سيول الأمطار تضاعف معاناة المواطنين وتنذر بكارثة حقيقية

الثورة/ احمد السعيدي

تعرضت محافظات عديدة خلال الأيام الماضية لسيول جارفة جراء الأمطار الغزيرة، فقتلت 24 شخصاً، بينما تضرر نحو 49 ألف مواطن في محافظات الحديدة وعمران وحجة وصنعاء وعدن ومارب والمحويت، قد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ عقب موسم الأمطار في كل عام تنتشر الأمراض الناتجة عن آثار السيول ومخلفات المياه الراكدة، لا سيما في ظل غياب الاهتمام الحكومي بالشؤون الصحية في البلاد، وتأتي محافظتي حجة وعمران في مقدمة المحافظات الأكثر تعرضاً لأضرار هذه الكارثة الطبيعية.
“الثورة” التقت الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حجة ونائب المحافظ الأخ/ فهد دهشوش الذي تحدث بإيجاز عن دور قيادة المحافظة في تخفيف أضرار الكارثة وأبرز الصعوبات التي تواجههم في المحافظة.

وفي بداية حديثه قال دهشوش: لقد تفاجأنا بغزارة الأمطار التي لم تشهدها المحافظة من قبل مما تسببت السيول الجارفة بكارثة طبيعية في المحافظة، وتتمثل هذه الكارثة في جرف السيول لعدد من منازل المواطنين والمنشآت الحكومية، وتسببت أيضاً في انهيارات صخرية جبلية، بالإضافة إلى جرف آلاف الأراضي الزراعية للمواطنين والتي تقدر بمئات الملايين، وقد عمت الكارثة جميع مديريات المحافظة وعلى رأسها مديرية شرس الأكثر تضرراً، ويأتي بعدها مديريات كحلان عفار والعوم والمخربة والجميمة وغيرها من المديريات التي طالتها تلك السيول مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
سيول عارمة
وأضاف الأمين العام للمجلس المحلي: إن السيول العارمة بمحافظة حجة نتجت بسبب هطول الأمطار لأيام متواصلة أدت إلى مقتل نحو 14 شخصاً في منطقة بني قدم بمنطقة شرس، وتدمير مدرسة ووحدة صحية، وتضرر الأراضي الزراعية.
وقد وجهنا مكتب الصحة والسكان بالمحافظة بإصدار بيان يحذر فيه القادمين من صنعاء أو عمران إلى حجة أو المغادرين من حجة إلى صنعاء من السفر عبر وادي شرس، أو عبور الوادي حفاظاً على سلامة أرواحهم،  كما تسببت السيول بتهدم عدد من المنازل، وغرق ثمان مركبات، وقد توجه فريق طبي وسيارتا إسعاف إلى المنطقة فور وصول بلاغ بوجود، وبذل جهود كبيرة لإنقاذ المصابين والعثور على المفقودين، وقد نزح عدد كبير من السكان إلى مناطق مجاورة أكثر أمناً من مناطقهم المنكوبة بفعل السيول والانهيارات الصخرية التي أدت إلى وفاة 14 شخصاً، وتشريد 150 أسرة، وقطعت الطرق المؤدية إلى سبع قرى مجاورة للمناطق المنكوبة، كما أصيبت البنية التحتية للمياه بأضرار كبيرة مما يهدد بانقطاع الماء عن (98.512) شخصاً.
أضرت سيول الأمطار أيضاً 12 بئراً للري، وثلاث آبار للشرب، و30 خزاناً لحصاد المياه،  و32 مزرعة، وتهدم اثنين من الجدران الواقية للحصول الزراعية، بالإضافة إلى ذلك فقدت 430 رأساً من الماشية ولا يزال الرقم يتزايد.
فرق إنقاذ..
أما عن دور قيادة المحافظة في التخفيف من أضرار الكارثة وابتكار الحلول الوقائية مستقبلاً فقال النائب دهشوش: قمنا في الحال كقيادة للمحافظة بتشكيل لجان ميدانية عبر المجلس المحلي والمكاتب الحكومية “مكتب الصحة، مكتب الزراعة، مكتب الطرقات”، بالإضافة إلى تعاون المنظمات المحلية والدولية، وقد انقسمت هذه اللجان إلى قسمين: الأول لحصر أضرار الكارثة، وحجم الخسائر البشرية والمادية للمواطنين، والقسم الثاني وهو الأهم فريق الانقاذ السريع والذي يعمل بشكل يومي وعاجل لإنقاذ المواطنين وممتلكاتهم وفتح الطرقات وإزالة المخلفات ومحاولة تنظيم السيول وغيرها من الأعمال الطارئة.
انهيارات صخرية
وعن أبرز الصعوبات التي تواجه قيادة المحافظة ولجانها الميدانية فتحدث نائب المحافظة قائلاً: نواجه صعوبة حقيقية كون التهديد ما يزال قائماً، وكل يوم تهطل فيه الأمطار بغزارة وتحدث انهيارات صخرية تغلق عدداً من الطرقات في المحافظة مما يضطر فريق العمل للنزول المباشر لإزالة هذه الصخور، وفتح الطرقات باستخدام الجرافات والمعدات الثقيلة التي نعاني من قلة توفرها، وأما الانهيارات الصخرية فنقوم برفعها من الطرقات وإزالتها من على سطوح المباني والمدارس والمستشفيات، ومن الحدائق والكثير من الأماكن الحيوية.
واختتم دهشوش حديثه بمناشدة عاجلة للجهات المعنية في العاصمة صنعاء بسرعة توفير ما وعدت به سابقاً والمتمثل بـ”جرافات” و”حفارات” و”قلابات” و”تركترات”، بالإضافة إلى مبالغ مالية ليتمكن فريق العمل من تخفيف أضرار الكارثة التي تشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين وممتلكاتهم بالمحافظة.

قد يعجبك ايضا