اللغو (88)
محمد الهاملي
قال عز وجل: (لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا) “النبأ”: 35″.
الشرح: أي لا يسمعون لغواً باطلاً ولا يكذبون بعضهم على بعض لأن كل ما فيها سالم من النقص.
اللغو: ما لا يعنيك من قول أو فعل، كاللعب والهزل، وما توجب المروءة إلغاءه، وإطراحه قال تعالى: (لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيما) “الواقعة: 25” أي: لغو باطل من القول.
المصدر وأصل الكلمة: تقول لغا فلان يلغو لغواً، أي تكلم باللغو واللغا, وهو الكلام اللغو الباطل.
ومنه تقول: لغوت بكذا: أي لفظت وتكلمت، ومن اشتقاق الكلمة تقول: لغة العرب أفصح اللغات وبلاغتها أتم البلاغات، أصلها: لغي أو لغو, أما لغة فالهاء عوض وجمعها لغى، ولغات أيضاً، والنسبة إليها لغوي بضم اللام.. ولا تجوز أن تقول لغوي (بفتح اللام).
اللغو في الإيمان ما لا يعقد عليه القلب كقول الرجل في كلامه: بلى والله، ولا والله, واللاغية: اللغو قال تعالى: (لا تسمع فيها لاغية) “الغاشية: 11” أي: كلمة ذات لغو، وقال تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) “المائدة: 89”.
يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح: اللغة العربية من أهم اللغات في العالم ليس بعدد الناطقين بها فحسب، وإنما لما أنتجته من إبداعات وعلم وفكر، وما حافظت عليه من قيم وموروثات روحية، ويكفي أنها الوعاء الوحيد للقرآن الكريم وما أسبغ عليها هذا التميز من مكانة روحية، ومن تأكيد على تواصل الأرض بالسماء في بيان عربي مبين، ولغة ناصعة تتغير الجبال والبحار والأنهار ويتغير البشر وتتبدل طبائعهم ولا تتغير.
إن الحفاظ على اللغة العربية وسلامتها حافظ على الأمة ووحدتها، وحمايتها من كيد الشعوبيين، ودفاع عن الإنسانية وتقدمها، فالتمسك بها أول السبيل إلى الوحدة الكبرى، فاللغة وثيقة الصلة بالهوية وهي اليوم دماغ وعقل وتقنيات ومعلومات واختراعات تفرض الهيمنة على الثقافات المستهلكة والجامدة، وهناك عوامل تؤثر على لغتنا وثقافتنا والاستمرار على الحال الراهنة يعرض لغتنا للخطر.
دعاء: اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل أو فعل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو فعل أو عمل، وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد ألسنتنا واهدنا لأحسن الأخلاق أنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت.