التحرك الجاد .. يثمر
علي احمد جاحز
بدأ الهدف الحقيقي من العدوان السعودي الامريكي على اليمن يتضح ويتجلى اكثر من ذي قبل .. فالعدوان على اليمن جزء من مخطط تدميري كبير يجري تنفيذه في المنطقة ككل ..وهو اشعال الحروب والصراعات ومنع اي حالة استقرار في اليمن كما في غيرها .
نحن نعي منذ البداية أن العدوان السعودي الامريكي إنما يهدف إلى تدمير اليمن وتفكيكه وتركه رهينة الحروب والصراعات حتى يتمكن اللوبي الصهيوامريكي من التخلص من أي مصدر ازعاج لمشروعه الهادف إلى إخضاع المنطقة وتركيع العرب والمسلمين وتجريدهم من هويتهم وووو الخ..
وحين يعمل جاهدا وينفق المال ويحشد المرتزقة والسلاح هو لا يريد ان يحسم معركة لصالح المرتزقة بل يريد أن يقويهم ويمكنهم ليستمروا في المعركة حتى وإن كانوا جماعات متناحرة في ما بينها لايهمه ذلك ..
وأيضا حين يدفع بهادي وعصابته المطرودين إلى الانقلاب على ما تم الاتفاق عليه في الكويت وإلى التهرب من استئناف المشاورات وأيضا رفض المقترحات والحلول التي تبناها المجتمع الدولي .. في الوقت الذي يعرف العدوان أن جبهات مرتزقته تتساقط وتنهار وتضعف، فإن ذلك دليل على ان ذلك الدفع إنما يصب في نفس الاتجاه وهو استمرار الحروب والصراعات في اليمن ..
وفي المقابل فإن الانتصارات الكبيرة التي شهدتها جبهات تعز ومأرب ونهم وحرض وميدي وجيزان وغيرها خلال الأيام الماضية إنما هي ثمار التحرك الجاد خلال الاسابيع الماضية خصوصا وخلال فترة العدوان بكلها ، وهذه الثمرة تنضج كل يوم انتصارات وانجازات ميدانية كبيرة ووازنة ومؤثرة على كل المستويات .
ولعل هذه الانتصارات وهذه التحركات الواسعة على كل المستويات وفي كل الجبهات جعلت مرتزقة الرياض بعد أن كانوا قد اعلنوا رفضهم للعودة إلى الكويت وبعد ان كانوا هددوا وارعدوا وابرقوا بالخيارات التصعيدية ورفض العودة للمشاورات وتغنوا ورددوا مرارا على وتر اقتحام صنعاء ، يعودون اليوم وعبر ناطق حكومتهم المزعومة إلى الاعلان عن قبولهم بالعودة للكويت ، في تغير سريع وسريع بشكل قياسي .
وفي المحصلة قرار العودة للكويت ليس قرارا بيد المرتزقة وانما بيد الذي يدير العدوان ويحرك المرتزقة يريد أن يوقف ذلك التحرك ويخلق حالة استرخاء واتكال ونشوة ليتمكن من تقوية جبهة المرتزقة ، ويعزز هذا الاعتقاد تصريح الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي الذي ابدى استعداد دول الخليج لدعم مشاورات الكويت ومقترح المبعوث الدولي ، ليظهر جليا ان الضغط الميداني وأيضا السياسي الذي تجلى في تصريح الناطق الرسمي الذي وضع المرتزقة في موقف محرج للغاية أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة .
ولهذا فإن من المهم أن ندرك جميعنا أن استمرار التحرك لمواجهة العدوان وادواته ومخططاته واجب وطني ولايجوز باي حال ان يقف اي يمني موقفا سلبيا باي حجة كانت .. وقد أثبت التحرك الجاد في الجبهات كلها فاعليته على مدى عمر الحرب سواء في ميدان المعارك او ميدان التعبئة العامة أو في الميدان الإعلامي والثقافي والتوعوي ، وايضا في الميدان السياسي ، حيث ان وضع المواجهة اليوم بعد مرور عام واكثر من ثلاثة اشهر افضل بكثير وهذا دليل كاف على فاعلية جبهة المواجهة .