آل سعود.. وهواجس الخوف
أحمد يحيى الديلمي
بعكس ما خطط له النظام السعودي أو توخى الوصول إليه بعد العدوان الهمجي السافر على اليمن وفق التصورات التي استقاها من جهات دولية نافذة . فإن الواقع والملاحم الأسطورية التي خاضها ويخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية في كُل الجبهات بما في ذلك اختراق منطقة الحدود المصطنعة والتمركز في مواقع حساسة داخل الأراضي اليمنية المحتلة ، يؤكد الفشل الذريع الذي مُني به النظام السعودي ومن تحالف معه من عرب الجنسية ودول الإسناد والدعم العسكري والمعنوي غير العربية وفي المقدمة أمريكا وإسرائيل . صحيح أن العدوان دمر البنية التحتية وقتل البشر ، استهدف الأطفال في المنازل والمدارس والطرقات والنوادي الرياضية والشيوخ والشباب في دور العبادة ومؤسسات العمل المختلفة ، لم يستثن شيئاً حتى دور العجزة ومعاهد المكفوفين كل ذلك حدث ، نحمد الله على قضائه ونثني عليه أعظم الثناء لأنه ابتلانا بعدو حاقد موتور ، تصرف مع شعب جار يشاركه المعتقد والانتماء العربي الواحد بكل هذه الهمجية والعنجهية والغرور والكبر ، ولا نقول في هذا المقام إلا ما دلنا عليه كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه : ( إنا لله وإنا إليه راجعون . حسبنا الله ونعم الوكيل ) كأعظم زاد أمرنا الخالق سبحانه وتعالى به عند حدوث المصائب والنوائب .
ما يُثلجُ الصدر إن هذا العدوان السافر قاد إلى أمرين هامين هما :
الأول : وحدة إرادة اليمنيين وما ترتب عليها من صمود أسطوري وتلاحم وتكاتف وطني قوى مدماك الجبهة الداخلية وحولها إلى رديف عملي لإسناد المجاهدين ومدهم بأشكال الدعم المختلفة ، إضافة إلى حماية الواقع من التصدع بإفشال كافة المؤامرات التي تم تجنيد المرتزقة والعملاء لها من وقت مبكر وتم تزويدهم بالعتاد والسلاح والمال ووضعت لهم الخطط الإجرامية بقصد تفجير الأوضاع في عدد من المدن اليمنية والتنسيق مع الجماعات التكفيرية من أتباع القاعدة وداعش ، لاستهداف البشر في المساجد والأسواق والمؤسسات على غرار ما حدث في زمن الرئيس الفار ، إلا أن رعاية الله وتوفيقه ويقظة اللجان الشعبية والأمن معززاً بيقظة المواطنين أفشل كل المؤامرات في مهدها ، وجنب شعبنا المؤمن الصابر أخطارها ، وارتدت تلك الأعمال إلى صدور العملاء والمرتزقة كما حدث في مناطق الجنوب المحتلة .
الثاني : اتساع هواجس الخوف لدى آل سعود :
هذا هو محور الموضوع ولا أقوله من باب التخمين ، وليس تحليل بقدر ما يؤكده دليل مادي ممثلاً في الاتفاق الذي أبرمه محمد بن سلمان في أمريكا مع إحدى الشركات الصهيونية ، تقوم الشركة بمقتضاه بحماية حدود المملكة الجنوبية ونزع الألغام بعد انسحاب اللجان الشعبية والجيش منها وما خفي كان أعظم ، المهم أن الخطوة دلت على ثلاثة أشياء :
أ – طبيعة المخاوف والهواجس المسيطرة على أركان النظام السعودي وباتت تؤرقه وتقض مضاجع الأمراء .
ب – فقدان الثقة في الجيش السعودي وعدم الرهان عليه ، بعد الهزائم الكبيرة التي تكبدها خلال المواجهات والمعارك التي خاضها مع الجيش اليمني واللجان الشعبية .
ج – إسقاط جوقة العملاء والمرتزقة من أي حسابات قادمة بعد أن تبخرت كل الوعود التي قطعوها على أنفسهم وبسببها تكبدت السعودية خسائر مهولة والتمهيد لإعلان الخطوة القاتلة بإبلاغ المرتزقة والعملاء أنهم أشخاص لا ترغب المملكة في بقائهم لديها .
يا لها من نهاية مهينة ومذلة تؤكد المصير المحتوم لكل عميل يتآمر على بلده وأهله ، من جانب آخر تؤكد الفشل الذريع الذي مُني به تحالف العدوان بعد عام ونصف من القتل والدمار والتشريد والحصار والتجويع ، والاستخدام الممنهج لكل الأسلحة الفتاكة بما في ذلك المحرمة دولياً .
آخر دلالات الاتفاق سقوط أقنعة الزيف عن الوجه التآمري البشع لنظام آل سعود وخروج العلاقة المشبوهة مع دولة الكيان الصهيوني إلى العلن .
ما أتمناه أن يتعظ زمرة المراهقين من آل سعود بما جرى ويدركوا أن الشعب اليمني هو العمق الاستراتيجي لهم فيحسنوا جواره .
اللهم أني بلغت . اللهم فأشهد ..