نوادر العرب

البرتقالة داخل الزجاجة
يحكى أن كان هناك طفل صغير في التاسعة من عمره أراه والده زجاجة عصير صغيرة وبداخلها ثمرة برتقال كبيرة، تعجّب الطفل كيف دخلت هذه البرتقالة داخل هذه الزجاجة الصغيرة وهو يحاول إخراجها من الزجاجة لكن من دون فائدة!
عندها سأل والده كيف دخلت هذه البرتقالة الكبيرة في تلك الزجاجة ذات الفوهة الضيقة
أخذه والده إلى حديقة المنزل وجاء بزجاجة فارغة وربطها بغصن شجرة برتقال حديثة الثمار ثم أدخل في الزجاجة إحدى الثمار الصغيرة جدا وتركها ومرت الأيام فإذا بالبرتقالة تكبر وتكبر حتى استعصى خروجها من الزجاجة ! حينها عرف الطفل السر وزال عنه التعجب، ولكن الوالد وجد بالأمر فرصة لتعليم ابنه فقال :
” هذه هي الأخلاق لو زرعنا المبادئ والصفات والأخلاق بالطفل وهو صغير سيصعب إخراجها منه وهو كبير تمامًا مثل البرتقالة التي يستحيل أن تخرج إلا بكسر الزجاجة!”
علموا أولادكم الأدب
يحكى أن الحجاج أمر صاحب حراسته أن يطوف بالليل فمن وجده بعد العشاء ضرب عنقه. فطاف ليلة فوجد ثلاثة صبيان يتمايلون وعليهم أثر الشراب، فأحاط بهم وقال لهم: من أنتم حتى خالفتم الأمير؟ فقال الأول:
أنا ابن من دانت الرقاب له .. ما بين مخزومها وهاشمها
تأتي إليه الرقـاب صاغرة .. يأخذ من مالها ومن دمـها
فأمسك عن قتله، وقال: لعله من أقارب أمير المؤمنين، وقال الثاني:
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره … وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره … فمنـهم قيامٌ حولها وقـعود
فأمسك عن قتله وقال: لعله من أشراف العرب، وقال الثالث:
أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه … وقومها بالسيف حتى استقامت
ركابـاه لا تنفـك رجـلاه منهـما … إذا الخيل في يـوم الكريهة ولت
فأمسك عن قتله وقال: لعله من شجعان العرب. فلما أصبح رفع أمرهم إلى الحجاج فأحضرهم وكشف عن حالهم، فإذا الأول ابن حجام، والثاني ابن فوال، والثالث ابن حائك. فتعجب الحجاج من فصاحتهم وقال لجلسائه: علموا أولادكم الأدب، فو الله لولا الفصاحة لضربت أعناقهم، ثم أطلقهم وأنشد:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً … يغنيـك محموده عـن النسب
إن الفتى مـن يقول هـا أنا ذا … ليس الفتى من يقول: كان أبي
الأعرابي وحلوى الحجاج
حضر أعرابي عند الحجاج فقدم الطعام فأكل الناس منه ثم قدمت الحلوى فترك الحجاج الأعرابي حتى أكل منها لقمة ثم قال: من أكل من الحلوى ضربت عنقه، فامتنع الناس عن أكلها وبقي الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرة وإلى الحلوى مرة ثم قال: أيها الأمير أوصيك بأولادي خيراً. ثم اندفع يأكل فضحك الحجاج حتى استلقى على قفاه وأمر له بصلة.

قد يعجبك ايضا