عن المشهد اليمني !
عبدالله الاحمدي
هناك متغيرات طرأت على المشهد اليمني فرضتها الحرب والتدخلات الاقليمية. من هذه المتغيرات تغير اللعب واللاعبين على مستوى الواقع. الرئيس عبده هادي اعترف في مقابلته مع عكاظ ان التحالف لم يحقق لليمن امنا، ولكنه حقق امنا للخليج، وهذا اعتراف ضمني ان التحالف فشل في مهمته تجاه اليمن. المسألة تبدو واضحة لمن القى السمع وهو بصير، هناك صراع متعدد المستويات داخليا واقليميا يضرب اليمن. مسألة الدولة او شكل النظام لم يعد واردا الآن في اجندة كل المتصارعين. في الجنوب يدور الصراع بين الحراك والقاعدة التي تحرك من الداخل والخارج، ويمكن اخراج حضرموت التي حسم موضوعها منذ البداية لصالح الاقليم. هذا الصراع ليس من اجل قضية شكل الدولة او الوحدة، ولكن من اجل بسط النفوذ. في الشمال يدور الصراع بين الحوثيين وحلفاؤهم من جهة وبين بقايا الجماعات الدينية والمنشقين من عصابات عفاش. هادي وحريم السلطان في تركيا ومناضلي فنادق الريال ربما خرجوا من اللعبة مبكرين، ولم يعد الامر بيدهم، بل بيد من يدفع ويمول. على مستوى الاقليم يدور الصراع في الجنوب بين الامارات والسعودية، وفي كل الاحوال طالت الحرب او قصرت فالمواطن هو من يدفع فاتورة الحرب دما وجوعا وخوفا ونقصا في الخدمات، ولا اعتقد ان البلد ستخرج من الحرب بأي مكسب، بل ستفقد الكثير مما كان قائماً لديها، وارجو ألا يصيبكم التشاؤم.