من نوادر العرب
وقع بين الأعمش وبين امرأته وحشة فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينها فدخل إليها وقال إن أبا محمد شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه ودقة ساقيه وضعف ركبتيه ونتن إبطيه وبخر فيه وجمود كفيه فقال له الأعمش قم قبحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه .
لو شربت الرابعة لادعيت أنك رسول الله
خرج المهدي يتصيد فغار به فرسه حتى وقع في خباء اعرابي فقال يا اعرابي هل من قرى فأخرج له قرص شعير فأكله ثم أخرج له فضله من لبن فسقاه ثم أتاه بنبيذ في ركوة فسقاه فلما شرب قال أتدري من أنا قال لا قال أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة قال بارك الله لك في موضعك ثم سقاه مرة أخرى فشرب فقال يا اعرابي أتدري من أنا قال زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة قال لا أنا من قواد أمير المؤمنين قال رحبت بلادك وطاب مرادك ثم سقاه الثالثة فلما فرغ قال يا أعرابي أتدري من أنا قال زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين قال لا ولكني أمير المؤمنين قال فأخذ الأعرابي الركوة فوكأها وقال إليك عني فوالله لو شربت الرابعة لادعيت أنك رسول الله فضحك المهدي حتى غشي عليه ثم أحاطت به الخيل ونزلت إليه الملوك والأشراف فطار قلب الأعرابي فقال له لا بأس عليك ولا خوف ثم أمر له بكسوة ومال جزيل .
إلى الإسطبل يا مولاي
أنشد الخليفة ” المأمون ” قصيدة أمام مدعويه وحاشيته , وكان جالساً بينهم الشـــاعر أبو نواس ,
وبعد أن انتهى من إلقاء القصيدة , نظر إلى أبي نواس وســـأله : هل أعجبتك القصيدة يا
شـــاعر ..؟ أليست بديعة ..؟
فأجابه أبو نواس : لا أشم بها أيه رائحة للبلاغة !
فغضب المأمون وسرها في نفسه , ثم مال على حاجبه وقال له : بعدما أنهض وينهض المدعوون
وبنفض المجلس , احبســـوا شــاعرنا في الإسطبل مع الخراف والحمير .
وقد كان !..
وظل أبو نواس محبوســاً في الإسطبل شهراً كاملاً , ولما أفرج عنه وخرج من الإسطبل , عاد إلى
مجلس الخليفة .. وعاد الخليفة إلى إلقاء الشـــعر .
وقبل أن ينتهي من الإلقاء , نهض أبو نواس , وهم بالخروج من المجلس , فلمحه الخليفة , ثم ســأله :
إلى أين يا شاعر ؟
فأجاب أبو نواس : إلى الإسطبل يا مولاي ! .