سيول الأمطار تلحق أضرارا بالأراضي الزراعية والمنازل في محافظة صنعاء

صنعاء/ إبراهيم القرضي

نظرا لهطول الأمطار الغزيرة التي من الله سبحانه وتعالى بها على بلادنا خلال الأسابيع الماضية والتي أروت الأرض وأسقت الزرع وأملت السدود.. إلا أنه نظرا لكثرة هطولها بكثرة ونزول السيول الكبيرة فقد حصلت بعض الأضرار في الأراضي الزراعية والمنازل وجرفت المواشي والأغنام.
محافظة صنعاء تعتبر من المحافظات الزراعية ومعظم مناطقها جبلية فكانت السيول تجرف بكثرة فألحقت أضرارا كبيرة بالمزارعين والمواطنين.
ولتسليط الأضواء حول هذا الموضوع التقينا عدداً من المواطنين والمزارعين والمختصين بمكتب الزراعة والسلطة المحلية بالمحافظة لنستطلع هذه الأضرار وكم بلغت وما هو الدور الذي قامت به السلطة المحلية والمعنيين لتلافي ومعالجة هذه الأضرار.. إليكم التفاصيل:.

في البداية التقينا الوالد الحاج أحمد سعد الحرازي وهو مزارع من منطقة هوزان مديرية مناخه وسألناه عن موسم الأمطار لهذا العام فأجاب قائلا: نحمد الله ونشكره على نعمة الأمطار ونسأل الله الكريم أن يجعلها أمطار خير وبركة وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وخلال الأسابيع الماضية هطلت أمطار كبيرة، بعض الأيام استمرت من 11 ظهرا وحتى الثالثة عصرا، على مدينة مناخة والقرى والمناطق التابعة للمديرية، وعندنا في منطقة هوزان وقرية الدهور كانت تنزل بكثرة وشديدة مصحوبة بالبرد والحمد لله، أسقت وأروت وملأت البرك والحواجز المائية والعيون والموارد المائية وكانت تسكب من فوق حاجتها يعني تمتلئ وتنزح هذه المياه نظرا لكثرتها، وكانت السيول تنزل من الجبال بكثرة، وتسببت في هدم المثابر الزراعية حق الأراضي الزراعية وماتت كثير من الأغنام والمواشي التي كانت ترعى في الجبل، لأن المطر هطل بسرعة حيث بلغت الأغنام التي نفق منها حوالي 47 رأس غنم كانت ترعى في المزرعة والجبال وجرفتها السيول، ولكن نحمد الله تعالى في السراء وفي الضراء فهو الكريم وبيده كل شيء، المهم أن الأمطار نعمة كبيرة لأن السدود والبرك والعيون كانت قد جفت وكنا نعاني من قلة المياه، لكن الحمد لله الأمطار أسقت الأرض والزرع وامتلأت العيون والبرك فله جزيل الحمد والشكر أولا وأخيرا.
الأخ حسين عبدالجليل عبدالرحمن –مزارع، من مديرية بني مطر- يقول: الحمد لله على هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا فالمطر هذه السنة مبروكه وإن شاء الله تعالى تكون سنة خير وبركة.. فالأمطار هطلت علينا وامتلأت المزارع والعيون والسدود، وهناك بعض الأضرار التي حصلت لكن نسأل الله أن يلطف بنا فيما قضاه ونحمده ونشكره على كل حال ودائما وأبدا الأضرار كانت بسبب السيل على المزارع وتهدمت بعض أحجار المدرجات الزراعية وانجراف التربة من بعض المزارع ولكن هذا قضاء الله وقدره فله جزيل الشكر والحمد والثناء.
وأضاف عبدالرحمن: لقد امتلأت السدود والشلال، شلال بني مطر، وننبه المواطنين بعدم السباحة في الشلال نظرا لخطورته والسيول الجارفة، كما أن هناك بعض الأضرار التي حصلت بسبب السيول مثل سحب بعض الأغنام والمواشي وتهدم بعض جدار المزارع وانجراف التربة ونسأل الله أن يلطف بنا ويحفظ الجميع.
بعد الاستماع المزارعين، التقينا بمدير عام مكتب الزراعة بمحافظة صنعاء محمد الدبا، وسألناه عن ما هي الأضرار الناتجة من تدفق السيول نتيجة الأمطار التي هطلت، وكذلك أبرز المعالجات والجهود التي قاموا بها لمواجهة كوارث السيول فقال: لقد هطلت أمطار كثيرة على محافظة صنعاء ومديرياتها، ونسأل الله تعالى أن تكون أمطار خير وبركة، ونتيجة لتدفق السيول بغزارة امتلأت السدود والعيون والمدرجات الزراعية، كان نتيجتها تدفق سيول كبيرة أضرت بالمزارع والمدرجات الزراعية ومعظم السدود وجرفت معظم الأراضي الزراعية وألحقت أضرارا حيث تهدمت كثير من المدرجات الزراعية ونزلت الأحجار وجرفت التربة وأيضا تعرضت كثير من الثروة الحيوانية مثل الأغنام والكباش والماعز والأبقار للموت حيث كانت هذه السيول تجرف المواشي والأغنام والكباش.. وكما تعرفون بالطبيعة الجغرافية للمحافظة فهي مناطق زراعية خصبة ومدرجات زراعية ومناطق جبلية ومنحدرات وسهول ووديان وتتميز بالتربة الخصبة الصالحة للزراعة حيث معظم مناطقها زراعية وتعتبر رافداً أساسياً لأمانة العاصمة صنعاء كونها مديرياتها تقع من جميع الاتجاهات وتربطها بطرق اسفلتية إلى هذه المديريات.
وأضاف الدبا: أستطيع القول إن هذا العام مبشر بالخير والبركة بهطول الأمطار على بلادنا ومنها محافظة صنعاء حيث غمرت المياه وامتلأت السدود وحصل هناك بعض الأضرار في كثير من المديريات ومنها مديرية بني ضبيان ومديرية مناخة حراز ومديرية خولان كما حصلت هناك أضرار في سد حبابض خولان وتم نزولنا مع مدير إدارة الري بالوزارة وأيضا مع فريق من المهندسين المختصين.. وتم التوجيه من القائم بأعمال وزير الزراعة والري بالعمل على إصلاح السد ومعالجته وتم نزول المعدات لإصلاحه العمل جاري حتى الآن.
وقال: لن تألو المحافظة جهدا في العمل لمواجهة كوارث أضرار السيول وفقا للإمكانيات المتاحة.. ومن أهم المعالجات التي نقوم بها لمواجهة أضرار السيول، تم إبلاغ مدراء فروع مكاتب الزراعة بالمديريات بالعمل على حصر كل الأضرار الناتجة عن تدفق السيول ليتم رفع تقرير مفصل حول ذلك.
كما التقينا وكيل المحافظة العميد عبدالله بن علي العنسي، وسألناه عن تقييمه للأضرار الناتجة عن السيول، وما هو الدور الذي قامت به السلطة المحلية لمواجهة أضرار هذه السيول الناتجة عن هطول الأمطار بكثرة فأجاب قائلا: نشكر الله تعالى على ما مَنَّ به على بلادنا عامة ومنها محافظة صنعاء من أمطار غزيرة، أمطار خير وبركة في هذه الأيام، والأيام السابقة هدئت نفوس الناس وأدخلت في قلوبهم الفرحة والبهجة وخاصة المعتمدين على الأمطار الموسمية كون أغلب المواطنين عامة كانوا يعانون من مشقة السفر للبحث عن مادة الديزل لتمكينهم من ري مزارعهم ولتغطية نفقاتهم اليومية وسداد احتياجاتهم من متطلبات الحياة.
وأضاف العنسي: المحافظة تقوم بمهامها على أكلمل وجه ممكن ولن تألوا جهدا في هذا الجانب وتقوم بكل ما تستطيع وفقا لإمكانياتها المتاحة ومن خلال زيارة الأخ المحافظ أصدر توجيهاته للجهات المعنية والسلطة المحلية بمعالجة ما أحدثته السيول والاهتمام والرفع إليه أولا بأول.. ومن هذا المنطلق ننصح جميع المزارعين والمواطنين استغلال هذه النعمة العظيمة نعمة الأمطار في الحفاظ على المياه الصالحة للشرب وأيضا التوجه إلى مزارعهم والحقول الزراعية لبذر المحاصيل الزراعية وحسبما هو لديهم جاري من موسم البذور لأن هناك مزارعين كبار في السن ذوو خبرة كبيرة وتتوارث خبرتهم لأجيالهم ونحن من ضمنهم كما نتمنى التعاون في المجالس المحلية بالمديريات لكي يتم إيجاد المعالجات والعمل على إبلاغ الأخ المحافظ أولا بأول، وكذلك وكلاء القطاعات في المحافظة.
وقال العنسي: نؤكد على دور وكلاء مساعدي القطاعات البارز والمتميز وبإمكانياتهم المحدودة.. وندعوهم إلى مواصلة النزول الميداني كل في إطار نشاطه، فكلنا فريق واحد.

قد يعجبك ايضا