سياسيون: الوحدة عصية على المؤامرات والتحديات

استطلاع / أسماء حيدر البزاز

يحتفل اليمنيون بالعيد السادس والعشرون للوحدة هذا العام وسط تحديات ومخاطر غير مسبوقة تحفها الأطماع الخارجية والداخلية, سياسيون ومراقبون يؤكدون أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية في ظل هذه المرحلة الخطيرة، معتبرين ذلك المخرج الرئيس لخروج الوطن من أزمته الخانقة وتجاوز الخلافات وإحلال عملية السلام والاستقرار .. “الثورة” التقت عدداً منهم .. وكانت الحصيلة فيما يلي:

أستاذ العلوم السياسية بجامعة تعز الدكتور محمود البكاري أوضح بأن الوحدة اليمنية هي حقيقة تاريخية جغرافية اجتماعية ثقافية لا تحتاج إلى أدلة أو تأكيد كما لا يقلل منها أي صيغ أو أفكار يطرحها البعض لتبرير أهداف خاصة لكن هذا لا يمنع من القول أن الوحدة بطبيعة الحال وباعتبارها اتحاداً بين بشر لهم أفكار ومصالح متعددة لابد لها وهي بحاجة إلى ضمانات أو محفزات لضمان استمراريتها وديمومتها ومنها الحرية العدالة التنمية التطور المساواة وبتحديد أكثر الشعور بالانتماء والمواطنة المتساوية ونحن في اليمن ربما أغفلنا هذه المتطلبات وتعاملنا مع الوحدة بطريقة استاتيكية جامدة ولم نهتم بتحصين الوحدة بالمحفزات التي تجعل المواطن هو خط الدفاع الأول عن الوحدة فجرت عملية تشويه متعمد للوحدة ما أدى إلى وجود ثغرات يتسلل منها أعداء الوطن سواء في الداخل أو الخارج ولذلك مطلوب أن يمثل الاحتفال لعيد الوحدة محطة للمراجعة ومعرفة أوجه القصور والاختلال في الوحدة لكي يتم  العمل على إصلاحها وتلافيها والوقت لا يزال متاحاً فالوحدة الوطنية لا تزال بخير على الرغم من كل ما حدث ويحدث.

مخاطر
المحلل السياسي كمال شجاع الدين تحدث عن التحديات التي تواجه الوحدة اليمنية اليوم ومنها التواجد الأجنبي في المحافظات الجنوبية والذي أوضح بأنه لم يكن وليد اللحظة بل أن القوات الأجنبية قد ترافق وجودها مع انسحاب الجيش اليمني واللجان الشعبية من عدن ولحج وكان تواجدها تحت رايات عدة منها البلاك ووتر.
حيث أن تواجد هذه القوات جاء لكسر الحاجز الفكري الوطني بالتدريج كتمهيد لتقبل وجودها كحقيقة تحت ذرائع عدة فأولها تحرير عدن وقاعدة العند وباب المندب ثم ذريعة محاربة المنظمات والمليشيات الإرهابية وهذا التواجد أستطاع أن يكسب قبولاً أو تبريراً من قبل بعض القيادات المحسوبة على اليمن ولكنه بالتأكيد سيجد رفضاً وتصدياً من غالبية الشعب اليمني مما يجعل الساحة الوطنية تدخل في دوامة صراح داخلي جديد بين القابل والمبرر لوجود هذه القوات وبين الرافض لتواجدها.

ثوابت وحدوية
ويؤكد شجاع الدين أن هذا الوجود الأجنبي خطر يهدد الوحدة اليمنية ويقوم على شق الصفوف وفك عرى اللحمة الوطنية كمرحلة أولى لفرض حالة من الاقتتال الداخلي على مستوى كل منطقة ومحافظة وبالتالي فرض حالة من الانفصال النفسي والمادي في آن واحد. وبما يضمن لهذه القوى الأجنبية البقاء في قواعد دائمة دون أن تلاقي أي صعوبات أو استهداف من قبل أي قوى وطنية نظرا لانشغالها في قتال بعضها بعضآ وتقوقعها حول أهدافها بالسيطرة ولو على حارة أو مديرية لتعلن فيها دولتها وتمارس فيها سلطتها.
واسترسل بحديثه قائلا : غير أن التاريخ اليمني غني بمثل هكذا حالات ومن خلال تجاربنا ومن خلال منظومتنا الاجتماعية والقيم العربية الإسلامية والحضارية التي نختزنها سنجد بأن العكس تمامآ هو ما سيحدث فماهي إلا أيام وإن طالت أشهر حتى يتلمس اليمني المخاطر التي تحيق به كشعب وكأمة ويعود الى أسس وحدته و ثوابته فيضع كل خلافاته البينية ويتوحد في جبهة واحدة وتحت راية واحدة .

صمود وتضحيات
وأما الدكتور عادل عبد الحميد غنيمة – جامعة عمران فيقول : والوطن يمر بعدوان سعودي أمريكي  مع مشاركة حلفاء من دول عربية وإسلامية وغربية من أجل تنفيذ مخططات اقليمية ودولية في اليمن وأولها  التآمر على وحدة الوطن وثانيها إقامة قواعد عسكرية أمريكية في خليج عدن والسيطرة على قاعدة العند الإستراتيجية بمبرر محاربة القاعدة . ان هذه المناسبة الوحدوية تأتي واليمن جريحة من أبنائها ومنكوبة بجيرانها ومستهدفة للسيطرة على موقعها الاستراتيجي الهام للتجارة العالمية والأمن والسلم العالمي وتواجه مخططات سعودية وخليجية وأمريكية لنهب ثرواتها الكامنة في باطن الأرض وبحارها من نفط وغاز ومعادن  وثروات بحرية وسمكية ولولا صمود الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية خلال عام ونيف لكانت اليمن لقمة سائغة لتنفيذ هذه المخططات لذا علينا فضح هذه المؤامرة على اليمن وشعبها ودعوة كل القوى اليمنية المشاركة في العدوان للعودة إلى  حضن الوطن وان لا تكون أداة بيد دول العدوان لان التاريخ السياسي لن يرحمها وستكون  في مزبلة التاريخ لأنها ساعدت على تجزئة اليمن وتحقيق الانفصال بسبب الأطماع في السلطة والصراع السياسي على كراسي الحكم والشعب اليمني لن يغفر لها تآمرها على الوطن حتى لو تحققت مصالحة سياسية بين الأحزاب السياسية  لفترة انتقالية  وأقول بأن شعبنا اليمني لن يفرط بالوطن والوحدة اليمنية كما فرطت بها بعض القيادات السياسية .

ردة فعل
الإعلامي عبد الرحمن اليحيري – قناة اليمن الفضائية يقول: إن أهمية الوحدة تأتي في اهتمام من صنعوها ومن رسخوا ثوابتها الوطنية ودافعوا عنها من اجل استمراريتها ولن يتأتى ذلك إلا إذا تم العمل على غرس أسس ومفاهيم وثوابت الوحدة في نفوس النشء والشباب.
ويرى البحيري  أن أكثر غير المدركين بأهمية الوحدة هم من لم يعيشوا سلبيات ما قبل تحقيقها حيث عمدت الأيادي الملطخة بمال ومصالح خارجية على بث ادعاءات وترهات وخزعبلات في نفوس الشباب والنشء تقلل، —باطلا—من أهمية الوحدة أو الإفتاء_زورا_بـ عدم شرعيتها في ظل عدم وجود القدر الكافي من رد الفعل الإيجابي لدحض تلك الخرافات..فالوحدة قدر ومصير الشعب وهي أسمى ما يدافع عنه ويصونه في شغاف القلوب وحدقات العيون.

مكسب عظيم
من جانبه يقول الحقوقي محمد الأغبري : الوحدة اليمنية هي وحدة للأرض والإنسان فمن يفرط في هذا المكسب الوطني العظيم إنما يفرط في شق وشرخ االوطن اليمني إلى نصفين ومن البديهي أن الإنسان بحكم تكوينه الروحي والنفسي لا يستطيع أن يعيش بنصفه دون النصف الآخر.

الانتصار للوحدة
العلامة عبدالله القاضي استهل حديثه معنا بقوله الله تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ )، وقال : إن أهمية الوحدة في هذه المرحلة الحالية بالذات تتجلى أهميتها وعظمتها في الحفاظ على هذا المكسب والمنجز الديني والوطني والانساني والتاريخي الذي تتضح فيه أسس ومعالم الأمن والاستقرار والسلم والايمان بل لقد  حذرنا الله سبحانه وتعالى  من الفتن في قوله : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، وقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وأن  الفتن تعرض على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء , وأن السعيد لمن جنب الفتن وإن المتأمل في عصرنا الحاضر ليرى دون أدنى جهد ما يموج فيه من الفتن والبلايا التي تموج كموج البحر بعضها يرقق بعضاَ كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنه فيرقق بعضها بعضاً وتجيء فتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ) وهذا تحذير لخطورة من يدعون للتفرقة والانفصال والتشرذم تحت أي مسميات ودعوات مناطقية أو طائفية أو إيدلوجية لكونها تدمر الأمة والبلاد وتشرخ جسد الأخوة الإسلامية وتزعزع أمن واستقرار المسلمين وتنذر بكارثة دموية إن لم يقم العقلاء والعلماء والدعاة بإخمادها وردم الفجوة والانتصار لدعوة  الحفاظ على الوحدة الأخوة الإسلامية عما يشوبها من أي خلاف وصراع في إطار تلك الدعوات الممقوتة وما لذلك من أثره العميق على مستقبل وحدة صف الأمة والبلاد والمجتمعات وإراقة الدماء بغير وجه حق .
وختم حديثه معنا بقوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .