مفاوضات الكويت
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
لا تزال مفاوضات الكويت تراوح مكانها، كأنها حلبة مصارعة، وكلُّ طرف يريد أن يكون هو المنتصر، دون اعتبار أن المنتصر أو الخاسر الوحيد هو اليمن.. وحول هذه الحلبة يقف الخليجيون كمشجعين لطرف من الأطراف.. طرف يغشُّ ويتلاعب بالأوراق والوقائع؛ لأنه يريد أن ينتصر لأرباب نعمته الذين أنعموا عليه بغرفة في فندق، وبعض الوجبات والملابس والمال الحرام.. يريد أن ينتصر للسعودية على حساب اليمن، بعد أن أباح لهم اليمنَ يفعلون بها ما يريدون، وينتهكون سماءها وبحرها وبرها، ويهدمون كل شيء.
كلما حاول الوفد الوطني تحقيق أي تقدم يضمن إيقاف العدوان وإيقاف النزيف والحصار يقوم وفد الرياض بعرقلة هذا التقدم خدمةً لأسياده وإثباتاً لولائه وعمالته وحقارته.
أمس الأول اقترح الوفد الوطني تشكيل لجنة مشتركة، وفيها مندوب من الأمم المتحدة، لزيارة السجون والمعتقلات لدى كل الأطراف، لكن وفد مرتزقة الرياض تحفَّظ وطلب تأجيل الموافقة على المقترح!!.
من الواضح – كما يقول الزميل علي جاحز، المتواجد ضمن الوفد الوطني في الكويت – أن وفد الرياض لا يعرف أين المعتقلات والسجون، ولا يملك أدنى معلومات بخصوص الأسرى والمعتقلين ولا من الذي يعتقلهم، ولا في أية دولة هم، بينما وفدنا الوطني يعرف ويمتلك كل المعلومات، ومفوَّض باتخاذ كل الخطوات في أي ملف.
وحين يشترط وفد الرياض، خلال المشاورات، حلَّ وتسريح الجيش وتسليم أسلحته للاحتلال، بحجة أن اليمن ليست بحاجة إلى جيش، فهذه إشارة واضحة لاتكاء هذا الوفد ورهانه على القاعدة التي يريدون دمجها في الجيش، بمعنى أن هيكلة الجيش كانت خطوة أولى لتفتيت هذا الجيش العظيم إرضاء لنزعات آل سعود التي تعتبر الجيش والشعب اليمني بأكمله خطراً عليها.. وها هي في طريقها إلى الزوال.