الحكومة تذليل تلك العقبات.. وبالتالي التفاعل الإيجابي مع جهود قيادة المحافظة برئاسة الشيخ حسن أحمد هيج الذي يبذل جهوداً استثنائية للتخفيف من هذه المعاناة.
وتبدو هذه المناشدة الإضافية ملحة بالنظر إلى تلك الظروف الحياتية وبالنظر كذلك إلى ما تمثله تهامة من موقع استراتيجي في جغرافيا الاقتصاد الوطني.. وهي مناشدة ملحة رغم إدراك الجميع للتبعات الخطيرة التي تترتب على العدوان السعودي الغاشم والحصار الدولي الجائر من حيث استنزاف المقدرات والإمكانات التي تقف حجر عثرة أمام توفير وانسيابية كامل الخدمات لليمنيين عموماً .
وعلى الرغم من ذلك ندرك أن الاخوة المسؤولين في اللجنة الثورية العليا والحكومة لن يقصروا البتة في إيلاء هذه المعاناة جل اهتماماتهم حالياً كما كانوا في السابق باعتبارها حالة إنسانية استثنائية تلامس حياة الناس .. وبالتالي التفاعل مع السلطة المحلية بالمحافظة التي لا تدخر جهداً في متابعة إيجاد المعالجات الناجعة للتخفيف من حجم الضرر المباشر الذي يلحق  بأبناء هذه المحافظة.. مرة أخرى الآمال معقودة على ترجمة القرارات والتوجيهات ذات الصلة والتي لا أبالغ إذا ما قلت بأنها تمثل بارقة الأمل الوحيدة للخروج من هذا الوضع الكارثي بامتياز.

قد يعجبك ايضا