(حريب القراميش) .. امتداد تاريخي لحضارات قديمة
عبدالباسط محمد
حريب القراميش إحدى المديريات التي تتبع محافظة مارب تلك المحافظة التي تحتضن كنوزاً أثرية وتاريخية عظيمة خلفتها تلك الحضارات العريقة التي انطلقت من مارب وبلغت شهرتها عنان السماء في ذلك الوقت، وباتت في وقتنا المعاصر تدرس في أمهات كتب التاريخ لكثير من الأمم والشعوب، ولعل أبرز تلك الحضارات على الإطلاق حضارة مملكة سبأ ، وبما أن حريب القراميش تقع ضمن النطاق الجغرافي الذي استوطنت فيها هذه الحضارات فمن المؤكد أنها تحوي الكثير من المآثر الأثرية ، وفي هذه المنطقة يروي الأهالي وجود كهف ذي بوابة صغيرة بالكاد يستطيع المرء الولوج منها لكنه متسع من الداخل وبشكل مريع لعدد من الأفراد، ويروي أحد أهالي تلك المنطقة في حديث أدلى به لـ( الثورة) أن هذا الكهف يحوي على جدرانه نقوشا وزخارف متنوعة بأشكال متعددة ورسومات متقنة تحتاج إلى دراسة وتنقيب من قبل المختصين بالآثار لمعرفة تلك النقوش وتاريخها وفك رموزها . حاولنا أن نطلب منه صوراً لذلك الكهف إلا أنه أوضح أن ذلك الكهف يقع في مكان يبعد كثيراً عن منطقة سكنهم وأنه زار ذلك الكهف قبل سنوات طويلة .
وعبر هذه المنطقة يمر وادي حريب القراميش الذي ينطلق من جبال عضية والطيال الفاصلة بين محافظتي مارب وصنعاء، ويمر هذا الوادي في هذه المديرية وكذا مديرية صرواح ويلتقي مع وادي حباب في البطحاء الطويل التابعة أيضا لصرواح ويمر بمنطقة الضيد وصولاً إلى مديرية رغوان ، ويمتاز وادي حريب القراميش بوجود آثار حميرية قديمة على جنباته في العديد من الأماكن أبرزها في منطقة صنيعة وجبال عصمة، لكن أبرزها على والإطلاق ذلك الكهف أو بشكل أكثر دقة (جرف ) والمسمى جرف الطيال الذي يحوي الكثير من النقوش والزخارف التي تحتاج إلى اكتشاف وتنقيب ، كما يحوي هذا الوادي كنوزا اثرية فهو يحتضن الكثير من مواطن الجمال المستمدة من هذا الوادي ومياهه الجارية معظم أشهر العام والتي تترك وراءها على الجنبات واحات من الاخضرار ولوحات فاتنة تزينها الألوان الزاهية التي تريح الفؤاد وتمتع الألباب.