ذبيح سوريا

عبدالمجيد التركي

ذلك الطفل السوري المريض الذي تم ذبحه بحجة أنه من كلاب الأسد، كما كان يقول أحدهم في الفيديو!!
حتى لو كان ابن بشار الأسد، أو ابن نتنياهو.. هل هذا مبرر لذبح طفل تحت صيحات التكبير..
تكبيير.. تكبيير.. الله أكبر.. الله أكبر.!!!
وتقولون لماذا العالم يُلصق الإرهاب بالإسلام؟
حين تريدون أن تذبحوا أحداً فلا تذكروا اسم الله وأنتم تفعلون ذلك.. لأن العالم سيعتقد، بل يوقن، أنكم تتحدثون باسم الله.
وما زال الكثير يقف مع هذه الفئة ضد سوريا رغم كل ما يجاهرون به من الذبح باسم الله والإسلام.
الإسرائيليون قبيحون جداً، وقتلة ومجرمون.. لكنهم لا يفعلون هكذا؟
لم يحرك هذا المشهد قلوب المؤمنين كما حركها انفجار بسيط بجوار الحرم النبوي، وندد الأزهر السخيف وأدان الحادثة، وتضامنت دول كثيرة.. مع أن الحجارة والكعبة والصلاة والقرآن ليست أغلى وأعلى من الإنسان..
ولم يحرك هذا النحر قلوبَ الراقصين فرحاً لأردوغان، الذين رفعوا صوره أكثر مما فعل الأتراك الذين رفعوا علم تركيا فقط.
كما لم يتحدثوا عن فصل 15000 معلّم، وحبس 3000 قاضي محكمة.. المهم سلامة رأس أردوغان وبقاؤه على الكرسي.
لم يشفع له صغر سنه، ولم يشفع له مرضه، ولم تشفع له يده التي ما زالت إبرة “المغذي” غائرة في وريده الصغير.
لم يتحدث أحد عن قلب أم هذا الطفل حين تراه يُذبح تحت صيحات التكبير والتهليل.. ولم ينتبه أحد لقلوب هؤلاء المليئة بالتكبيرات التي تذكرك بأيام عيد الأضحى..
لم أجرؤ على فتح الصورة أو نشرها.. فقد تلاشت الرؤية وضاقت العبارة، ولم يعد هناك شيء يتسع سوى رقعة الدم التي تكاد تغطي الخارطة وتملأ العيون.
ربِّ أقم الساعة.

قد يعجبك ايضا