معين حنش –
سميرة من أسرة فقيرة وبسبب ذلك تزوجت وهي في سن الطفولة وعمرها لم يتجاوز الـ13 عاما◌ٍ برجل يزيد عمره عن 55 عاما◌ٍ وأنجبت منه طفلين “ولد وبنت” وكانت تعاني سوء العاملة من زوجها.
وكانت زوجته الأولى وأم أولاده هي من تقوم برعايتها وتضميد جراحها من أول ليلة¡ بل كانت لها بمثابة أم نصوحة ولم يوغل صدرها مرض الغيرة الذي تعاني منه كل زوجة من ضرتها¡ لم تدم الحياة الزوجية بين الرجل المسن والزوجة صغيرة السن. تطلøقت ورجعت لبيت أهلها حيث البؤس والحرمان والضياع حيث أن أسرتها تعاني من الفقر المدقع حيث قام أخوها بتزويجها من صديقه وجراحها لم تلتئم وعيناها لم تجف من الدموع.
انتقلت “سميرة” إلى حياة زوجية أخرى لتكون أمام تحد جديد مع أطفالها الذين هم ضحايا الرجل الأول وتعيش مر رجل يستغلها لتعمل هي من أجل لقمة العيش.
حيث أنجبت له طفلين آخرين إلى جانب أطفالها من الزوج الأول .. زوجها الثاني لم يطلقها لكنه تركها معلقة تعاني الفقر والحرمان ومسئولية أطفالها الأربعة دون عائل لها لم تتوقف معاناة سميرة في تحمل إعالة أطفالها بل جاء إخوتها وأمها للعيش معها “فزادوا الطين بلøة” مما اضطرها إلى أن تخرج إلى الشارع تتسول الناس وهي مازالت في ريعان شبابها كون عمرها لم يتجاوز الـ(21) عاما◌ٍ.
كان الفقر لـ”سميرة” بالمرصاد وفشل زواجها وتحملها مسئولية أطفالها وتخلي الأسرة والزوج عنها .. كل هذه الظروف مجتمعة قد تكون السبب الرئيسي بالدفع بها إلى خلف القضبان.
تقول سميرة: أفراد المجتمع ككل ينظرون إلى تلك الأسر الفقيرة والمهمøشة بنظرة دونية أي “بنظرة احتقار” دون استثناء بما في ذلك الذين يعتبرهم المجتمع منحطين¡ رغم أن أي إنسان يطمح ويحلم أن يعيش حياة كريمة يتمتع فيه بعفته وعزته وشرفه وكرامته.
وتقول: لولا إهمال وتقصير الدولة في حقهم وتهميش واحتقار المجتمع لهم مما يجعلهم يعتزلون الناس فيزدادوا فسادا◌ٍ وضياعا◌ٍ .. ومن الطبيعي جدا◌ٍ أنهم يتكاثرون ويشكøلون خطرا◌ٍ داهما◌ٍ على المجتمع.
والواجب على الدولة أولا◌ٍ والمجتمع ثانيا◌ٍ احتضانهم والقبول بهم كبشر ومن ثم تولي رعايتهم وتأهيلهم دينيا◌ٍ وعلميا◌ٍ …الخ¡ حتى يصبحوا صالحين وفاعلين ومنتجين.
“سميرة” هي ضحية للزواج المبكر¡ مما اضطرها إلى أن تخرج الشارع لغرض البحث عن لقمة العيش لأطفالها وأسرتها لتسد رمقهم وتسقي عاطشهم¡ حيث أجبرتها الظروف المعيشية على السؤال ومد يدها لفاعلي الخير في هذا البلد.