للحقارة أبجدية
عبدالمجيد التركي
احتفلنا بالأمس بعيد 22 مايو المجيد رغماً عن العالم المتحالف علينا، ورغماً عن آل سعود، ورغماً عن نزلاء فنادق الرياض الذين يسمُّون أنفسهم “شرعية”.
يبدو أن زهايمر سلمان تذكَّر أن اليوم هو يوم الوحدة اليمنية، وأخبروه أن الشعب اليمني يحتفل في ميدان السبعين، فأرسل طائراته ظناً منه أنه سيستطيع تفريق المحتفلين وإفساد الاحتفال بعيد الوحدة، وألقت الطائرات قنابل صوتية اهتزت لها صنعاء، لكنها لم تهز في داخلنا شيئاً، ولم يتوقف الناس عن الاحتفال لمجرد حركة سعودية حقيرة.
ما قام به اليوم آل سعود هو الخيبة بذاتها، وهو تأكيد على انهزام أنفسهم وأسلحتهم ومخططاتهم وكيدهم تجاه اليمن، أرضاً وإنساناً وحضارة، ولو أنهم سكتوا لكان أشرف لهم، رغم أنهم لا يعرفون معنى الشرف.. فليس من الشرف أن تلقي قنابل صوتية لإرعاب الأطفال والنساء، وليس من الشرف أن تقصف أناساً يحتفلون بعيدهم الوطني، فلكل شيء أصول، لكن آل سعود تبرأت منهم الأصول وأصبحوا عالة على الإنسانية.
للخساسة قواميس، وللتفاهة معاجم، وللحقارة أبجدية أول مفرداتها “آل سعود”.. لأنهم لا يرعوون عن قصف سوق، أو قتل نساء، أو قصف أطفال، أو ترويع آمنين.
احتفلنا، والدنبوع يجلس في صالة استقبال حقيرة بأحد فنادق الرياض بانتظار وجبة الغداء الفندقية، وسيأكلها بكل ذُلّ ثم يتمدد على سريره ويفتح التلفزيون لمتابعة الأخبار، ليرى ميدان السبعين مليئاً بالمواطنين، ويرى منصة السبعين مليئة بالرجال الذين لم ولن يكون واحداً منهم، وسيتحسَّر على كرسيه الذي كان يجلس عليه.. لكن المثل يقول: ما يعز الله هيِّن.