كتبت/ بلقيس الحنش –
يبدو الهدوء على وجهها ابتسمت عندما ألقيت السلام عليها بدأت حديثها معي بصوت هادئ متزن انصدمت في الحقيقة عندما أشارت إلى أنها متهمة بقتل زوجها.
إنها السجينة (ث) التي تقبع الآن في السجن المركزي بصنعاء.. لقيت منها ألفاظا◌ٍ حسنة وهدوءا◌ٍ لا يدل على شخصية قاتلة.. تمتاز هذه المرأة عن غيرها من السجينات أنها تمتهن حرفة تحتاج إلى لمسة فنية وحس مرهف فهي تمارس أعمال الحرف اليدوية المفضلة وبأسلوب راق وجميل بالإضافة إلى أنها تجيد الخياطة.. تقضي (ت) بهذه المهنة أوقاتها في السجن بخلاف زميلاتها المتهمات اللائي يبقين دون أن يستفدن بشيء طوال أوقات فراغهن بالسجن.
تقول: أحداث دخولها للسجن كحكاية نسمعها في الكتب ونراها في شاشات السينما حيث أن زوجها يعاني الصرع والمس من الجن منذ فترة وكانت تأتيه حالات من الصراخ ودق رأسه على الجدران وبشكل دائم تأتيه الحالة ويأتي أخوانه لإسعافه أشارت إلى انه قبل موته بفترة بدأ يتواصل مع مشعوذين لإخراج المس منه وأن أحد المقرئين في محافظة الحديدة قد استطاع تشخيصه بأنه يعاني من مس.
يدرك إخوانه حالته لكنه في يوم جاءته الحالة ولم تعمل شيئا◌ٍ سوى الصمت خاصة وأن الصراخ كان قويا◌ٍ على حد وصفها فتواصلت مع إخوانه لكنهم وصلوا وقد توفي أخوهم اتهمها اهل الزوج بعد الواقعة بعامين بتهمة القتل وجرت التحقيقات بشكل طبيعي ولم تثبت التهمة بحسب تعبيرها لقد كان الموضوع على وشك الإنتهاء بشكل ودي مع أهل زوجها في بداية الأمر وكان احد القضاة قد دخل بينهم وقال لهم الموضوع لا يستحق أن يدخل أروقة المحاكم وكانت القضية ستقفل لكن حدث خصام ما أدى الى رفع قضية أمام المحكمة تفيد أن القاضي كان سيحكم في صفها خاصة وليس هناك أي دليل مادي على ارتكابها جريمة ظلت مواظبة على حضور جلسات المحاكمة بضمانة تجارية أي أنها وخلال فترة المحاكمة خارج السجن إلى أن جاءت بنت أختها وشهدت عليها من جديد فدخلت القضية منحى آخر.
حكم عليها عشر سنوات ودية القتل ثم خفف الحكم من عشر سنوات إلى ست سنوات والدية إلى 400 ألف ريال.
لكن القضية لم تنته هنا فلقد طعن أهل زوجها وتقول: ها أنا أجلس وإلى جوارك في السجن تجلس بين قضبان المركزي بصنعاء منذ ست سنوات ومازالت القضية تتارجح في أروقة المحاكم.
هذه المرأة من محافظة الحديدة أنجبت لزوجها المتوفي أربعة أبناء منهم فتاتان وولدان أولاد أكبرهم الآن تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما◌ٍ ولقد تم تزويجها من قبل أهل زوجها أما اكبر الولدين فلقد تم القبض عليه ضمن أطفال الشوارع بمحافظة الحديدة بحسب آخر الأخبار التي وصلتها.
تختم حديثها معي أنها غير آبهة لاتهامات أهل زوجها فهي تريد أن تطمئن على أبنائها الذين ضاعوا بينها وبين أهل زوجها.
تقول عنها النسوة من يقطن معها بالسجن أنها مبدعة ولديها لمسات رائعة في الحياكة والتطريز والأعمال اليدوية لكن هذا الإبداع لا يزال مأسورا بين حيطان معمل السجن.
Prev Post
قد يعجبك ايضا