على فوهة بركان

عبدالمجيد التركي

إذا أيقن شخص أنه على الحق فسيكون مستعداً أن يدفع حياته دفاعاً عن هذا اليقين..
أيقن رجالنا أنهم على الحق فذهبوا إلى الجبهات برؤوس تطاول الجبال في شموخها، واخترقوا كل الأطواق والأسوار، واجتازوا مرابض الدبابات والمدافع التي كانت تنتظرهم.. ولأن رجالهم أيقنوا أنهم على الباطل، وليس لديهم ما يكفي من اليقين والانتماء للدفاع عن وطنهم هربوا كما تهرب الثعالب حين تسمع زئير الأسود!!
لستُ أبالغ إن قلتُ أن هناك دولاً عديدة تريد أن تعرف كيف فعل هؤلاء الحُفاة، وكيف أسقطوا وَهْمَ قوات حرس الحدود السعودي، وكيف أسقطوا الربوعة، وكيف دخلوا نجران وجيزان ببنادق الكلاشينكوف.. ولست أبالغ أيضاً إن قلتُ إن أكاديميات عسكرية ستقوم بتحويل هذه الشجاعة والاستراتيجية التي انتهجوها في تصديهم للعدو السعودي إلى ماد مقررة في مناهجها.
العدو السعودي هو الأجبن في قتله للأطفال والنساء وتهديم البيوت والمستشفيات وقتل المسعفين وقصف قاعات الأعراس، لأن الجبان يطعن من الظهر، وفي المثل اليمني: إذا غابت الأصول دلَّتك الأفاعيل.. وحين ترى أفاعيل آل سعود تدرك مدى خساستهم وقذارتهم، وتدرك أنهم لم يتعرفوا على معنى الإنسانية بعد، لأن هذا المعنى عصيٌّ على أذهانهم الملوثة ببول البعير.
رجالنا يفاوضون الآن في الكويت، بعد أن كانت السعودية رافضة للحوار، وقالت إنها لن تتحاور ولكنها أذعنت وخضعت، لأن الأيدي النقية هي العليا حتى وإن لم يكن فيها سوى القليل، لأنها اليد النقية والنظيفة التي لم تتلوث بالمال الحرام وبدماء الأطفال والنساء، ولم توقِّع على شيكات العمالة والارتزاق.. لذلك ستبقى أيدينا هي العليا، وهي الأنقى، وستبقى ممدودة للسلام وقابضة للسلاح.. والله متم نوره ولو كره الكافرون.

قد يعجبك ايضا