لا للمقاومة على الطريقة السعودية

سناء أسعد

يبدو أن الأوامر الأمريكية للتحرك السعودي فتحت الأبواب على مصراعيها لإطلاق صفارة بداية الهجوم الشرس على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل علني وبوضوح.
وجاء الهجوم بعيدا عن الململة وبعيدا عن عمليات البحث والتنقيب لاستخراج الحجج من تحت أنقاض الأحقاد المكتومة عبر السنين، في محاولة مستمرة للنيل من صمودها واستقرارها ووحدتها وبالتالي ضرب مشروعها المقام .
عندما نقول أن السعودية تلقت الأوامر من أمريكا هذا لايعني أن السعودية بريئة من الأحقاد وبريئة من الدماء التي تسفك على جميع الأراضي العربية، ومن البلبلة والفتنة التي تثار في المنطقة بأكملها والعابرة للحدود لمجرد أنها عبد مأمور للغرب، بل لأن لديها الاستعداد الكامل والجهوزية التامة وبكل رحابة صدر لتدمير كل ما يقف ضد الهيمنة الأمريكية ويحارب الوجود «الإسرائيلي» بل هذه القلاقل جميعها في حقيقة الأمر ما هي إلا هوية تعريف بآل سعود كبطاقة شخصية تذكر دائما بتاريخهم الحافل بالقتل والإجرام وارتكاب المجازر والنفاق والتعدي على أصول الدين وتعاليمه والتهجم على الأعراف والقوانين السائدة في الدول.
هم أشبه بالخنجر المسموم الذي يطعن في ظهر المقاومة في أي مكان تتواجد فيه لتشل حركتها وتثبط من عزيمتها .ليكون الجميع على علم ويقين أن السعودية عندما تهاجم شخصا ما أو حكومة معينة أو شعبا فهذا يعني أنه بات يشكل خطرا على المشروع الصهيو-وهابي الأمريكي المراد تحقيقه في الشرق الأوسط، بعنوان شرق أوسط جديد لا مكان فيه لمشروع المقاومة المناهض للاحتلال والاستيطان والاستعمار، ولا وجود فيه لجغرافية موحدة ومتماسكة لأي دولة عبر حدودها، ولا ثمة أي اتصال يجمع الدول ببعضها إلا الحروب، .ولا صلة البتة تربط شعب البلد الواحد إلا الصراع والاقتتال والتناحر بفتح جبهات عديدة تحت مسميات مختلفة أبرزها طائفية وعرقية.
المقولة التي اشتهر بها الجبير والتي يطالب فيها بإسقاط نظام الأسد صارت تجري في الدم السعودي وكادت أن تصير فرضا من فروض صلواتهم يعاقب من لايؤديها، واليوم  أوكلت هذه المهمة  لتركي الفيصل الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية ولكن هذه المرة  ليطالب بإسقاط  النظام في إيران، ولأن السعودية في ذروة نفاقها عطوفة رؤوفة في حال الشعوب ولأنها في ذروة استبدادها ترفض الظلم والعنجهية فهي تنصب نفسها اليوم  الداعم الأساسي لأي حراك إرهابي في أي دولة  لتغذيته وتنميته ولينال بالتالي من أمن واستقرار تلك الدولة، بحجة أنها تدعم حراك شعبي مقاوم سواء في داخل حدود الدولة أو خارجها لأننا نجد  أن أغلب المعارضين لا يطيب لهم التكلم عن الوطن والوطنية وعن الحق وكيفية مواجهة الظلم إلا في ربوع الغرب وأحضانه.
تركي الفيصل يشارك في مؤتمر (لزمرة المنافقين)  في باريس ويتهم  إيران بالإصرار على التدخل في شؤون دول الجوار وتأسيس منظمات طائفية وقال في كلمته أن إيران تنتهك الدول بحجة دعم الضعفاء في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودعم الجماعات الطائفية المسلحة واعتبر أن الأجدر الانتباه لمشاكلها في الداخل مضيفا أن المعارضة ستحقق مبتغاها في رحيل نظام بلادها.
السعودية كما «إسرائيل» عارضت بشدة توقيع اتفاق الملف النووي بين الولايات المتحدة وطهران وأظهرت امتعاض كبير بالرغم من أن أمريكا لم تلتزم بوعودها حيال إيران تحت حجج وذرائع واهية ليصير اليوم الملف النووي حجة المعارضة الإيرانية  في إسقاط النظام.
دور السعودية البارز اليوم على الساحة الدولية والإقليمية أشبه بدور المجرم الذي أمضى أغلب سنين عمره السابقة في السجون بتهمات متعددة ومن ثم جعلت منه الثورة المزعومة في سوريا قائدا له مناصرين وأتباع، وليصير فيما بعد رجلا أنيقا يرتدي بزة رسمية تعبق منها رائحة الدماء ويشارك في المحافل الدولية الرسمية كممثل لشعب لا يوجد فيه عائلة إلا وعانت من ويلات إجرامه وإجرام أتباعه وأسياده أمثال مرتزقة علوش وأخواته.
أو هي أشبه بشيخ الفتنة الذي يروج للدين والإسلام بطرق مبتذلة رخيصة وأساليب مشوهة تخدم أعداء الإسلام بالدرجة الأولى وكل ما ازدادت الفتاوى، وكل ما ازداد عدد المتطوعين في صفوف الانتحاريين وتشعبت العقيدة الانتحارية كلما فاضت خزائنهم بالدولارات، أمثال العرعور والقرضاوي ..
وهنا لابد من مقارنة بسيطة بين مفهوم المقاومة والإرهاب حسب رؤية السعودية :
“المقاومة على الطريقة السعودية”
*السعودية تحتل اليوم المرتبة الأولى بارتكاب أفظع الجرائم وأكثرها شناعة بحق الإنسانية في اليمن من انتهاك لأبسط الحقوق والمحرمات ومن قصف وتدمير وتشريد وقتل وأغلب ضحايا حربها العوجاء الظالمة ضد اليمن هم أطفال أبرياء.
*تسعى جاهدة لتحويل الحراك السلمي في البحرين إلى حراك مسلح عبر الاستفزازات المتتالية التي يطلقها آل خليفة وذلك بعد تلقيه الأوامر من آل سعود لخلق ذريعة لقمع مطالبهم بقتلهم وسفك دمائهم، بحجة أنهم مجموعات إرهابية تعبث في أمن واستقرار البحرين وبالتالي ستؤثر على أمن السعودية واستقرارها .
*السعودية تتدخل في شؤون العراق الداخلية وتهاجم الحشد الشعبي الذي يسطر ملاحم البطولة والانتصارات ضد داعش والذي يعد أخطر تنظيم إرهابي وتتهمه هو بالإرهاب.
*السعودية ساهمت ولا تزال تساهم في الحرب ضد سوريا وتعتبر الممول الأول لهذه الحرب والمحرض الأساسي والداعم لنشر الإرهاب والتطرف في كل شبر من الأراضي السورية وهي أكثر من تطفل على الحكومة السورية وحاول التدخل بشؤونها الداخلية وأكثر من طالب بالتدخل العسكري المباشر على سوريا ضمن تحالف تقوده أمريكا للنيل من حكومة الأسد وإسقاطها ولهلاك الشعب السوري  .
*علاقتها الحميمة مع الكيان الصهيوني العدو الأكبر للأمة الإسلامية/ والظالم والمضطهد الأكبر لحقوق الشعب الفلسطيني، وتطور هذه العلاقة من السر إلى العلن بفجور غير مسبوق.
*اعتبارها حزب الله منظمة إرهابية وانتخابها «لإسرائيل» كعضو في مكافحة الإرهاب، يضاف إلى ذلك سياساتها القمعية في الداخل ولاسيما بحق رجال الدين وكل من لا يؤدي الولاء والطاعة للسلطة الحاكمة .
المقاومة على الطريقة الإيرانية والتي ترى فيها السعودية إرهابا:
*إيران تدعم وتساند حزب الله المقاوم الذي يرعب ويقلق العدو «الإسرائيلي» المحتل حتى صار حزب الله مع إيران الخطر الأكبر الذي يهدد الوجود «الإسرائيلي».
*إيران تدعم المقاومة الفلسطينية وفلسطين هي البوصلة بالنسبة لها
*إيران ترفض التطبيع مع «إسرائيل» كما أغلق الإمام الخميني السفارة «الإسرائيلية» في بلاده .وفتح سفارة فلسطينية بدلا عنها
*سارعت إيران لنصرة الشعب اليمني المظلوم في حربه ضد الوهابية والحشد المقاوم في العراق في حربه ضد داعش ماديا ولوجستيا ومعنويا. ووقوفها جنبا إلى جنب مع شعب البحرين لدحر اضطهاد آل خليفة.
* قدمت الشهداء داخل الأرض السورية ولا زالت تقدم دفاعا عن قضية المقاومة ألحقه وحفاظا على وحدة الأرض السورية ولكسر الهيمنة الأمريكية.
ومن هذه المقارنة نستنتج أن كلمة السعودية هي اختصار لمعان عديدة هي: الإرهاب، الوهابية، داعش، الصهيونية، الإجرام، الخيانة والظلم  أما إيران تعني المقاومة، السلام، الإيمان،  الأمانة ونصرة المظلوم  لذلك لا للمقاومة على الطريقة السعودية ومرحبا بالإرهاب الإيراني.
*كاتبة سورية

قد يعجبك ايضا