خلي السلاح صاحي
عبدالمجيد التركي
أمس الأول كان صادماً بالنسبة لمملكة العدوان السعودي، فقد بدأ يومهم بصاروخ بالستي قادم من الأراضي اليمنية، وانتهى يومهم أيضاً بصاروخ آخر على قاعدة خميس مشيط العسكرية..
الكيان السعودي اعتبر الصاروخين تصعيداً خطيراً في سياق الهدنة ومفاوضات الكويت، بينما أعلن متحدث الجيش اليمني أن مقاتلات التحالف السعودي نفذت 94 غارة خلال الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة.
ورغم اعتبارهم الأمر تصعيداً خطيراً إلا أنهم نفوا وصول الصاروخين، زاعمين أنهم اعترضوا صاروخاً بالستياً فوق سماء محافظة عمران، وهذا الأمر لا يصدقه الجاهل، فما بالك بمن يخترع الكذبة ويصدقها.
لكن المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد شرف لقمان، أكد إطلاق صاروخ باليستي على قاعدة خميس مشيط العسكرية السعودية، معتبراً ذلك رداً بسيطاً على استمرار الغارات الجوية.
لقد اعتدنا أنه بمجرد أن يصل صاروخ يقومون بالنفي وينشرون أخباراً زائفة، فحين يقولون إنهم قاموا باعتراضه وتدميره فهذا يعني أنه وصل وحقق هدفه.
وبمجرد أن يصل الصاروخ نرى الناشطين في تويتر يفزعون ويكتبون تغريدات كلها بكاء وعويل، ويتحدثون عن سيارات الإسعاف التي تملأ المكان، وعن النوافذ التي تكسرت فوق رؤوسهم، وعن أصوات الانفجارات وألسنة اللهب التي ما زالت تتصاعد.. ولا تكاد تمضي نصف ساعة حتى يأتي مغردون مأجورون ويقومون بنشر تغريدة واحدة ينسخونها جميعاً ويقومون بوضعها في تويتر، وكلهم يقولون إنهم في خميس مشيط ولا صحة للأخبار التي تتحدث عن سقوط صاروخ، في سفالة مكشوفة وكذب فاضح!!.
سنفاوض وأيدينا على الزناد، وما زال البالستي خير مفاوض حين لا يلتزم العدو بالهدنة ولا يتحلَّى بأخلاق الحرب، لأنه لا يعرف معنى الأخلاق.