صيف سـاخـن جـداً..!

عباس غالب
خـلال فصل الصيف وتحديداً في المناطق الساحلية الممتدة من المكلا مـروراً بسواحل شبـوة، أبين وعدن وصولاً إلى الحديدة وحجة تتضاعف حجم معانات المواطنين البسطاء وتصل حداً لا يطاق جراء ارتفاع درجة الحرارة وانعدام الإمكانات لتشغيل المحطات الكهربائية جـراء العـدوان الغاشم على بلادنا منـذ أكثر مـن عام.
وتبدو معالجات السلطات المحلية في هذه المحافظات عديمة الجدوى بالنظر إلى انعدام الموازنات التشغيلية وتمويلات إعـادة ما دمـرته الحـرب العـدوانية على البنية الأساسية وتحديداً في قطاعي الكهرباء والمياه، الأمر الذي يتطلب وقفة مسؤولة مع معاناة المواطنين في هذه المناطق الحارة وبما يسهم في تخفيف معاناتهم وبخاصة في هذا الموسم القائض الذي تنتشر فيه الأوبئة والأمراض المعدية التي تتطلب هي الأخرى جهوداً إضافية لمكافحتها.
وما كنت أرغب في إعادة التذكير بهذه المعاناة الموسمية التي سبق وإن تناولتها مراراً وتكراراً في مختلف وسائل الإعلام ودون جدوى مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن جراء استمرار العدوان غير أن نتائج اللقاء الذي جمع مؤخراً بين الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا والأخ اللواء حسن أحمد الهيج محافظ محافظة الحديدة قد ترك انطباعا إيجابياً بإمكانية تحريك ملف القضايا التي أثيرت خلال زيارة الأخ رئيس اللجنة الثورية العليا مطلع العام الجاري للمحافظة.. وحرص المحافظ الهيج في اللقاء الأخير التأكيد على أهمية قيام الجميع بمسؤولياتهم للتخفيف من تلك الأعباء التي تتصدر سلم أولوية المحافظ تجاه أهالي تهامة الذين يعانون الأمرين جراء تبعات العدوان وارتفاع درجة الحرارة أيضاً.. وهو نفس الشيء الذي أقدم عليه محافظو عدد من المحافظات الجنوبية الساحلية في لقائهم مع القائمين بأعمال الوزراء لمناقشة تبعات ومعالجة آثار الصيف الساخن على المواطنين أيضاً.
ولاشك بأن هذه موضوعات ومشكلات مرتبطة أساساً بتذليل الصعوبات أمام قيام هذه السلطات بكامل مهامها وتنفيذ المشروعات ذات الأولوية لتخفيف تلك المعاناة.
وفي الوقت الذي نثمن هذا التحرك لقيادة السلطات المحلية وأتوقف-على سبيل المثال– أمام جهد الأخ حسن أحمد الهيج محافظ محافظة الحديدة وتشديده على أهمية سرعة تنفيذ توجيهات الأخ رئيس اللجنة الثورية العليا وترجمتها إلى برامج عملية محددة زمنياً وبحيث تسهم في معالجة تلك الإشكالات التي لا يمكن وضع حد لها ما لم يكن ثمة تعاون ومشاركة فاعلة من مختلف القطاعات وعموم المواطنين والمؤسسات الحكومية والمدنية، فضلاً عن ضرورة مساهمة القطاع الخاص الذي لا غنى لنا عنه.
وأخيراً .. سيبقى رهان هذه المحافظة الساحلية وغيرها على تفاعل المركز في الوفاء بتغطية الالتزامات المالية وعلى وجه السرعة وبصورة استثنائية بالنظر إلى قدوم صيف ساخن لا يقوى على تحمله أبناء المناطق الساحلية البسطاء، فالله لا يجمع بين شراسة وجبروت العدوان الذي طال كل شيء في حياتنا وبين تجاهل المسؤولين لحال المواطنين على الرغم من التفاؤل المشوب بالترقب الذي أبداه المحافظ الهيج وهو يخبرني عبر الهاتف بأن الكرة الآن في ملعب الجهات المعنية التي أحيلت إليها توجيهات تذليل الصعوبات وتوفير الامكانات للتغلب على صيف ساخن جدا تعيشه مدينة الحديدة تحديدا.
للتأمل:
إذا اشْتدَّتْ رياحُ اليأْس فِينا
سَيعْقُبُ ضيق شِدّتِها الرّخاءُ ..
فبعد العَتْمَةِ الظَّلماءِ نورٌ
وطولُ الليلِ يعقبهُ الضياءُ ..
أمانينــــا لها ربٌ كريــمٌ
إذا أعطى سيُدهِشُنا العطاءُ !

قد يعجبك ايضا