ما تزال اليمن غنية بشبابها الذين يناطحون المستحيل بإبداعهم وابتكاراتهم التي تعبر الحدود دوماً وتفاجأ كل مرة أعداء وأصدقاء الشعب والدولة اليمنية ، وحدهم شباب اليمن هم الذين يصنعون التاريخ وينخرطون في أنصع صفحاته بأحلامهم التي يحولونها إلى مشاريع حية على أرض الواقع سواءً كانوا في بلادهم أو في أرض المهجر فهم المعدن الذي لا يصدأ ولا يتغير لونه أو شكله ، من هؤلاء الشباب الذين يتبنون أفكاراً كبيرة المهندس/ فاروق علي محرم الحاصل على بكالوريوس في الهندسة من جامعة ذمار في العام 2013م ، أبى هذا الشاب إلا أن يأتي إلى مقر الصحيفة ليقدم لنا مشروعه الذي يهدف إلى إحداث تغيير جذري في التركيبة السياسية والسكانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مجتمعنا اليمني.
المشروع الذي أشرف عليه الدكتور/ أحمد يفاعة عبارة عن تصور لبناء عاصمة جديدة لليمن من الصفر وقد حصل على نسبة 96,24% كأفضل مشروع تخرج (شباب ومهارات) حصلت على نسخة منه وتضع بين أيديكم خلاصة المشروع.
الموقع المقترح
بعد الدراسة والتحليل تبين أن منطقة عسيلان، بلاد بيحان هي انسب موقع لبناء العاصمة الجديدة، حيث أنها منطقة مستوية ومحاذية للسلسلة الجبلية وتتوفر فيها العديد من المقومات التي ترجح كفتها لتكون انسب موقع لبناء العاصمة الجديدة.
تحليل SWOT للموقع المقترح
* التوفيق بين مركز الثقل السكاني والجغرافي: الموقع يحقق التوفيق والتوازن بين المركزية الجغرافية ومركز الثقل السكاني وقريب من ثلاثة تجمعات حضرية في البيضاء ومارب وأبين.
* أمن مائي وحوض متجدد: بالرغم من ندرة الأمطار إلا أن المنطقة غنية بالمياه الجوفية التي تغذيها السيول القادمة من المرتفعات الغربية . وتعد المياه الجوفية في هذا الحوض أكثر قابلية للتجدد من نظيراتها في حوض المرتفعات.
* التوسط والسيطرة: بيحان هي نقطة الوصل بين السهل والساحل والجبل والصحراء, مما سيسهل عملية التحكم بالمحافظات والمناطق الطرفية.
* توفر بيئة مناسبة لتوليد الطاقة من مصادر نظيفة: كمية الإشعاع الشمسي العالية والانفتاح على الرياح القادمة من رملة السبعتين جعل المنطقة تصنف ضمن أفضل المناطق في الجمهورية لتوليد الطاقة النظيفة.
* القرب من الموانئ: التضاريس تسمح بحركة سلسة وسهلة بين الموقع والموانئ القريبة مثل ميناء بئر علي وميناء بلحاف وميناء المكلا وميناء شقرة, وبذلك يسهل الوصول إليها براً وبحراً وجواً.
* المنطقة أرض نفط وتعدين: المنطقة بشكل عام غنية بالنفط والغاز والمعادن الأخرى مما سيخلق بيئة استثمارية ممتازة لتوطين الصناعة.
* المنطقة متصلة بخطوط السكة الحديدية المقترحة: نظراً لأهمية المنطقة فقد اقترح إنشاء خط سكة يربط بين الجوف وميناء بئرعلي ويمر بمارب وعسيلان.
* المنطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة: تتضح أهمية المنطقة أكثر في استراتيجية التعدين في اليمن التي أولت الأهمية والمرحلة الأولى لإنشاء خط السكة الحديد الجوف-بئر علي.
مكامن الفرص Opportunities
* رفع مستوى الوعي والتعليم: الموقع محاذي لمناطق البدو, يمكن استيعابهم في التنمية, وهذا من شأنه رفع مستوى الوعي لديهم مما يعود بالإيجاب على أمن المنطقة واستقرارها وتنميتها.
* ازدهار الحركة السياحية: المنطقة ككل هي أرض الحضارات اليمنية القديمة الزاخرة بالمعالم التاريخية البارزة, وتعد منطقة مارب وشبوة من أهم المناطق الأثرية في الجزيرة العربية والعالم.
* الحد من البطالة: العاصمة ستشغل عدداً كبيراً من الأيدي العاملة , سواءً في فترة الإنشاء أو التشغيل أو ضمن المدينة الصناعية واستراتيجية إستصلاح الصحراء.
* إمكانية ربط العاصمة بنظام نقل حديث: الموقع هو المنطقة المنبسطة المحاذية للسلسلة الجبلية الشرقية, وهذا من شأنه أن يسهل الوصول إليها من الداخل والخارج عبر خطوط سريعة منبسطة وخطوط سكك حديد سريعة.
* إمكانية تحلية مياه البحر: يمكن عمل محطة تحلية في ميناء بلحاف تمد التجمعات الحضرية الواقعة بين بلحاف وبيحان “عزان, عتق”، وهذا حل احتياطي لمواجهة آثار التغير المناخي.
إمكانية التنفيذ
المشروع واقعي وقابل للتنفيذ على مراحل متسلسلة، ولا يمكن للدولة بإمكانياتها الحالية تنفيذ مشروع بهذا الحجم منفردة، ولكن يجب أن يشترك القطاع الخاص المحلي والمستثمرون الأجانب في تمويل المشروع، حيث تبدأ الحكومة بتمويل المراحل الأولى والتي تهتم ببناء السدود والحفائر المائية وإستصلاح الصحراء والبنية التحتية الرئيسية والمجمع الحكومي، ثم تبدأ ببناء المباني التجارية والسكنية وتبيعها للقطاع الخاص، أو يمكن أن تبيع الأرض للقطاع الخاص وتفرض محددات ومواصفات البناء.
أهداف المشروع
* ترسيخ الوحدة الوطنية : وذلك من خلال خلق بؤرة حضرية جديدة يتوافد عليها السكان من كافة أرجاء الوطن في تجمع حضري يجسد اللحمة الوطنية واليمن الواحد الموحد والعاصمة الجديدة المقترحة ستلغي الأهمية السياسية لـصنعاء وعدن.
* خلق رمز دائم للنهضة الوطنية: رسم صورة جديدة لليمن تكون بمثابة النصب التذكاري الذي يرمز إلى النهضة الوطنية والتقدم العلمي والاقتصادي والحضاري، النهضة التي يجب أن تتبناها الدولة للخروج بالبلد من أزماته المتلاحقة.
* تحقيق التوازن الإقليمي والتكافؤ بين الموارد البشرية والموارد الطبيعية: توجد في بعض المناطق اليمنية موارد بشرية مؤهلة لا تستغل بسبب قلة الموارد الطبيعية , في المقابل توجد في مناطق أخرى موارد طبيعية غير مستغلة بسبب ضعف الموارد البشرية.
* خلق تجمع حضري نموذجي: خلق بيئة حضرية نموذجية من الصفر, تكون ذات تكوين حضري منظم يستوعب التقنيات الحديثة ومتطلبات الحفاظ على البيئة ويواصل نموه بطريقة منظمة ومدروسة، ويلبي جميع المعايير التي تضمنتها وثيقة أثينا.
* تحويل المنطقة بشكل خاص واليمن بشكل عام من بيئة تفرخ القاعدة إلى بيئة تنموية ثقافية صناعية: إنشاء العاصمة في الموقع المذكور(عسيلان, بيحان) شبوة مشكلة, وإنشاء العاصمة في ذات الموقع هو الحل لذات المشكلة. المنطقة بشكل عام “أبين, البيضاء, شبوة, مارب” هي في الوضع الراهن البؤرة التي تنتشر منها القاعدة حيث تتغذى من عناصر الظهير القبلي البدائي السائد في المنطقة, بحيث يمكن القول: إنها قاعدة القاعدة في اليمن، لكن في الجانب المقابل سنرى أن الحل الأمثل والأنجع لاستئصال القاعدة هو خلق بؤرة حضرية تنويرية وقوية عسكريا ًتنشر التمدن والوعي وتعاليم الدين الإسلامي الصحيحة بين أوساط القبائل, وتحكم سيطرتها على المنطقة.
العاصمة الجديدة : الرؤية ، الرسالة
* الرؤية: (عاصمة حديثة لدولة حديثة)
* الرسالة: تتمثل في إعادة التوازن لجميع أنظمة الدولة ومجالات التنمية, التحكم والسيطرة والاستقرار الأمني والاستغلال الأمثل للموارد, وإعادة توزيع السكان على الرقعة اليمنية للوصول إلى توازن بين الاحتياجات والموارد، بالإضافة إلى حل مشكلة الإسكان وخلق تجمع حضري منظم يكون أنموذجاً لمدن جديدة منظمة، وتجسيد رمزي للنظام والتخطيط الاستراتيجي الشامل الذي يجب أن يعمل به في جميع أنظمة الدولة.